مع الحكيم.. عالم وبائيات: مصلحة رئيس فايزر تختلف عن مصلحة شعوب العالم (فيديو)

أوضح الدكتور محمود زريق أستاذ الصحة العامة والوبائيات بجامعة فرساي في فرنسا “أن مصلحة رئيس شركة فايزر قد لا تتماشى مع توجيهات الصحة العامة العالمية أو مصلحة الشعوب”.

وأضاف زريق في لقاء خاص مع برنامج “مع الحكيم” أن الجرعات المعززة مهمة لفئات معينة ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مؤكدًا “أنه من غير المنطقي ترك الفيروس ينتشر بين الناس والاعتماد على المناعة الطبيعية؛ فهذا يعني البقاء للأقوى وموت ضعيفي المناعة، ولكن في نفس الوقت لا يجب تعميم الإرشادات بالإجبار لجميع فئات المجتمع”.

جاء ذلك بعد تصريحات ألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لشركة فايزر هذا الأسبوع التي أشار فيها إلى أن التطعيم السنوي بلقاح مضاد لكوفيد-19 سيكون أفضل من الحصول على جرعات تنشيطية متكررة لمكافحة الجائحة.

وقال بورلا إنه بعد أن أثبت لقاح فايزر بوينتك المضاد لكوفيد-19 أنه فعال ضد المرض الشديد والوفاة في حالة الإصابة بمتحور أوميكرون شديد العدوى والأقل فعالية في منع العدوى، فإنه من الأفضل الحصول على جرعة واحدة كل عام، ذاكرًا أن ذلك أسهل في إقناع الناس بالأمر.

وعلى صعيد آخر شهدت العديد من العواصم العالمية موجة من الاعتراض على اللقاحات خاصة في أوربا يقودها خبراء صحيون وكوادر طبية احتجاجًا على إجبار الناس على التطعيم.

وهو ما أشار إليه خبراء بريطانيون مشاركون في الاحتجاجات ينادون بأن الجرعة الرابعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا ليست ضرورية، لأن الجرعة المعززة تستمر في توفير حماية عالية ضد الأعراض الشديدة التي يتسبب فيها متحور أوميكرون بين كبار السن.

ومع تصاعد الإصابات توسعت بعض الدول في برامج الجرعات التنشيطية أو قلصت الفترات بين الجرعات، في حين ترفض جهات أخرى وخبراء آخرون الجرعات التعزيزية كونها غير ذات جدوى، بل وضارة بالجهاز المناعي وفقًا لبعض الآراء.

وشدد الدكتور زريق أن مثل هذه القرارات لا بد أن تأخذ بعين الاهتمام وضع الدول من الناحية الاقتصادية والنفسية والصحية، مضيفًا أن الوضع الآن بات يعتمد على الناحية السياسية بشكل كبير، فعلى سبيل المثال بعد سنتين من الإغلاق وتشديد القيود صار الشعب الفرنسي غير قادر على تحمّل المزيد من الإجراءات.

وأضاف أنه “على الرغم من وصول نسب الإصابة إلى 500 ألف شخص في الأيام الماضية، إلا أن قرار تخفيف الإجراءات سارٍ، وذلك استجابة لرغبة الشعب الفرنسي خاصة في فترة الانتخابات القادمة”.

وتابع “الأمر نفسه حدث في إنجلترا بعد أن أصبح رئيس الوزراء البريطاني مهددًا بمنصبه، وتم إلغاء القيود وتخفيف الإجراءات وفتح الأبواب للملقحين القادمين من الخارج”.

وعلى المستوى الشعبي شهدت عدد من العواصم والمدن الأوروبية من بينها فرنسا هذا الأسبوع موجة من التظاهرات المناهضة التي ترفض اللقاحات والشهادات الصحية.

وينادي المتظاهرون بأن الإجراءات الاحترازية وعمليات الإغلاق المتكررة تمس بالحريات اليومية، منددين بما وصفوه شكلًا من أشكال “الفصل العنصري” الاجتماعي بسبب الشهادات الطبية.

كما تظاهر آلاف الأشخاص في السويد ودول أخرى احتجاجًا على شهادة التلقيح ضد كوفيد-19 لأنها ضد حرية الناس، حسب رأيهم.

المصدر : الجزيرة مباشر