الأسير محمد العارضة: تجولت في شوارع بلادي المحتلة وأكلت “الصبر” لأول مرة منذ 22 عاما (فيديو)

الأسير محمد العارضة (مواقع التواصل)

روى المحامي خالد محاجنة تفاصيل زيارته للأسير محمد العارضة، فجر اليوم الأربعاء، بعد أن اشترطت مخابرات الاحتلال في اللحظات الأخيرة أن يقوم كل محامٍ بزيارة أسير واحد فقط من الأسرى الأربعة الذين تمكنوا من تحرير أنفسهم -رفقة اثنين آخرين- من سجن جلبوع شديد الحراسة، وأعاد الاحتلال اعتقالهم مؤخرًا.

وكشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين تعرض الأسيرين محمد ومحمود العارضة منذ إعادة اعتقالهما إلى التعذيب والتنكيل والحرمان من النوم والأكل والشرب والإهانة والتعرية الجسدية.

وقال محاجنة في مقابلةٍ مع (تلفزيون فلسطين)، فجر اليوم، إن محمد كان فرحًا بجولته في أراضي 48 المسماة بالخط الأخضر، ونقل المحامي عنه أن التفاصيل البسيطة التي شاهدها عوّضته عن سنوات الأسر الطويلة، إذ إنه أكل ثمار الصبر (التين الشوكي) لأول مرة منذ 22 عاما من أحد الحقول في سهل مرج ابن عامر.

ويطلق “الخط الأخضر” على الخط الفاصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967، ورغم تحفظات القانونيين فإن هذا اللفظ استُخدم في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وأكد محاجنة أن محمد بعد محكمة، السبت الماضي، التزم بتعليمات المحامين والتزم الصمت أمام التهم كافة، رغم محاولات مخابرات الاحتلال الضغط عليه من أجل إدانة أفراد من عائلته.

وأكد أن محمد رفض كل التهم الموجهة إليه، وكان جوابه واضحًا “تجولت في شوارع بلادي المحتلة 5 أيام، وكنت على أمل أن أرى والدتي، رحلتي هذه كانت كفيلة بأن تغنيني عن كل سنوات اعتقالي”.

وقال الأسير لمحاميه إنه “سيكتب عن رحلته لخمسة أيام حرًا في أراضي 48 بعد 22 عامًا من الاعتقال”، مشيًرا إلى أنه وقبيل اعتقاله مع رفيقه الزبيدي بـ 48 ساعة، لم يشربا نقطة ماء، مؤكدًا أنه لو كان بحوزتهما الماء لاستطاعا الصمود أكثر.

ويقول المحامي محاجنة إن الأسير محمد العارضة سيروي التفاصيل يومًا عن جمال رحلته بعدما حرر نفسه من الأسر لأيام.

هذا ما فعله الاحتلال بمحمد

وكشف محمد لمحاميه كيف اعتدت قوات الاحتلال عليه بشكل قاسٍ لحظة اعتقاله، مشيرًا إلى أنه أصيب في الرأس وفوق العين اليمنى ولم يتلق العلاج حتى اللحظة كما أنه يعاني من جروح كثيرة أصيب بها خلال ملاحقته واعتقاله.

وقال المحامي إن محمد جُرد من ملابسه خلال عملية التحقيق معه في سجن الناصرة، وبعدها نقل إلى مركز تحقيق الجلمة جنوب مدينة حيفا، وأشار إلى أنه يخضع محمد للتحقيق منذ السبت الماضي وعلى مدار الساعة، ولم ينم منذ اعتقاله قبل 5 أيام إلا قرابة 10 ساعات.

وأكد محاجنة أن المحققين يسعون لمساومة محمد بتهم واهية كما أن أحد المحققين هدده بإطلاق النار عليه، مضيفًا أنه موجود في زنزانة ضيقة (مترين في متر) وهي مراقبة على مدار الساعة بالكاميرات والحراس، وأنه لم يتناول الطعام من لحظة اعتقاله حتى أمس الثلاثاء.

ومنعه الاحتلال من النوم والراحة والصلاة، وفقط يتنقل بين الزنزانة وغرفة التحقيق ولا يخرج أبدًا ولا يعرف ما هو الوقت، ويصلي من دون أي توقيت، وفق محاجنة.

وأضاف أن التحقيق يتم مع محمد وهو مكبل اليدين والرجلين كل يوم، وأشار المحامي إلى أن الأسير كان مكبلًا ومحاطًا بستة حراس خلال زيارته له، كما أنه لا يعرف من اعتُقل من زملائه الذين فروا من سجن جلبوع إلا زكريا الزبيدي -إذ اعتُقلا معًا- مؤكدًا أن المحققين يخفون جميع المعلومات عنه.

وأشار محمد إلى أن أفراد وحدتي “اليمام” و”اليسام” اعتدوا على رفيقه زكريا زبيدي بالضرب، وعند وصولهما إلى مركز تحقيق الجلمة فرقوهما وأنه لا يعلم عنه شيئًا من وقتها، وفق المحامي.

وعن لحظة الاعتقال، قال المحامي إن قوات الاحتلال اعتقلت محمد عندما كان نائمًا في صندوق شاحنة، إذ كان أحد الجنود يبحث داخل الصندوق وفي آخر لحظة أمسك بيد محمد الذي حاول الهروب إلا أنه لم يستطع، ورغم ذلك تعرض للضرب على يد قوات الاحتلال الخاصة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية