عمره 102 سنة.. معمّر مقدسي يروي ذكرياته مع قادة المقاومة الفلسطينية ومعارك النكبة (فيديو)

قال المعمّر الأكبر حاليا في مدينة القدس المحتلة أبو نهاد جاد الله الذي يبلغ عمره 102 سنة إنه شارك في أهم الأحداث العسكرية والمحطات السياسية التي شهدتها فلسطين خلال أعوام 1936 و1948 و1967.

وأضاف الحاج جاد الله خلال مقابلة مع برنامج “المسائية” على الجزيرة مباشر، الخميس، أنه يتذكر مفتي القدس الراحل الحاج أمين الحسيني الذي كان صديقا لوالده في محطات مختلفة من حياته، مؤكدا أنه عاصر النكبة الفلسطينية بكل تفاصيلها وانخرط في مقاومة الانتداب البريطاني رغم صغر سنه آنذاك.

وكشف المعمر الفلسطيني أنه يتذكر تفاصيل معركة القسطل مع القائد العسكري عبد القادر الحسيني عندما عاد من اجتماع جامعة الدول العربية في العاصمة السورية دمشق.

وتابع قائلا “قائد المقاومة الفلسطينية عاد مكسور الجناح بعدما رفض قادة الدول العربية في اجتماعهم منحه السلاح لمقاومة الاحتلال البريطاني للأراضي الفلسطينية والعصابات الصهيونية”.

وقال آخرَ مقاتل بقي على قيد الحياة من حرب النكبة عام 1948 “في تلك السنة كان سلاحنا ضعيفا بينما كانت العصابات الإسرائيلية تستفيد من سلاح الجيش البريطاني”.

وأكد الشيخ المقدسي أن الجيش البريطاني أنشأ معسكرات كانت تضم دبابات وأسلحة ثقيلة تركها البريطانيون للعصابات الصهيونية التي استخدمتها ضد الفلسطينيين.

وعن ملابسات استشهاد القائد عبد القادر الحسيني أوضح جاد الله أنه خلال احتلال قرية القسطل من قبل العصابات الصهيونية غرب القدس، دارت معركة قاسية غير متكافئة من حيث العدد والعدة، وفيها ارتقى الحسيني شهيدا بقذيفة مدفعية سقطت بالقرب منه، مضيفا “استطعنا نقل جثمانه إلى القدس حيث جرت له مراسم تشييع حاشدة شارك فيها الآلاف من أبناء شعبنا”.

وعن مشاركته في معركة دير ياسين، قال إن تلك المعركة كنت بداية لهجرة أعداد كبيرة من الفلسطينيين من أراضيهم، مضيفا أن إسرائيل اعتمدت سياسة الإبادة والطرد الجماعي للفلسطينيين وتجريف البيوت التي هاجر أصحابها.

وذكر أنه في عام النكبة كان يشغل منصب ملازم أول في السرية الرابعة من الجهاد المقدس في “صور باهر”، وأنه شارك في جميع المعارك التي جرت في القدس خاصة معركة “جبل المكبر” ومعركة “رامات رحيل” التي تميزت بمشاركة جنود قدموا من مصر لدعم المقاومة.

ويروي الحاج المقدسي محمد جاد الله، وهو من مواليد 1921، حادثة منارة “رامات رحيل” التي كان يتمركز داخلها قناص إسرائيلي تمكن من قتل وإصابة عدد من أفراد المقاومة، وكيف اتفقت قيادة المقاومة على نسف المنارة بلغم، مما سمح لها بالسيطرة على المسار الرابط بين القدس والخليل وبيت جالا.

يذكر أن الحاج محمد جاد الله (أبو نهاد) ولد في بلدة صور باهر جنوب القدس المحتلة، بعد 4 سنوات من وعد بلفور الذي أطلقه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 وتعهد فيه بمنح اليهود وطنا في فلسطين.

ويعتبر الحاج أبو نهاد نفسه شاهدا على تاريخ القدس. وصدر له كتاب “100 عام من حياتي” تناول فيه محطات حياته في القدس وخلاصة ذكرياته.

المصدر : الجزيرة مباشر