42 عاما على رحيل “زيتونة فلسطين”.. عبد الكريم الكرمي “أبو سلمى” غادر تاركا أشعاره في الدرج

الشاعر الفلسطيني الراحل عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" (منصات التواصل)

يمر اليوم 42 عامًا على رحيل “زيتونة فلسطين” وشاعرها الذي سخّر أشعاره لقضيتها عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى).

قال عنه الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش “الجذع الذي نبتت عليه قصائدنا”، ومنحه الراحل ياسر عرفات وسام درع الثورة الفلسطينية، وهو أعلى وسام فلسطيني في ذلك الوقت، وفي سنة 1990 عاد الرئيس عرفات ومنحه وسام القدس للثقافة والفنون والآداب.

مات “المفتاح”

ولد الشاعر المبدع في طولكرم عام 1909 لوالده العلامة الشيخ سعيد الكرمي، وتنقل بين طولكرم ودمشق التي غادرها إلى السلط.

غادر مدينته بعد أن سيطر الاحتلال الإسرائيلي عليها عام 1948، ولم يأخذ معه سوى مخطوطة واحدة ألّفها عن ثورة عز الدين القسّام.

غادر الشاعر عكا في العام نفسه، حيث ترك أشعاره في درج المكتب، على أن يعود إليها بعد أسبوعين كما وعدت بذلك الدول العربية، الفلسطينيين.

حمل “أبو سلمى” معه مفتاح الدرج وأخذه إلى دمشق ثم أمريكا التي كانت محطته الأخيرة، قبل أن يعود إلى دمشق محمولًا على الأكتاف نزولًا عند وصيته، فتستقبله المدينة بموكب جنائزي مهيب.

“جبل المكبِّر يا فلسطين”

اعتُبر الشاعر أحد المجددين في مجاله، إذ أضاف إلى الشعر العربي وتجاوز النظم وصنع الشعر، ولا تزال العديد من أشعاره مخطوطة.

في عام 1936 أقالته السلطات البريطانية من التدريس، فقد نظم قصيدة نشرتها مجلة “الرسالة” التي أسسها الأديب المشهور أحمد حسن الزيات بالقاهرة، بعنوان “جبل المكبِّر يا فلسطين” هاجم فيها السلطات البريطانية لعزمها إنشاء قصر للمندوب السامي البريطاني على جبل المكبّر.

بعد أن أقالته السلطات البريطانية من وظيفته في المدرسة الرشيدية، عقابًا له على قصيدته، عمل أبو سلمى في القسم الأدبي التابع للإذاعة الفلسطينية إلى جانب صديقه إبراهيم طوقان، وواصل دراسته في معهد الحقوق الذي تخرّج فيه سنة 1941.

وفي عام 1943 قصد أبو سلمى مدينة حيفا، وافتتح مكتبًا زاول فيه مهنة المحاماة، وبدأ عمله بالدفاع عن المناضلين العرب في الثورة الفلسطينية، وظل يعمل في حقل المحاماة حتى عام 1948، حيث اضطر إلى المغادرة إلى دمشق، وهناك زاول مهنة المحاماة والتدريس ثم عمل بوزارة الإعلام السورية، وأسهم في العديد من المؤتمرات العربية والآسيوية والأفريقية والعالمية.

أغنى الكرمي المكتبة العربية بكثير من المجموعات الشعرية التي تناول فيها قضايا التحرر الوطني، وعبر عن موضوعات من حياة الفلسطينيين كالثورة والحنين إلى الوطن السليب.

وصدر لعبد الكريم الكرمي:

  • أغنيات بلادي – شعر – 1959.
  • المشرد – شعر – عام 1949.
  • أغاني الأطفال – شعر – 1964.
  • كفاح عرب فلسطين – 1964.

  • أحمد شاكر الكرمي – 1964.
  • من فلسطين ريشتي – شعر – 1971.
  • الشيخ سعيد الكرمي – سيرته العلمية والسياسية – نثر – 1973.
  • ديوان “أبو سلمى” – الأعمال الكاملة.

جوائز وتكريمات

شارك أبو سلمى في المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول بالقدس في 28 مايو/ أيار 1964، الذي أعلن فيه قيام منظمة التحرير الفلسطينية، كما شارك في كل المجالس الوطنية المتعاقبة حتى رحيله.

عُيّن أبو سلمى مسؤولًا عن التضامن الآسيوي الأفريقي لدى منظمة التحرير الفلسطينية، بعد مشاركته، موفدًا عن المنظمة، في أعمال المؤتمر التأسيسي لـ”منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي” الذي عقد بالقاهرة سنة 1965. كما شارك في مؤتمرات “اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا” و”مجلس السلم العالمي”.

منحه “اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا” جائزة “اللوتس” السنوية للآداب، التي تسلمها في 1 يوليو/ تموز 1979 من رئيس جمهورية أنغولا.

انتخب عبد الكريم الكرمي سنة 1980 رئيسًا للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين خلال مشاركته في أحد مؤتمرات التضامن في موسكو.

شعر عبد الكريم الكرمي بتوعك صحي فنُقل إلى الولايات المتحدة، حيث توفي إثر عملية جراحية أجريت له في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 1980 ونُقل جثمانه لاحقًا إلى دمشق، حيث جرت له جنازة رسمية وشعبية حاشدة، ودفن في مقبرة الشهداء.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية