في ختام رحلة المغرب.. كيف خسر أسود الأطلس برونزية مونديال قطر 2022؟

يمكن القول بأن المجمل النهائي لما قدّمه فريق المغرب كان فوق التوقعات (الفيفا)

خسر منتخب المغرب فرصة الحصول على الميدالية البرونزية في كأس العالم FIFA قطر 2022، بعد الهزيمة من كرواتيا بهدفين لهدف على ملعب خليفة الدولي.

جاء ذلك بعد وصوله إلى نصف النهائي من كأس العالم، بوصفه أول فريق أفريقي أو عربي يحقق تلك النتيجة المرموقة، لكن السعي لم يكتمل أمس عندما نجحت كرواتيا في تسجيل هدفين في شباك الحارس ياسين بونو.

ودخل المدرب وليد الركراكي بتشكيلة أراد بها إعطاء الفرصة للاعبين لم يحصلوا على فرصة المشاركة أساسيًّا في البطولة بصفة منتظمة، مثل أشرف داري وعبد الحميد صابيري وياسين الخنوسي وجواد الياميق.

كما أعطى الركراكي فرصة لأنس الزرزوري وإلياس شاعير عندما دخلوا من دكة البدلاء.

ما افتقده المغرب أمام كرواتيا

شهدت بداية المباراة بعض الأخطاء من قلة التركيز من جانب مدافعي المغرب والحارس ياسين بونو، ولم يدخل المغرب سريعًا في المباراة، وتسبب ذلك في هدف أول سكن شباك بونو عن طريق جفارديول.

ولم يمتلك أسود الأطلس الشراسة نفسها في الكرات الثنائية، مما جعل كرواتيا تسجل هدفًا ثانيًا تقدمت به مرة أخرى في النتيجة، وردت على هدف أشرف داري الذي أتى بعد دقيقتين فقط من هدف كرواتيا الأول.

رغم ما حصده المغرب من مكاسب كثيرة، فقد كان المغاربة يمنون النفس بحصد المركز الثالث والعودة إلى الرباط بالميدالية البرونزية كنتيجة نهائية للمشوار المليء بالإنجازات الثمينة للغاية، بعد أن نجح أبناء الركراكي في هزيمة العديد من أعتى المنتخبات مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، وخسارتهم من فرنسا بعد تقديم أداء جيد في نصف النهائي.

عانى المغرب من الإرهاق وبعض المشاكل البدنية بصورة أوسع (الفيفا)

الإصابات التي ضربت المنتخب

دفع الفريق المغربي الثمن غاليًا بسبب الإصابات التي ضربت المنتخب بمرور الوقت في البطولة.

فغاب قائد الدفاع رومان سايس عن معظم مباراة فرنسا وعن مباراة كرواتيا، كما غاب نايف أكرد واضطر الركراكي إلى إشراك جواد الياميق وأشرف داري معًا في مكانهما.

أما على صعيد خط الوسط، فخسرت المغرب مجهودات عز الدين أوناحي بعد أن شعر بتشنجات عضلية في نهاية مباراة فرنسا، ودخل في مكانه لاعب الوسط الشاب بلال الخنوسي (18 عامًا)، كما شارك صابيري في مكان ياسين أملاح.

كانت القرارات التي تم اتخاذها اضطرارية، وبعضها كذلك من أجل إعطاء الفرصة للاعبين البدلاء الذين لم يحظوا بفرصة كبيرة لإظهار أنفسهم في مونديال قطر بالشكل الكافي.

لكن وضح على أرضية الميدان أن المغرب يعاني من الإرهاق وبعض المشاكل البدنية بصورة أوسع، وبالتالي شهدت المباراة أحداثًا أخرى على هذا الصعيد شكلت صعوبة أكبر في طريق المغرب للعودة في اللقاء والتعادل من جديد.

تغييرات الشوط الثاني وأثرها على الخطة

عادت الإصابات لتضرب منتخب المغرب أثناء المباراة، ففي الشوط الثاني خرج المدافعان أشرف داري وجواد الياميق للإصابة ودخل بدر بانون، ثم دخل ياسين أملاح مع عودة لاعب الوسط سفيان أمرابط في قلب الدفاع إلى جانب بانون، بينما انتقل أملاح إلى خط الوسط في مكان أمرابط.

حاول منتخب المغرب الوصول إلى مناطق كرواتيا المنظمة وتشكيل الخطر لكن الأمر كان صعبًا، حتى مع الاستعانة بعز الدين أوناحي، ثم البديلين الآخرين أنس الزرزوري وإلياس شاعير، لكن لم تكن المساحات متوافرة لهما، ولم يسفعهما الوقت لترك التأثير المطلوب.

لم يمتلك أسود الأطلس الشراسة نفسها في الكرات الثنائية (الفيفا)

غياب التناغم الدفاعي

كان أساس قوة المغرب في البطولة هو الدفاع، ولكن مع التغييرات الاضطرارية وغياب رومان سايس عن مباراة فرنسا، ثم غياب العنصرين الأساسيين في مباراة كرواتيا، ضربة قوية لأسود الأطلسن الذين تلقوا 4 أهداف في مباراتي فرنسا وكرواتيا، بعد أن كانوا قد لعبوا 5 مباريات سابقة دون أن يتلقى مرماهم سوى هدف واحد عكسي.

مع ذلك يمكن القول بأن المجمل النهائي لما قدّمه فريق المغرب كان فوق التوقعات، ولم يكن أحد يتخيل قدرة المنتخب الشمال أفريقي على تجاوز منتخبات لها اسمها الكبير في القارة العجوز، بل وتقديم أداء تكتيكي وفني من طراز رفيع، وفق وصف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

المصدر : موقع الفيفا