اقتحامات الأقصى.. التكبيرات تصدح من المحاصرين داخل المسجد القبلي تحديا للاحتلال (فيديو)

الاحتلال يعتدي على المرابطين قرب باب الأسباط لإخلاء المكان بالقوة (مركز معلومات وادي حلوة بالقدس)

بينما يحاصر جنود الاحتلال المرابطين داخل المسجد القبلي، كانت التكبيرات التي تصدح من حناجرهم، السلاح الذي عزز صمود المقدسيين ضد اقتحامات مئات المستوطنين للأقصى منذ صباح اليوم في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل” المزعوم.

ووثق مقطع فيديو نشره مركز معلومات (وادي حلوة) بالقدس، لحظة تصاعد التكبيرات من داخل المصلى القبلي بعدما اقتحمته قوات الاحتلال وأغلقت أبوابه بالسلاسل الحديدية واحتجزت من بداخله وقطعت أسلاك مكبرات الصوت عن المسجد الأقصى.

وسبق أن اقتحمت قوات الاحتلال فجرًا باحات الأقصى، واعتدت على المصلين والمرابطين هناك وأخلتهم بالقوة قبل ان تعتقل عددًا منهم، وذلك لتأمين اقتحامات المستوطنين ومنع التكبيرات أثناء مرورهم.

كما وثقت لقطات أخرى لحظة، اعتقال المقدسية سهى عيد من باحات المسجد الأقصى وانتشرت صورتها وهي مبتسمة تحديًا للاحتلال.

وأظهر مقطع ثالث إخلاء ساحة الغزالي مقابل باب الاسباط بالقوة بعد ضرب واعتداء على كافة الموجودين ومعظمهم من النساء والفتية. وأدى فلسطينيون صلاة الظهر بالقرب من باب الاسباط بعد منع المصلين من الدخول للأقصى.

ووثق مقطع آخر مضايقات الاحتلال لإحدى الصحفيات ودفعها أثناء تغطيتها للاقتحامات، ولقطات كذلك لتوجيه أحد المستوطنين سلاحه نحو الصحفيين في محيط الأقصى.

واقتحم أكثر من 1210 من المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك منذ الساعة السابعة والنصف صباحا في حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي وتجولوا في باحاته بشكل استفزازي برفقة المتطرفين إيهودا غليك وبن حيفر وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم بينما قام بعضهم بتأدية شعائر تلموديه قبالة قبة الصخرة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن شهود العيان قولهم إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت باتجاه المصلين وأجبرتهم على مغادرة باحات المسجد بالقوة وتحت تهديد السلاح قبل أن تقطع أسلاك مكبرات الصوت داخل الأقصى في مشهد مشابه لاعتداءات شهر رمضان الماضي.

وغرد الناشطون عبر وسمي (#اقتحام_8_ذوالحجة) و(#لن_يمر_الاقتحام) تنديدًا بالاقتحامات التي بدأت منذ صباح اليوم وتخللها اعتداءات على المصلين داخل المسجد وقمعهم ومحاصرة آخرين داخل المصلى القبلي، وسط دعوات للرباط والنفير العام والتحرك نصرة للأقصى.

ووجه الأردن اليوم مذكرة احتجاج رسمية طالب فيها إسرائيل بالكف عن انتهاكاتها واستفزازاتها واحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني واحترام حرمة المسجد وحرية المصلين.

وأكدت الخارجية الأردنية في بيان، أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه.

بدورها، أدانت جامعة الدول العربية بأشد العبارات “هذا التصعيد البالغ الخطورة وهذه الهجمة الشرسة على الحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية ومقدساتهم، وما يتعرض له الحرم القدسي الشريف في هذا الوقت من استباحة وتدنيس بقرار رسمي إسرائيلي معلن”.

وأضافت أن “مواصلة المستوطنين اقتحاماتهم للأقصى وبأعداد كبيرة ودعم معلن من رئيس الحكومة الإسرائيلية وتحت حماية قواتها تؤكد تجاوز هذه الانتهاكات الجسيمة لأمر أداء الطقوس الدينية المرفوضة والمدانة إلى استمرار محاولات فرض السيطرة السياسية على الحرم القدسي ومحاولات تقسيمه وتهويده في هذه الأيام الفضيلة للمسلمين قبيل عيد الأضحى المبارك، وإمعان في استفزاز مشاعر المسلمين والاستهتار بعقيدتهم ومقدساتهم وإصرار على دفع المنطقة برمتها إلى حرب دينية”.

وحمّلت الجامعة العربية، في بيانها، سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن تبعات التصعيد في الأقصى، مؤكدة ضرورة توفير الضمانات اللازمة لحمايته والمقدسات الإسلامية والمسيحية الفلسطينية وحماية الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، ودعت لتدخل فوري من المجتمع الدولي ومجلس الأمن لوقف التصعيد.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية