كورونا يتوحش بالهند وبدء رفع القيود في أمريكا وتوصية كندية بشأن لقاح جونسون

وصل عدد الإصابات بفيروس كورونا في الهند منذ بداية ظهور الوباء إلى 20 مليون إصابة، ما زاد الضغط على الحكومة، فيما لا تزال المستشفيات مكتظة وتعاني من نقص الأكسجين وتجهد لإنقاذ المرضى.

وبحسب البيانات الأخيرة التي نشرتها وزارة الصحة الهندية يوم الإثنين أحصت البلاد في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 370 ألف إصابة جديدة و3 آلاف و400 حالة وفاة.

وأحصت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة وتواجه موجة وبائية ثانية شديدة ثمانية ملايين إصابة جديدة منذ نهاية مارس/آذار، وفقا لبيانات رسمية يعتقد خبراء أنها أقل من الواقع بكثير.

ويواجه النظام الصحي الذي يفتقر إلى الموارد وغير المهيأ لمواجهة هذا الوضع نقصا كبيرا في الأسرة والأدوية والأكسجين.

استنفاد الاحتياطات

أفادت تقارير صحفية بأن 24 شخصًا توفوا مساء الأحد بسبب نقص الأكسجين في مستشفى في ولاية كارناتاكا (جنوب) قرب بنغالور ونفت إدارة المنطقة أن يكون ذلك سبب هذه الوفيات.

ويوم السبت، قضى 12 شخصًا في مستشفى استنفد مخزونه من الأكسجين في العاصمة نيودلهي، وفقا لما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.

وأطلق العديد من المستشفيات نداءات للحصول بشكل عاجل على إمدادات الأكسجين، في حين نبهت عيادة للأطفال في نيودلهي إلى نقص الأكسجين فيها، إذ يواجه رضع وأطفال المرضى خطر الوفاة، وفقا للصحافة المحلية.

وازداد الضغط الأحد على مودي بعد هزيمته في انتخابات رئيسية في ولاية البنغال غرب البلاد وقد أمرت المحكمة العليا حكومته بتزويد نيودلهي بمخزون أكسجين قبل منتصف ليل الإثنين.

وحتى الآن، ترفض الحكومة فرض إغلاق على المستوى الوطني، ورغم ذلك، فإن نيودلهي وولاية ماهاراشترا حيث تقع بومباي، العاصمة الاقتصادية للهند، تخضعان لتدابير إغلاق كما أن العديد من الولايات الأخرى فرضت قيودا على النشاطات.

وتوالى وصول المساعدات خلال نهاية الأسبوع الماضي من أكثر من أربعين دولة، بينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، وانطلقت الإثنين طائرة محملة بالمساعدات من قطر.

وتشمل المساعدات خصوصًا مولّدات أكسجين وأجهزة تنفس، وأعلنت بريطانيا في هذا الصدد أنها ستُرسل ألف جهاز تنفس إضافية إضافة إلى تلك التي تم تسليمها بالفعل.

تخفيف القيود في نيويورك مع تقدم حملات التطعيم(رويترز)

حاكم فلوريدا يرفع جميع القيود

وفي الولايات المتحدة رفع حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية رون ديسانتيس الإثنين وبشكل فوري جميع قيود كوفيد-19 المعمول بها، مشيرًا إلى فعالية اللقاحات وتوفرها في الولاية.

ووقع ديسانتيس قانونا يلغي أوامر الطوارئ المحلية بفرض القيود لكنه يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الأول من يوليو/تموز، ثم وقع أمرا تنفيذيا آخر يغطي المدة من الآن حتى موعد سريان القانون.

وقال الحاكم الجمهوري في مؤتمر صحفي “هذا هو الأمر البديهي الذي يتوجب فعله”، في إشارة إلى تراجع أعداد الإصابات والوفيات مع استمرار حملة التحصين.

وتلقى نحو تسعة ملايين شخص في فلوريدا التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة جرعة لقاح واحدة على الأقل، وفقا لوزارة الصحة الأمريكية.

ووفرت الولاية اللقاح لكل من تزيد أعمارهم على 16 عاما بدون حاجة الى إثبات الإقامة في الولاية، وهو إجراء كان متبعا منذ يناير/ كانون الثاني لمواجهة الاقبال الكبير في بداية حملة التلقيح.

وأتاح هذا الاجراء تلقيح المهاجرين غير النظاميين الذين واجهوا صعوبة سابقا في إثبات إقامتهم، وضمنيا شجع الأمر ما يسمى “سياحة اللقاحات” مع زيارة العديد من الراغبين بتلقي اللقاح للولاية.

وتتوفر لقاحات “فايزر” و”مودرنا” و”جونسون أند جونسون” بدون موعد مسبق في مراكز فدرالية وأخرى تابعة للولاية وللمقاطعات، إضافة إلى الصيدليات والمتاجر.

حاكم فلوريدا يرفع جميع القيود (رويترز)

نيويورك ترفع العديد من القيود

وفي نيويورك أعلن حاكم الولاية أندرو كومو الإثنين عن رفع العديد من القيود التي فرضت للحد من انتشار فيروس كورونا، بما في ذلك استئناف عمل المترو في المدينة على مدار 24 ساعة.

وهذا الإعلان في مدينة كانت سابقا بؤرة تفش في الولايات المتحدة يؤشر إلى المدى الذي وصلت اليه في السيطرة على الفيروس.

وقال كومو إنه اعتبارا من 19 مايو/أيار سيتم إلغاء نسب الإشغال المحددة في العديد من المنشآت التجارية والثقافية في المدينة، بما في ذلك المتاجر والمطاعم ودور السينما والمتاحف.

وسيسمح للشركات باستقبال العدد الذي تريده من الأشخاص بشرط احترام مسافة الستة أقدام من التباعد الاجتماعي، كما أوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها “سي دي سي”.

وقال كومو للصحفيين “الفتح كامل لكن يخضع للستة أقدام، وأوضح “ويمكن التخلي عن قاعدة الستة أقدام في حال قدّم جميع العملاء إثباتات على تلقيهم اللقاح أو اختبار سلبي”.

وأضاف أن كل الأمور ذاهبة ب”الاتجاه الصحيح” مشيرا إلى تراجع معدلات فحوص كوفيد-19 الإيجابية ودخول المستشفيات التي سجلت أدنى مستوياتها منذ نوفمبر/تشرين الأول، إضافة إلى ارتفاع معدل التطعيم.

وجاء إعلان الإثنين بالتنسيق مع ولايتي نيوجيرسي وكونيكتيكت المجاورتين، مع عودة 80 ألف موظف حكومي في المدينة الى مكاتبهم، وفق رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو الذي أعرب عن أمله أن تتمكن نيويورك من “إعادة الفتح بالكامل” بحلول الأول من يوليو/ تموز.

لقاح جونسون أند جونسون (رويترز)

اللقاحات في كندا

من ناحية أخرى أوصت لجنة استشارية تابعة للحكومة الكندية بإعطاء لقاح “جونسون أند جونسون” المضاد لفيروس كورونا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما، على رغم المخاوف من حدوث جلطات في الدم.

وسمحت وزارة الصحة الكندية في مارس/آذار باستخدام اللقاح لجميع البالغين، لكن الجرعات لم يتم إعطاؤها بعد، كما لم تعط السلطات الضوء الأخضر لتوزيع الشحنة الأولى من 300 ألف جرعة بسبب مشكلات متعلقة بالجودة.

وقالت شالي ديكس -من اللجنة الاستشارية الوطنية للتحصين في كندا إن لقاح “جونسون أند جونسون” أثبت أنه “فعال للغاية” في الوقاية من عدوى كوفيد الشديدة.

لكنها أقرت بوجود حالات جلطات في الدم مرتبطة بهذا اللقاح، مشيرة إلى 17 حالة من بين 8 ملايين شخص تلقوا اللقاح.

لجنة في كندا توصي بإعطاء لقاح “جونسون أند جونسون(رويترز)

وقالت ديكس في مؤتمر صحفي “لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (مثل فايزر وموديرنا) هي المفضلة وأضافت بالقول “لقاحات الناقلات الفيروسية ( جونسون أند جونسون واسترازينيكا) لقاحات فعالة للغاية، ولكن هناك مخاطر تتعلق بالسلامة”.

ويستخدم لقاح “جونسون أند جونسون” في 17 دولة، بما في ذلك فرنسا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا وبولندا.

وأعلنت الدنمارك الإثنين أنها لن تستخدم لقاح “جونسون آند جونسون” في حملتها الوطنية للتطعيم، مشيرة إلى مخاوف من أعراض جانبية خطيرة بما في ذلك الجلطات الدموية.

وتعاقدت كندا لاستلام 10 ملايين جرعة من لقاح “جونسون أند جونسون” مع خيار طلب 28 مليون جرعة إضافية، في حين أعلنت أنها تتحفظ على الدفعة الأولى التي تسلمتها والمكونة من 300 ألف جرعة لإجراء مزيد من فحوص ضمان الجودة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات