انسحاب عضو إدارة مهرجان سيدني بسبب إسرائيل ومنظمات يهودية تعدها دولة فصل عنصري (فيديو)

أكثر من 70 فرد ومنظمة يهودية وقعوا على البيان (مواقع التواصل)

اعتبرت منظمات يهودية وأفراد يهود في أستراليا والولايات المتحدة، إسرائيل دولة فصل عنصري ودعت لمقاطعة مهرجان سيدني السينمائي بسبب تبرع السفارة الإسرائيلية في كانبرا للمهرجان بعشرين ألف دولار.

ولا يزال مهرجان سيدني السينمائي 2022 مثار جدل كبير بسبب قبول إدارة المهرجان صفقة الرعاية من السفارة الإسرائيلية، مما أدى إلى انسحاب عدد من الفنانين منه إثر حملة مقاطعة شنها ناشطون.

ووقّعت 8 منظمات ومعابد دينية يهودية إلى جانب أفراد من الجالية اليهودية في الولايات المتحدة وأستراليا على بيان يدعو إلى مقاطعة المهرجان، وأعلنوا خلال عريضة إلكترونية -وقع عليها أكثر من 70 فردا ومؤسسة يهودية حتى الآن- رفضهم لاستمرار ما سموه “سياسات الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”.

واعتبر الموقعون على العريضة أن تبرع السفارة الإسرائيلية “جزء من برنامج دعاية إسرائيلي تسعى من خلاله لاستغلال الفن أداة لصرف الانتباه عن عنف الاحتلال والمعاملة القمعية للفلسطينيين”.

وأضافوا “نحن اليهود نتشرف بالوقوف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين ونرفض أن نكون متواطئين في أفعال إسرائيل المنخرطة في أعمال عنف يومية مثل المحاكم العسكرية ونقاط التفتيش والمستوطنات والقتل وسرقة الأراضي والمضايقات اليومية للمجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية وحصار غزة والضربات الجوية والهجمات على القدس”.

و كان آخر المنسحبين من مهرجان سيدني عضو مجلس إدارته (بنيامين لو) الذي أكد في بيان نشره عبر حسابه في تويتر أن انسحابه يأتي بسبب رفض الإدارة إنهاء صفقة الرعاية الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه توسط في الاجتماعات بين مجلس الإدارة والمحتجين، ومقدمًا اعتذاره إلى الفنانين الذين “أجبروا على الاختيار بين العمل والقيم” وفق تعبيره.

وأضاف “ستبدأ المراجعة فور الانتهاء من مهرجان سيدني 2022، والنتائج والتوصيات ستكون جاهزة خلال أشهر”.

أما رئيس مهرجان سيدني (ديفيد كيرك) فقال إن مجلس إدارة المهرجان لم يُدرك التداعيات المحتملة عندما قبل تمويلا من السفارة الإسرائيلية في أستراليا”، واصفا قبول التمويل من إسرائيل “بالخطأ غير المتعمد”، حيث أدى إلى انسحاب عدد كبير من الفنانين العالميين من المهرجان.

يشار إلى أن مهرجان سيدني شهد انسحاب العديد من الفنانين والعاملين من المشاركة، كما قوبل الحدث بضغط متزايد نحو المقاطعة من قبل منظمة مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS). وقد جاء الضغط لقبول المهرجان تمويل السفارة الإسرائيلية لدعم إنتاج عرض بعنوان “Decadence” لمصمم الرقصات الإسرائيلي أوهاد نهارين.

ومن بين الذين قاطعوا المهرجان في الأسابيع الأخيرة الفنان خالد سبسبي، وفرقة الرقص (بيندي بوس)، ومغني الراب (بركاء)، والكوميديين (نظيم حسين) و(توم بالارد)، والصحفية (إيمي ماكواير)، والمؤلفة (يومي ستاين).

وتفاعل المدونون بقوة مع تواصل الانسحابات من مهرجان سيدني وكتبت الناشطة جنين خالق “يتساءل البعض عن أهمية هذه القرارات المتعلقة بمهرجان سيدني”.

وأضافت “في الواقع تستثمر دولة بكثافة فيما يسمونه (علامة إسرائيل التجارية) وهي حملة دعائية عالمية لتصوير المستعمِرة الاستيطانية كدولة ليبرالية وديمقراطية. تُصدّر هذه العلامة التجارية باستخدام أحداث ثقافية مثل مهرجان سيدني، بالإضافة للإنجازات التكنولوجية لصرف الانتباه عن الاحتلال الإسرائيلي”.

وكتبت كاثرين سكيدمور (ردا على انسحاب بنيامين لو) “عمل جيد. الكثير من الناس يتخذون القرارات على عجل من دون تفكير ولا يفسرون قراراتهم أبدا. يجب أن تكون رغبتك في شرح تفكيرك وحججك هي المعيار المتبع خاصة لأولئك الذين يشغلون مناصب بارزة”.

وغرد حساب آخر محتجًّا على قرار بنيامين لو “أحسنت في المشاركة في التسييس المستمر للفن. هل تتساءل لماذا تخسر الفنون التمويل؟ هذا هو السبب. هذه المقاطعة السخيفة التي لا تحقق شيئا سوى الصحافة السيئة وتقلل احتمالية تبرع الشركات المانحة في المستقبل”.

ورأى الناشط (شان بازي) أن “بيان الانسحاب جاء متأخرا للغاية ومخيبا للآمال. من المذهل أن نرى الكثير من الأشخاص البيض يهنئون (بن) على هذا التصريح الغريب والمتأخر والذي لم يذكر حتى كلمة الفصل العنصري أو الإبادة الجماعية أو النكبة وفشل في فهم سياق 73 عامًا ماضية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية