أفغانستان.. آخر التطورات السياسية والدولية بعد سيطرة طالبان على كابل (فيديو)

مقاتلو طالبان يقومون بدوريات في شوارع كابل بعد السيطرة عليها (غيتي)

طلب قائد القوات الأمريكية في كابل الجنرال كينيث ماكينزي من حركة طالبان عدم إعاقة عمليات الإجلاء في مطار العاصمة الأفغانية والتي تخللتها مشاهد ذعر قتل خلالها شخصان.

والتقى ماكينزي قائد القيادة المركزية في الجيش الأمريكي مسؤولين في طالبان في الدوحة، وفق مسؤول في البنتاغون رفض الادلاء بتفاصيل إضافية عن طبيعة الالتزامات التي حصل عليها المسؤول العسكري من الحركة.

ونشرت الولايات المتحدة نحو ستة آلاف جندي لتأمين عملية إجلاء عشرات آلاف الأمريكيين والأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة ويخشون على حياتهم.

لكن آلاف الأشخاص هاجموا مدرج المطار، اليوم الإثنين، في محاولة للفرار من البلاد، وفق ما أظهرت تسجيلات مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقتل الجنود الأمريكيون شخصين على المدرج المذكور، وفق مسؤول آخر في البنتاغون أوضح أنهما “كانا مسلحين”.

جمع السلاح من المدنيين

وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد ان الوضع في كابل تحت السيطرة وأنه تم اعتقال متورطين بعمليات تخريبية، وذلك بعد يوم من سيطرة الحركة على العاصمة كابل وانهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.

وأضاف المتحدث أنه من غير المسموح دخول منازل المسؤولين السابقين أو تهديدهم.

وكان مسؤولون في حركة طالبان قالوا إن الوضع في أفغانستان، اليوم، هادئ، وإن مقاتلي الحركة لا يشتبكون مع قوات الحكومة المنصرفة أو المدنيين في أي منطقة.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في الحركة -رفضوا ذكر أسمائهم- أنهم لم يتلقوا أي تقارير عن أي اشتباكات في مختلف أنحاء البلاد، وقال عضو كبير في الحركة إن “الوضع هادئ وفقا لما لدينا من تقارير”.

وأفادت رويترز -حسب مسؤول في طالبان- بأن أكثر من 90% من المباني الحكومية باتت تحت سيطرة الحركة، كما قال المتحدث باسم طالبان محمد نعيم إن الحركة نشرت وحدات خاصة من مقاتليها في كابل لتوفير الأمن، وإن جميع نقاط التفتيش الرئيسة تقريبا في العاصمة تحت سيطرة الحركة.

كما نقلت رويترز عن مسؤول في طالبان أن مقاتلي الحركة باشروا جمع السلاح من المدنيين في العاصمة كابل، “لأن الناس ليسوا بحاجة إليها للحماية الشخصية بعد الآن”.

وقال لرويترز “نتفهم أن الناس احتفظوا بالأسلحة من أجل السلامة الشخصية، الآن يمكنهم الشعور بالأمان، لسنا هنا لإيذاء المدنيين الأبرياء”.

وبعد 20 عاما على طردها من السلطة إثر الغزو الأمريكي لأفغانستان دخلت قوات طالبان، أمس الأحد، العاصمة كابل، وسيطرت على المقار الأمنية والحكومية فيها، وذلك عقب سيطرتها على الولايات الـ33 الأخرى خلال أسبوع فقط.

وقال قائد في الحركة إنه من السابق لأوانه التحدث عن كيفية تولي الحركة الحكم، وأبلغ القائد وكالة رويترز -رافضا الكشف عن اسمه- “نريد مغادرة كل القوات الأجنبية قبل أن نشرع في إعادة هيكلة نظام الحكم”.

وأضاف أنه صدرت تعليمات لمقاتلي الحركة في كابل بعدم ترهيب المدنيين، والسماح لهم باستئناف أنشطتهم العادية.

من جهته قال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان إنه لا قتال الآن في كابل ولو وجد لكانت معاناة المدنيين هائلة.

ولكن البعثة الدولية أكدت أن هناك احتياجات إنسانية كبيرة بعد القتال العنيف في عدة مدن.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر إن دخول طالبان إلى كابل وسيطرتها على مجمل الأراضي الأفغانية مسؤولية كبرى.

وفي كلمة هنأ فيها الأفغان، قال الملا برادر إن الحركة بلغت مرحلة لم تكن تتوقعها، ودخلت في مرحلة اختبار بشأن كيفية طمأنة الشعب الأفغاني بإمكانية التعايش معا.

من جانبه، قال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي إنه تواصل مع زعماء حركة طالبان لحل الأزمة الأفغانية بما وصفها بالطرق السلمية والأخوية.

وأضاف كرزاي أنه بعد مغادرة الرئيس أشرف غني والمسؤولين عن البلاد -ومنعا لحدوث فوضى- تم تشكيل لجنة من 3 شخصيات لنقل السلطة بصورة سلمية مكونة من رئيس لجنة المصالحة عبد الله عبد الله، وحامد كرزاي، والزعيم الأفغاني قلب الدين حكمتيار.

مندوب أفغانستان الأممي يحذر

من جهته، حذر مندوب أفغانستان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير غلام محمد إسحاقزي، الإثنين، من تداعيات سيطرة حركة طالبان على السلطة في بلاده.

ودعا إسحاقزي في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول أفغانستان، إلى تشكيل “حكومة انتقالية شاملة تضم الجميع وتحافظ على المكاسب التي تحققت على مدار الـ20 عاما الماضية”.

وقال السفير الأفغاني في إفادته لأعضاء المجلس: “أدعوكم إلى عدم الاعتراف بأي إدارة جاءت بالقوة لا تمثل كل الشرائح في أفغانستان، ولا ينبغي الاعتراف بإقامة إمارة إسلامية في بلادي”.

سفير أفغانستان لدى الأمم المتحدة يلقي كلمة أمام مجلس الأمن (رويترز)

وأضاف: “طالبان لم تف بالوعود التي قطعتها في محادثات الدوحة، وندعوها إلى احترام العفو العام الذي أعلنت عنه”.

واستدرك: “لكننا نشعر بقلق بالغ.. فالملايين يواجهون مصيرا مجهولا.. وقد وردت معلومات بشأن عمليات قتل محددة وأعمال نهب في كابل وتفتيش المنازل بحثا عن أشخاص بعينهم”.

وأضاف: “علينا أن نمنع سقوط أفغانستان في حرب أهلية.. إن سكان أفغانستان يعيشون حاليا في حالة هلع شديد وإنني أتحدث إليكم هنا بالنيابة عن الملايين منهم، بما في ذلك النساء والفتيات”.

أوزبكستان تسقط طائرة أفغانية

قالت وزارة الدفاع في أوزبكستان، اليوم الاثنين، إن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرة عسكرية أفغانية وإن الطائرة أُسقطت بعد عبور الحدود إلى أوزبكستان.

وسقطت الطائرة في ساعة متأخرة في مقاطعة سوركسونداريو في أقصى جنوب أوزبكستان والمتاخمة لأفغانستان.

وقال بهروم ذو الفقاروف المتحدث باسم وزارة الدفاع في أوزبكستان “أحبطت قوات الدفاع الجوي في أوزبكستان محاولة طائرة أفغانية عسكرية عبور الحدود بشكل غير قانوني”.

ولم يفصح عن عدد من كانوا على متن الطائرة أو ما إذا كانوا قد نجوا من الحادث.

وكانت وكالة الإعلام الروسية قد نقلت عن وزارة الدفاع في أوزبكستان قولها في وقت سابق اليوم إن الطيار خرج من الطائرة لكنه أصيب.

وقالت أوزبكستان أمس الأحد إنها احتجزت 84 جنديا أفغانيا عبروا الحدود وطلبوا المساعدة الطبية.

أشخاص يحملون أعلام طالبان يتجمعون للترحيب برجل أطلق سراحه من سجن في أفغانستان (رويترز)

أربع سيارات وهليكوبتر محملة بالمال

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سفارة روسيا في كابل قولها، اليوم الإثنين، إن الرئيس الأفغاني أشرف غني هرب من البلاد ومعه أربع سيارات وطائرة هليكوبتر محملة بالمال واضطر لترك بعض النقود لأنه لم يكن هناك متسع لها.

وقال غني، الذي لم يُعرف مكانه الحالي، إنه غادر أفغانستان، أمس الأحد، مع دخول حركة طالبان كابل دون مقاومة. وأضاف أنه أراد تفادي إراقة الدماء.

وقالت روسيا إنها ستحتفظ بوجود دبلوماسي لها في كابل وتأمل في تطوير العلاقات مع طالبان حتى مع قولها إنها لن تتسرع في الاعتراف بالحركة كحاكم للبلاد وستراقب سلوكها عن كثب.

ونقلت الوكالة عن نيكيتا إيشتشنكو المتحدث باسم السفارة الروسية في كابل قوله “أما بالنسبة لانهيار النظام (القديم)، فإنه يتضح بشدة في الطريقة التي هرب بها غني من أفغانستان.

