أراد أن يتزوج.. عملية زرع شعر تنهي حياة شاب وهكذا بدأت المأساة

لم يكن رشيد يدرك أن هذه العملية، الآمنة مبدئيًّا، ستكلفه حياته (الفرنسية)

كان آثار رشيد المعيل الوحيد لأسرته وكان يطمح إلى حياة أفضل -شراء منزل وتزويج شقيقتيه- لكنه أصيب بتسمّم في الدم بعد خضوعه لعملية زرع شعر بعيادة في نيودلهي.

فعندما بدأ الشاب الهندي يلاحظ بدايات صلع، قرر الخضوع لزراعة شعر كي يستعيد وسامته ويتمكن من الزواج، لكنّ الشاب المسؤول في محطة تلفزيونية لم يكن يدرك أن هذه العملية، الآمنة مبدئيًّا، ستكلفه حياته.

وعندما يجريها جرّاح بارع، يمكن أن تكون عملية زرع الشعر تجربة مغيّرة للحياة وأن تعزز الثقة خصوصًا بالنسبة إلى الذين يبحثون عن النمو الشخصي والمهني، فالحاجة إلى إظهار الشباب والحيوية مسألة تكتسب أهمية متزايدة لدى الجنسين.

وتقوم عملية زرع الشعر على إزالة بصيلات من منطقة كثيفة الشعر مثل مؤخّرة الرأس وزرعها في المنطقة المصابة بالصلع، ومدة الجراحة طويلة قد تصل إلى ما بين 6 و8 ساعات، وتكلّف هذه العملية نحو 350 ألف روبية (4300 دولار) وهو مبلغ كبير في بلد يعيش فيه الملايين على أقل من دولارين في اليوم.

ورش عمل على يوتيوب

لكن في قطاع ضعيف التنظيم، يمكن لهذه العملية التي يجريها أحيانا هواة يتدرّبون على يوتيوب، أن تكون لها نتائج مميتة. فكثيرون يلجؤون إلى عيادات غير مرخّصة يعمل فيها أشخاص غير مؤهلين، بسبب أسعارها المنخفضة.

وروت والدة الشاب وتدعى آسيا بيغوم (62 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية قصة موته فقالت “ابني مات موتة مؤلمة جدا العام الماضي. توقفت كليتاه عن العمل ثم انهارت كل أعضائه الأخرى”.

وأضافت أن الأسرة قدمت شكوى إلى الشرطة، فقُبض على أربعة أشخاص من بينهم الرجلان اللذان أجريا الجراحة، وهم ينتظرون محاكمتهم. وقالت آسيا “لقد فقدت ابني لكنني لا أريد أن تفقد أي أم أخرى ولدها بسبب ممارسات احتيالية من جانب حفنة من الأشخاص”.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أصدرت اللجنة الطبية الوطنية الهندية تحذيرًا بسبب ازدياد عدد العيادات التي تقدم غالبًا خدمة دون المستوى بأسعار مخفضة، وقالت إن “المشاهدة خلال ورش العمل أو على يوتيوب أو منصات مماثلة لا تعتبر تدريبًا كافيًا للقيام بعمليات تجميلية بما فيها زرع الشعر”.

المصدر : الفرنسية