ذكرى مذبحة المسجدين في نيوزيلندا تطغى على إحياء اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا

مسجد النور في كرايستشيرش بجنوب نيوزيلندا الذي شهد مقتل 51 مسلما وإصابة 41 آخرين (رويترز)

شهدت منصات التواصل الاجتماعي، الأربعاء، تجديدًا للمطالبات بمكافحة الإسلاموفوبيا وتعزيز أمن الأقليات المسلمة وسلامتها في المجتمعات الغربية، وذلك تزامنًا مع الذكرى الرابعة للهجوم على مسجدين في نيوزيلندا واليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا.

وكانت الأمم المتحدة قد أقرّت 15 مارس/آذار من كل عام يومًا عالميًا لمكافحة الإسلاموفوبيا العام الماضي، حيث تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع القرار الذي قدمته الحكومة الباكستانية نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي.

وتم اقتراح اليوم على وجه التحديد لموافقته الهجوم على مسجدين في مدينة “كرايستشيرش” عام 2019 في نيوزيلندا، حيث اقتحم رجل نيوزيلندي مسلح المسجدين أثناء صلاة الجمعة وأطلق النار بكثافة على المصلين، ما أسفر عن مقتل 51 وإصابة 40 آخرين.

ووصفت وسائل إعلام نيوزلندية هذا اليوم بأنه نقطة محوريّة “غيّر المدينة والمجتمع المسلم للأبد”، مشيرة إلى استمرار معاناة عائلات الضحايا حتى اللحظة وعدم قدرتهم على تجاوز محنتهم.

وأشارت صحف نيوزلندية إلى استمرار التحقيقات حول ما إذا كانت قوات الشرطة قد تأخرت في الاستجابة للهجوم، وما إذا كانت استجابة الشرطة بشكل أسرع ستزيد من فرص بعض الضحايا في البقاء على قيد الحياة.

وجددت وزارة الخارجية النيوزيلندية في هذا اليوم إدانتها للهجوم، مؤكدة “إدانة جميع أشكال الإرهاب والتطرف العنيف، ونحن مصممون على أن تظل نيوزيلندا مجتمعًا آمنًا ومنفتحًا وشاملًا”.

وأشارت منظمات أوربية حقوقية إلى ضرورة مكافحة تعصب العرق الأبيض والنظريات المتطرفة والعنصرية التي تتبناها الأحزاب اليمينية، حيث ألقت عدد من المنظمات باللوم على نظريات تفوق العرق الأبيض في القارة الأوربية، فيما يتعلق بالجرائم ضد المسلمين والأقليات.

وكتب معهد الحوار الاستراتيجي البريطاني “اليوم نتذكر أولئك الذين قُتلوا في هذا الهجوم وغيره منذ ذلك الحين، في اعتداءات عززتها أيديولوجية اليمين المتطرف وغذتها الكراهية”.

وأضاف المعهد في بيان على تويتر “هجوم كرايستشيرش ما هو إلا نتيجة للنمو الكبير في الإيديولوجية اليمينية المتطرفة السائدة عالميًا منذ العقد الأول من القرن 21، من الخطاب المناهض للاجئين إلى اليمين المتطرف الأكثر جرأة”.

وبدوره، نعى اتحاد “مؤتمر القيادة” الأمريكي الذي يضم منظمات حقوقية عدة ضحايا الهجوم، وقال “بينما نكرم ذكراهم اليوم، يجب أن نظل متحدين في الكفاح من أجل إنهاء سيادة العرق الأبيض والقضاء على الكراهية والتعصب بجميع أشكاله”.

ومن جانبها، قالت منظمة “الاندماج والتنمية الإسلامية – ميند” البريطانية “يتزامن اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا مع الذكرى السنوية للهجوم المروع على المصلين من قبل مسلح في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا”.

وتابعت “لقد غذت الإسلاموفوبيا الكراهية والانقسام والعنف، ما أسفر عن عواقب سلبية على المجتمع ككل. لقد رأينا أن هذا يؤتي ثماره في الآونة الأخيرة مع الهجمات التي تم ارتكابها ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة”.

وفي السياق، غرّدت عضو مجلس الشيوخ الأسترالي مهرين فاروقي “قبل 4 سنوات، في 15 مارس/آذار، تسببت العنصرية في مقتل 51 شخصًا في مذبحة مسجد كرايستتشيرش. مطلق النار في كرايس تشيرش كان من إنتاج أستراليا ولا يزال التطرف اليميني يهدد سلامتنا ورفاهيتنا”.

وأضافت “يخبرنا تقرير تلو الآخر أن المسلمين في أستراليا ما زالوا يعانون من مستويات مروعة من العنصرية والكراهية، ومن المقلق أن النساء المسلمات والأطفال يتحملون وطأة الإسلاموفوبيا، ومع ذلك يتم إنكار العنصرية وتبييضها”.

ودعت فاروقي في اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا إلى الالتزام “بالقضاء على الإسلاموفوبيا وجميع أشكال العنصرية نهائيا”.

المصدر : الجزيرة مباشر + خدمة سند + مواقع التواصل