“أربع سيارات محملة بالمال، حاولوا وضع جزء آخر من المال في طائرة هليكوبتر لكن المساحة لم تسع لكل الأموال. وتُرك بعض المال ملقى على المدرج”.

مقتل خمسة أشخاص

وقال شهود إن خمسة أشخاص قُتلوا وسط فوضى في مطار كابل، اليوم الإثنين، مع محاولة الناس الهرب.

ولم تتضح حتى الآن ملابسات سقوط القتلى. وقال مسؤول أمريكي إن القوات أطلقت النار في الهواء لردع أناس حاولوا ركوب طائرة عسكرية عنوة فيما كانت الطائرة في طريقها لنقل دبلوماسيين وموظفين أمريكيين إلى خارج كابل.

وأظهر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي ثلاث جثث على الأرض قرب مدخل جانبي للمطار على ما يبدو.

وفي ظل الفوضى العارمة، أظهرت لقطات نشرتها شركة إعلامية أن أناسا احتشدوا وتشبثوا بطائرة نقل عسكرية أمريكية كانت تتحرك على المدرج قبل الإقلاع.

وأظهر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي رجالا على أحد الأسطح يفحصون جثة رجل وردت تقارير بأنه حاول الاختباء في الجزء السفلي من طائرة وسقط ليلقى حتفه.

إنزال العلم الأمريكي

وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في وقت مبكر، اليوم الاثنين، أنه جرى نقل جميع موظفي السفارة الأمريكية في كابل إلى المطار بمن فيهم السفير روس ويلسون بطائرات هليكوبتر، وذلك انتظارا لإجلائهم مضيفا أنه جرى إنزال العلم الأمريكي من مجمع السفارة.

وقالت دول غربية، ومنها فرنسا وألمانيا ونيوزيلندا وإسبانيا وأستراليا، إنها تعمل على إجلاء مواطنيها وبعض الموظفين الأفغان من البلاد.

وأجلت تركيا، الاثنين، أكثر من 300 من رعاياها على متن طائرة من أفغانستان.  وذكرت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء أن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية تم استئجارها خصيصاً لإعادة الأتراك الراغبين في مغادرة أفغانستان حطت في إسطنبول وعلى متنها 324 راكباً.

رجل يحاول إدخال طفلة لمطار حامد كرزاي الدولي في كابول (رويترز)

الاحتياطات الأفغانية في أمريكا

وقال مسؤول أمريكي لوكالة فرانس برس، اليوم الإثنين، إن طالبان لن تتمكّن من استخدام الاحتياطات الأفغانية في الولايات المتحدة.

وقال المسؤول إن “أي أصول للمصرف المركزي تملكها الحكومة الأفغانية في الولايات المتحدة لن تكون متاحة لطالبان”.

ووفق صندوق النقد الدولي بلغت احتياطات المصرف المركزي الأفغاني في نهاية أبريل/ نيسان 9,4 مليارات دولار.

لكان غالبية هذه الاحتياطات موجودة خارج أفغانستان، وفق مصدر مطّلع للوكالة. ولم يتّضح حجم الأصول الأفغانية الموجودة في الولايات المتحدة.

عسكريون بريطانيون أثناء مغادرتهم إلى أفغانستان لتقديم الدعم للمواطنين البريطانيين الذين يغادرون كابل (رويترز)

السعودية تحث على حماية الأرواح وفقا “للمبادئ الإسلامية”

وحثت السعودية، اليوم الإثنين، مقاتلي طالبان على الحفاظ على الأرواح والممتلكات والأمن وفقا لما نصت عليه “المبادئ الإسلامية”.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن “المملكة العربية السعودية تتابع باهتمام الأحداث الجارية في أفغانستان الشقيقة، وتعرب عن أملها في استقرار الأوضاع فيها بأسرع وقت.

وأضافت “انطلاقاً من المبادئ الإسلامية السمحة، وعملاً بقول المولى سبحانه وتعالى (إنما المؤمنون إخوة)، فإن حكومة المملكة العربية السعودية تأمل أن تعمل حركة طالبان وكافة الأطراف

الأفغانية على حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات، وتؤكد في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق وخياراته التي يقررها بنفسه دون تدخل من أحد”.

الهند تفتح أبوابها أمام السيخ والهندوس

قالت وزارة الخارجية الهندية، اليوم الإثنين، إن الهند ستساعد أفراد الطائفتين السيخية والهندوسية الصغيرتين في أفغانستان على المغادرة إلى الهند.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان “نحن على اتصال دائم بممثلي السيخ والهندوس الأفغان. سنعمل على تسهيل إعادة من يرغبون في مغادرة أفغانستان إلى الهند”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات