“خطأ حسابي” كاد يمنع الآلاف من تلقي لقاح كورونا.. هل يضر القلب حقا؟

جدل متواصل حول فعالية وآثار لقاحات فيروس كورونا المستجد
جدل متواصل حول فعالية وآثار لقاحات فيروس كورونا المستجد (غيتي)

أشارت دراسة كندية في الأسبوع الماضي إلى تزايد في حالات التهاب عضلة القلب بعد تلقي لقاح كوفيد 19 وجرى تداول الدراسة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يتضح أن الأمر يتعلق بـ “خطأ حسابي كبير”، وفق موقع (راديو كندا).

وقالت الدراسة التي أجراها باحثون في معهد القلب بجامعة أوتاوا إن 1 من كل 1000 ملقِّح يصاب بالتهاب في القلب ونُشرت الدراسة قبل مراجعتها من قبل الزملاء في المعهد وأجريت على حالات التهاب عضلة القلب لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاحات مختلفة.

خطأ في الحساب

وحدد الباحثون 32 مريضًا عانوا من هذا التأثير الجانبي النادر من إجمالي 32 ألف و379 جرعة تم حقنها في أوتاوا بين 1 يونيو/حزيران و31 يوليو/تموز 2021، وهو ما يعادل معدل 1 من كل 1000 وهو معدل أعلى بكثير مما أظهرت البيانات الدولية حتى الآن.

أفادت الأبحاث أن اللقاح آمن على الأطفال أيضا (الفرنسية)

تداول الكنديون وغيرهم نتيجة الدراسة قبل أن يتبين أنها تعود إلى خطأ كبير من قبل الباحثين الذين أخطؤوا في العدد الفعلي للجرعات التي تم تناولها خلال الشهرين على الرغم من أن البيانات يتم نشرها يوميًا من قبل الصحة العامة.

وجرى في الفترة نفسها حقن أكثر من 800 ألف جرعة ليصبح بذلك المعدل الحقيقي لالتهاب عضلة القلب هو 1 من كل 25 ألف واعترف الدكتور بيتر ليو المدير العلمي لمعهد القلب بجامعة أوتاوا والمؤلف المشارك في الدراسة في مقابلة مع (سي بي سي نيوز) أن النسبة التي أظهرتها الدراسة غير صحيحة.

اعتذار بعد أيام

وقال راديو كندا إن الدراسة سُحبت من الإنترنت يوم الجمعة الماضي بينما أصدر مؤلفوها بيانًا قالوا فيه إن “النشر المسبق -قبل المراجعة- خطوة عادية الغرض منها السماح للباحثين بمشاركة نتائجهم الأولية مع زملائهم الذين يمكنهم بعد ذلك مراجعتها والتعليق عليها”.

وأوضح البيان أنه “لا ينبغي استخدام هذه النتائج لتوجيه السلوكيات المتعلقة بالصحة ولا ينبغي الإبلاغ عنها في وسائل الإعلام على أنها معلومات ثابتة من أجل تجنب تضليل الزملاء والجمهور ووسائل الإعلام”، قبل أن يختتموا بالقول “نشكر زملاءنا الذين فعلوا كل ما في وسعهم لتوضيح خطأنا ونعتذر لكل من أزعجهم تقريرنا”.

يرى رافضون للقاح عبر العالم أنه غير آمن وخرجوا في مظاهرات بشعار ” لا للقاح” (الفرنسية)

وأشار المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور أندرو كرين إلى أنه تم اكتشاف الخطأ بعد عدة أيام من نشر التقرير قبل أن يطلب الباحثون بسرعة سحب الدراسة.

وقال إنه في بعض الأحيان يتم الكشف عن الأخطاء في مرحلة ما قبل النشر وعادة ما تحذف هذه الدراسات ولكن هذه المرة نُشرت نتائج الدراسة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل حذفها وتمت مشاركتها بشكل جماعي من قبل رافضين للقاح ما دفع معهد القلب بجامعة أوتاوا إلى تصحيح المفاهيم في بيان أرسلته إلى وسائل الإعلام.

وقال البيان إنه تبين أن لقاحات كوفيد 19 آمنة وأنها فعالة ضد المرض ودعا أي شخص لم يتلق بعد جرعات اللقاح إلى القيام بذلك.

وأظهرت البيانات خطر الإصابة بالتهاب القلب من اللقاح لكنه أثر جانبي نادر، بحسب الدكتور كريستوفر لابوس  أخصائي أمراض القلب والأوبئة من مونتريال، وخلص إلى أن النسبة القليلة من الأشخاص الذين يعانون من هذا التأثير الجانبي سوف يعانون من أعراض خفيفة يمكن علاجها دون رعاية في المستشفى.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية