طفلة سورية لاجئة تحقق حلمها بالالتحاق بالمدرسة بعد بث أمنيتها على الجزيرة مباشر (فيديو)

أسيل، طفلة سورية لاجئة في لبنان عمرها 12 سنة لم تتلق تعليما قط؛ لعجز أسرتها عن تسجيلها في المدرسة لأسباب مادية وأخرى قانونية وإجرائية.

ظهرت الطفلة قبل أيام على شاشة الجزيرة مباشر في لقاء عفوي، وجّهت عبره نداء لمساعدتها على تحقيق حلمها بتعلم القراءة والكتابة، وهو النداء الذي تلقاه عدد من الناشطين اللبنانيين، الذين قاموا باستحداث صف دراسي خاص لمن حُرموا الدراسة داخل المخيم.

ومكنت المبادرة الشبابية أسيل، وأكثر من 15 طفلا آخر من تحقيق حلمهم بالتحصيل الدراسي وتعلم أساسيات القراءة والكتابة في خيمة داخل مخيم “السمونية” في سهل عكار بشمال لبنان.

عبّرت الطفلة عن سعادتها أمس الأربعاء لكاميرا الجزيرة مباشر، وقالت إنها تعلم الآن ماذا تريد أن تصبح بعد أن تكبر، وإنها ترغب في أن تكون معلمة، حتى تُحقق حلم آخرين حُرموا من التعلم.

وقالت الطفلة لبرنامج المسائية، إنها تعلمت قراءة بعض الحروف الأبجدية وبدأت تتعلم كتابتها، وإن أهم شيء ترغب في قراءته بعد التعلم هو قصص الأطفال.

وكان سكان المخيم قد قالوا للجزيرة مباشر إن منظمات دولية وعدت بمدارس متنقلة داخل مخيمات اللجوء، في حين يخاف بعض الآباء على أطفالهم من إرسالهم إلى مدارس بعيدة من خطر الطرق والتنقل بمفردهم.

وأفاد المسؤول عن مخيم السمونية للاجئين السوريين في شمال لبنان بأن 70 تلميذا وصل أغلبهم إلى 11 سنة من دون أن يعرفوا كتابة أسمائهم أو يجيدوا القراءة.

وطالبوا المنظمات الدولية بتخصيص خيمة للدراسة داخل المخيم وتعيين معلمين لتعليم الأطفال حتى يحاربوا الجهل.

وقال المتحدث إن كثيرا من اللاجئين بالمخيم يضطرون إلى تشغيل أطفالهم حتى يوفروا لقمة العيش.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) من كارثة تعليمية في لبنان بسبب انقطاع الأطفال عن التعليم، نتيجة إغلاق المدارس الرسمية وإضراب المعلمين طلبًا لتحسين أوضاعهم، موضحة أنه إن لم تفتح المدارس بسرعة، فإن الآثار الفورية والطويلة المدى في التعلم والازدهار المستقبلي ستكون خطيرة.

وحثت اليونيسف الحكومة اللبنانية على إعطاء الأولوية لحلول طويلة الأجل من خلال ميزانية الدولة لعام 2023، واتخاذ خطوات لدعم المعلمين وتحديد دخل لهم يحفظ كرامتهم ويساعد الأطفال على تعليم جيد وآمن وشامل.

ويستضيف لبنان 660 ألف طفل سوري لاجئ في سن الدراسة، وتشير تقارير منظمات دولية إلى أن نحو نصفِهم لم يتمكنوا من التعلّم في المدارس.

وبحسب تقييم للأمم المتحدة، فإنّ 30% منهم، أي 200 ألف، لم يذهبوا إلى المدرسة قطّ، و60% لم يُسجّلوا في المدارس خلال السنوات الأخيرة.

المصدر : الجزيرة مباشر