رئيس مكتب الاستثمار بالرئاسة التركية يكشف طبيعة العلاقات الاقتصادية مع مصر والخليج (فيديو)

قال رئيس مكتب الاستثمار التابع لرئاسة الجمهورية التركية بوراك داغلي أوغلو إنه على مدار 5 سنوات كانت العلاقات التجارية بين مصر وتركيا مستمرة بشكل مستقر.

وخلال مقابلة على الجزيرة مباشر، تطرق داغلي أوغلو إلى العلاقات الاقتصادية بين تركيا ومصر والخليج ومدى تأثرها بالخلافات السياسية وذلك ضمن حديثه عن أفق الاستثمارات في تركيا والتحديات والمخاطر التي تواجه المستثمرين في البلاد.

وقال المسؤول التركي “في الآونة الأخيرة حدث تبادل زيارات مع مصر وهذا شيء إيجابي وهناك حوالي 5 مليارات دولار حجم تجارة بين الدولتين، ولكن بعد أزمة كورونا تراجع هذا الرقم، وإذا استقرت العلاقات السياسية أكثر فإن هذا سيؤدي إلى زيادة التبادل التجاري بين الدولتين”.

أما بخصوص دول الخليج، فقال “هناك نحو 13 مليار دولار استثمارات في تركيا من دول الخليج وهي من الدول المهمة في الاستثمار في تركيا وهناك الكثير من المؤشرات الجيدة على نمو الاستثمار في الفترة القادمة.

وأضاف داغلي أوغلو “تركيا من الناحية الجغرافية ومن الناحية الثقافية قريبة من هذه الدول وأعتقد أنهم سيستمرون في الاستثمار في تركيا”.

الاستثمار مقابل الجنسية

وبشأن برنامج الاستثمار مقابل الجنسية الذي اعلنته  تركيا قبل عدة سنوات، قال “تركيا أطلقت هذا البرنامج عام 2017 وهناك عدد كبير من المستثمرين الأجانب الذين أتوا إلى تركيا نتيجة هذا البرنامج ووصل حجم الاستثمار العقاري إلى 25% من إجمالي الاستثمارات وهو برنامج ناجح وأصبح يلفت انتباه كثير من المستثمرين”.

وأضاف “بشكل عام الذين حصلوا على الجنسية كانوا من دول الشرق الأوسط والدول الأوربية وأذربيجان والصين وغيرها من الدول الآسيوية”.

وعن طبيعة هذا البرنامج، أوضح “تمنح الجمهورية التركية الجنسية للأجانب الذين يقومون باستثمار عقاري قدره 250 ألف دولار، أو استثمار تجاري/شراء شركة برأس مال قدره 500  ألف دولار، أو إيداع مبلغ  500  ألف دولار في أدوات استثمار الدولة أو بنوك الدولة العاملة في تركيا بشرط ألا يسحب هذا المبلغ لمدة 3 سنوات، أيضًا توظيف 50 شخصًا يعتبر معيارًا للحصول على الجنسية التركية.

العلاقات التركية الأمريكية

وعن التوتر في العلاقات الأمريكية التركية قال داغلي أوغلو “أحيانًا يحدث تضارب في المصالح بين دولتين ويكون هناك نقاشات ولكن عندما نضع كل شيء على الطاولة المصالح والتعاون يتغلب على كل هذه المشاكل ونحن دائمًا نسلك هذا النهج في التعامل مع الدول.

وأضاف “من أكثر الدول التي قامت باستثمارات مباشره مع تركيا كانت الولايات المتحدة وهي الدولة الثانية في التبادل التجاري معنا، وهناك 22 شركة أمريكية تستثمر في البلاد”.

وتابع “الكثير من الموضوعات السياسية مهمة ولكن يتم تقييمها في إطار مختلف أما الفعاليات التجارية والاقتصادية سوف تستمر في مسارها الصحيح”.

لماذا تركيا؟

وردًا على سؤال لماذا يفضل المستثمرون تركيا عن غيرها من الدول؟ أجاب داغلي أوغلو “تركيا بها 85 مليون نسمة وهناك بنية تحتية قوية وهناك العديد من الخدمات الكبيرة جدًا تجذب عددًا كبيرًا من المستثمرين، هناك مثلًا استثمارات القطاع السياحي وتركيا من أقوى الدول السياحية وضمن أول 5 دول في العالم وهي دولة سياحية من الدرجة الأولى، والاستثمار في قطاع السياحة فرصة كبيرة للمستثمرين”.

وأضاف “من الناحية التجارية، تركيا دولة نشطة جدًا وفيها عدد كبير من الموارد البشرية. أما من الناحية الجغرافية الإستراتيجية، تركيا لها موقع خاص والخطوط الجوية التركية لديها روابط مع العديد من الدول، ومن إسطنبول تستطيع أن تنتقل الى عدد كبير من دول العالم وأيضًا لديها طرق جيدة”.

وقال داغلي أوغلو “تركيا أيضًا تربط بين الشرق والغرب وهي منطقة حساسة جدًا وتقدم بدائل كثيرة وممر مهم جدًا للعبور بين آسيا وأوربا”.

مخاطر تذبذب سعر صرف الليرة

وعن سعر صرف الليرة التركية التي تشهد انخفاضًا كبيرًا منذ 10 سنوات أمام الدولار الأمريكي وتأثيرها على المستثمرين، قال “يجب علينا أن ننظر إلى ديناميكية التجارة الحرة والتطورات الخارجية والكثير من التطورات التي حصلت في تركيا والتي أثرت بالطبع على هذه الدول وأثرت على تركيا ومنها القرارات التي اتخذها البنك المركزي الأمريكي والمصرف المركزي الإنجليزي وغيرها من دول الاتحاد الأوربي”.

وأضاف “يجب علينا أن ننظر إلى تركيا على المدى البعيد وخصوصًا المستثمرين، المشكلة فقط في الاستثمار على المدى القصير هؤلاء هم الذين تأثروا بتذبذب سعر الليرة لكن كل من استثمروا على المدى البعيد ربحوا في تركيا”.

وردًا على سؤال كيف تؤثر الأوضاع الاقتصادية الداخلية في تركيا على الاستثمار؟ أجاب “تركيا دولة ديمقراطية متجذرة وعلينا النظر إلى الاقتصاد التركي على مدى 18 سنة ماذا حصل؟ هناك انفراجة في الميزانية وانخفاض الديون وارتفاع معدلات النمو الاقتصادي والمؤشرات الأخرى مثل الاستثمارات وهي مؤشرات على النجاح”.

وأضاف “الاقتصاد التركي يتم إدارته بشكل جيد واستطاع أن يتغلب على أزمة كورونا”، وعن أثر أزمة كورونا قال “كل دول العالم تأثرت بها اقتصاديًا، وبالنسبة لنا الأولوية هي صحة المواطنين”.

وتابع “لكن يجب علينا أن لا نوقف الأنشطة الاقتصادية، وتركيا قامت بإدارة هذه الأزمة واستطاعت أن تتغلب على الكثير من العراقيل واستطاعت أن تتجاوز العديد من الدول وهناك استثمارات وصادرات ونمو”.

وأوضح داغلي أوغلو “بعد أزمه كورونا سيكون هناك نمو كبير جدًا في الاقتصاد التركي، كان هناك تراجع في الاستثمارات العالمية بنسبة 35% لكنها تراجعت في تركيا بنسبه 15% تقريبًا نتيجة أزمة كورونا، وعند مقارنتها مع الدول الأخرى في العالم كانت تركيا أفضل بكثير من هذه الدول”.

المصدر : الجزيرة مباشر