جهود مجلس الأمن بشأن غزة.. أمريكا ترفض مجددا إصدار قرار وفرنسا تتقدم بمبادرة جديدة

مجلس الأمن بحث العدوان على غزة ولم يصدر قرارا بعد (رويترز)

عقد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء جلسة جديدة حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية هي الرابعة في ثمانية أيام، من دون التوصّل لإصدار بيان مشترك، في ظل إصرار واشنطن على أن النص لن يؤدي إلى احتواء التصعيد.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسيين، أن السفيرة الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد قالت خلال الجلسة المغلقة “لا نعتقد أن بيانًا علنيًا سيسهم في الوقت الراهن في احتواء التصعيد”.

وبحسب مصادر دبلوماسية، لم تعرض الصين وتونس والنرويج -الدول الثلاث التي أعدت مشروع البيان الجديد والتي تبذل منذ أكثر من أسبوع جهودًا للتعبئة الأممية ولانعقاد مجلس الأمن- النص مسبقًا على أعضاء المجلس.

ومنذ العاشر من مايو/أيار رفضت الولايات المتحدة ثلاث مسودات بيانات تدعو إلى إنهاء أعمال العنف أعدتها الدول الثلاث.

واستغرقت الجلسة أقل من ساعة، ولم يتخللها عرض مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند لآخر المستجدات.

وقالت السفيرة الأمريكية إن تركيز بلادها سيبقى منصبا على تكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل وضع حد لهذا العنف” رافضة الانتقادات الموجّهة لموقف واشنطن.

وأشارت إلى أن مسؤولين أمريكيين بينهم الرئيس جو بايدن “أجروا نحو 60 محادثة هاتفية على أعلى مستوى” منذ بداية الأزمة.

كسر الصمت

وفي بيان نشر عقب الاجتماع، أعربت نظيرتها الأيرلندية جيرالدين بيرن ناسون عن أسفها لعدم توصّل مجلس الأمن إلى موقف موحد.

وجاء في بيان السفيرة الأيرلندية أن “النزاع على أشده، وتداعياته الإنسانية مدمّرة للغاية، لم يقل مجلس الأمن ولو كلمة واحدة علنًا، تقع على عاتق أعضاء المجلس مسؤولية جماعية تجاه السلم والأمن الدوليين، لقد حان الوقت لكي يتدخل المجلس ويكسر صمته”.

مشروع قرار فرنسي

من ناحية أخرى قدّمت فرنسا مساء أمس الثلاثاء بالتنسيق مع مصر والأردن مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى “وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وغزة” بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.

وأوضح الإليزيه أنه خلال اجتماع بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبدالله الثاني عبر الفيديو “اتفقت الدول الثلاث على ثلاثة عناصر بسيطة، إطلاق الصواريخ يجب أن يتوقف، والوقت حان لوقف إطلاق النار، ومجلس الأمن الدولي يجب أن يتولى الملف”.

كانت فرنسا قد اقترحت على شركائها الـ14 في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، في حين تعرقل الولايات المتحدة منذ ثمانية أيام تبني المجلس أي قرار حول النزاع.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة تشانغ جون للصحفيين إنه تم خلال جلسة مغلقة “الاستماع إلى اقتراح قدمه زميلنا الفرنسي في المجلس، وبالنسبة إلى الصين، فإننا بالطبع ندعم كل الجهود التي تسهّل إنهاء الأزمة وعودة السلام في الشرق الأوسط”.

وأوضح السفير الصيني -الذي يرأس المجلس حاليًا- أن النص الذي اقترحته بلاده مع النرويج وتونس، وترفضه الولايات المتحدة منذ أكثر من أسبوع، يبقى مطروحًا على طاولة مجلس الأمن.

وخلال الاجتماع ذاته قال دبلوماسيون إن فرنسا أثارت احتمال صدور قرار لمجلس الأمن بشأن الصراع، وأكدت الرئاسة الفرنسية حينها أنها تدعو لمثل هذا التحرك، في حين قال دبلوماسيون إنه لم يتم تقديم مسودة مكتوبة.

وأعرب دبلوماسيون فرنسيون عن اعتقادهم بأن صدور قرار من مجلس الأمن الدولي قد يزيد الضغط على الأطراف لإنهاء الأعمال القتالية، وأن أي فعل في نيويورك سيخدم المبادرات الدبلوماسية الأخرى، ويعتقدون أن هناك سبيلًا لجعل الولايات المتحدة “تلين”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات