فورين بوليسي: هكذا مهدت السياسات الأمريكية للحرب في السودان

Drone video shows smoke rising over Sudanese city near Khartoum
صورة جوية للعاصمة السودانية الخرطوم وأعمدة الدخان تتصاعد من أحد أرجائها (رويترز)

كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الجهود “المضللة” التي قامت بها الولايات المتحدة في عمليات دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية كانت السبب الرئيسي في النزاع المأساوي الذي يشهده السودان منذ 15 أبريل/نيسان الجاري.

وأشارت في تقرير إلى حضور وتوقيع قوات الدعم السريع جنبًا إلى جنب مع الجيش السوداني على الاتفاق الإطاري الذي وقّعت عليه قوى مدنية إلى جانب طرفي المكون العسكري.

وقالت المجلة إن السودان يواجه اليوم شكلًا جديدًا من أشكال انهيار الدولة على غرار ما وقع في اليمن، مشيرة إلى أن القوات المسلحة السودانية شنت حملة قصف مكثفة في الخرطوم، وقد يكون لها اليد العليا قريبًا في العاصمة بفضل قوتها الجوية المتفوقة.

وأضافت أن القوة الجوية كانت عنصرًا حاسمًا في حروب السودان السابقة، خاصة خلال عام 2003، عندما قاتلت القوات المسلحة السودانية مليشيا الجنجويد، التي سبقت تشكيل قوات الدعم السريع أثناء الحرب في دارفور.

ورأت المجلة أن قوة الطيران السوداني هي السبب وراء تركيز عمليات قوات الدعم السريع في الساعات الأولى من الصراع على السيطرة على المطارات في جميع أنحاء البلاد حتى يتم إيقاف العمليات الجوية للقوات المسلحة السودانية.

وأضافت أنه على الرغم من أن الجيش السوداني لم يستخدم طاقاته الكاملة، فإن إخراج قوات الدعم السريع من المباني السكنية في الخرطوم التي حولتها إلى منشآت عسكرية قد يستغرق أسابيع، مشددة في الوقت نفسه على أنه سيكون من الصعب هزيمة قوات الدعم السريع في موطنها القبلي في دارفور، لا سيما مع قدرتها على حشد مقاتلين من تشاد المجاورة.

وقالت “مع مرور الوقت واحتدام المواجهات المسلحة، يبدو أن انزلاق السودان نحو حرب أهلية واسعة النطاق أكثر احتمالا”، مضيفة أن اندلاع أي حرب أهلية قد يستنزف دول المنطقة بكاملها وبعض القوى العالمية.

وأوضحت المجلة أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لم يعد لديها قدرة محدودة على تشكيل الأحداث في السودان بعد اندلاع الحرب بعدما كانت سببا غير مباشر في اندلاعها.

وقالت إن الإدارة الأمريكية تعمل بتنسيق مع عدد من الدول العربية خاصة مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية للتقليل من الخسائر وإنقاذ الدولة السودانية من التفكك، لكنها تواجَه بمشكلة كون هذه الدول الحليفة تقف على طرفي نقيض مما يقع في السودان منذ إسقاط نظام عمر البشير عام 2019.

تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى (غيتي)

ونقلت المجلة عن دبلوماسيين غربيين أن “العودة إلى الوضع الراهن قبل 15 أبريل أصبح أمرًا مستبعدًا بشكل متزايد مع استمرار القتال”.

ويخشى دبلوماسيون من أن القاهرة ربما تستعد لدعم القوات المسلحة السودانية، في مقابل تقارير تتحدث عن التعبئة القبلية على طول الحدود بين تشاد والسودان، الموطن التقليدي لحميدتي.

وأوضحت المجلة أن الإمارات شكلت حليفًا رئيسيًّا لحميدتي خلال الحرب السابقة في ليبيا واليمن، كما أنها تستفيد من العلاقات المالية مع أعمال حميدتي، في حين يوجد مقر واحد على الأقل لجمع المعلومات لقوات الدعم السريع في الإمارات.

وذكرت “غلوبال ويتنس” أن الإمارات شكلت موردًا رئيسيًّا للمعدات العسكرية لقوات الدعم السريع، في حين قامت قيادة مجموعة فاغنر الروسية بتدريب قوات الدعم السريع وكان لديهم مسؤولون متمركزون داخل بعض قواعدهم.

وخلصت المجلة إلى أن الاتفاق على الدستور الانتقالي تحت أعين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، شكّل اللحظة الأولى التي ضاع فيها الأمل بالديمقراطية في السودان، حيث سُمح للجيش بإدارة البلاد في الجزء الأول من الفترة الانتقالية، ليتم بعدها السماح بدخول الدعم السريع شريكًا للجيش في المهام العسكرية والسياسية.

المصدر : الجزيرة مباشر + فورين بوليسي + مواقع إلكترونية