ما علاقة نقص فيتامين (د) بالسرطان؟ مع الحكيم يجيب (فيديو)

يكرس الباحثون المزيد من الوقت لدراسة الأمراض التي قد ترتبط بنقص فيتامين (د) ومع زيادة أهمية الفيتامين يعمل المختصون لدراسة الأمراض التي ترتبط بنقص هذا الفيتامين وطرق علاجها.

ومع أكثر من مليار شخص في العالم يعانون من مستويات غير كافية من هذا الفيتامين، أصبحت هذه القضية خطيرة وأشار بعض الخبراء إلى ذلك على أنه “وباء متجاهل”.

واعتبر الدكتور أحمد عجاج اختصاصي الباطنية ضيف برنامج (مع الحكيم) أن هذا الفيتامين يعامل معاملة الهرمون، وهو الاسم الذي يطلق على مجموعة من الهرمونات القابلة للذوبان في الدهون (المواد التي عادة ما يكون لها نشاط هرموني قليل في حد ذاتها ولكن الجسم يمكن أن يحولها إلى هرمونات).

وشرح الدكتور أحمد عجاج وخبيرة التغذية (هانيا كريدية) -في حلقة خُصصت لمناقشة الموضوع- أعراض نقص الفيتامين وخطورة زيادته والكمية المطلوبة يوميا إضافة إلى كيفية تعويضه بالغذاء.

وأوضحا أن نقص الفيتامين يعد من الأمور الخطيرة التي قد تواجه الجسم، إذ وجدت دراسات حديثة أن الفيتامين قد يحمي من فشل القلب والسكري، كما يمكن أن يسبب نقص فيتامين (د) في تساقط الشعر.

كما يرتبط الفيتامين بصحة العظام وله دور كبير في التهابات الجهاز التنفسي وأمراض المناعة الذاتية، كما يسبب نقصه ترقق العظام، فهو أساسي في امتصاص الكالسيوم في الجسم.

وفي حالة نقصه فإنه يلحق الضرر بصحة العظام ويسبب الترقق المعروف باسم الكساح عند الأطفال وتلين العظام عند البالغين.

ومن أبرز أعراض نقص فيتامين (د) الشعور بالألم الشديد في كل مفاصل الجسم، والشعور بالتوتر والاكتئاب وزيادة الوزن عند خاصة عند النساء.

الوقاية من السرطان

ورجحت أدلة تجريبية وجود ارتباط بين نقص الفيتامين وخطر الإصابة بالسرطان، ففي دراسات أجريت على خلايا سرطانية وأورام في الفئران، وجد أن الفيتامين له العديد من الأنشطة التي قد تبطئ أو تمنع تطور السرطان.

ونقلا عن موقع صحيفة (بيلد) أظهرت نتائج دراسة صادرة عن المركز الألماني لأبحاث السرطان أنه يمكن خفض معدل الوفيات بالسرطان بنسبة 13% في حال تناول كميات كافية من فيتامين (د) كبديل علاجي.

وخلص الباحثون أن المواظبة على تناول الجرعات المناسبة من فيتامين (د) منذ بداية سن الخمسين عاما يمكن أن يمنع ما يصل إلى 30 ألف حالة وفاة سنويا تسجل في ألمانيا فقط.

وأكد الدكتور عجاج أن أغلب من يعيش في منطقتنا العربية يعانون نقصا في الفيتامين نظرا لنمط الحياة وطبيعة الطقس، وبالفعل أظهرت الأبحاث الوبائية المبكرة أن معدلات الإصابة والوفاة لأنواع معينة من السرطان كانت أقل بين الأفراد الذين يعيشون في خطوط العرض الجنوبية.

زيادة مستويات الفيتامين

ومن الصعب الوصول إلى مستويات عالية من فيتامين (د) عند معظم الناس، ولكن من المهم التذكير بأن الإفراط في تناول أي مادة مغذية بما في ذلك فيتامين (د) يمكن أن يسبب آثارًا سامة.

وتعد زيادة فيتامين (د) خطيرة إذ إنه يزيد من مستويات الكالسيوم ما قد يؤدي إلى الإصابة بالكلس (ترسب أملاح الكالسيوم في الأنسجة الرخوة مثل الكلى أو القلب أو الرئتين) وفرط كالسيوم الدم (ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم).

ووفقا لجهات طبية عالمية في أوربا وأمريكا وكندا فإنه من الضروري الحرص على توفير احتياجات الجسم من الفيتامين بالمعدلات المطلوبة والحرص على عدم نقصانها أو زيادتها.

ومصادر الحصول على الفيتامين عديدة، وأولها التعرض للشمس وتناول أسماك السلمون والتونة والحبوب الدهنية كما يتم إنتاج الفيتامين في الجلد عند اتصاله مع أشعة الشمس في أوقات معينة خلال النهار.

إن نقص فيتامين (د) يسبب الكثير من المشاكل ولا خلاف على أهمية كفاية الجسم من احتياجه له، فهو السبب في كل ما سبق، إضافة إلى علاقته بعديد من الأمراض مثل التصلب المتعدد وآخرهم السرطان، وهذا ما تثبته الدراسات يوما بعد يوم.

المصدر : الجزيرة مباشر