إسرائيل تنفي بدء عملية برية.. قصف غير مسبوق على غزة والمقاومة تستهدف مصنع كيماويات

تصاعد ألسنة اللهب والدخان خلال القصف الإسرائيلي على غزة (رويترز)

واصلت إسرائيل قصفها العنيف ليل الخميس الجمعة على قطاع غزة، في حين أمطرت المقاومة الفلسطينية المدن والبلدات الإسرائيلية برشقات متتالية من الصواريخ، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ عملية برية قبل أن يعود وينفي ذلك.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء إلى 119 شهيدا بينهم 31 طفلا و19 امرأة بينما أصيب أكثر من 830 بجروح مختلفة. وانتشلت أطقم الدفاع المدني الفلسطيني فجر اليوم جثامين أم وأطفالها الثلاثة من تحت ركام منزلهم المدمر بينما يجري البحث عن مفقودين آخرين.

وأعلن جيش الاحتلال شن غارات على 150 هدفا تحت الأرض شمالي غزة، وقال في بيان “منذ منتصف الليلة الماضية شاركت نحو 160 طائرة من نحو 6 قواعد جوية واستخدمت نحو 450 صاروخًا وقذيفة للإغارة على نحو 150 هدفًا خلال نحو 40 دقيقة”.

وردا على القصف الإسرائيلي المكثف، أطلقت الفصائل الفلسطينية عدة صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، وقالت كتائب القسام إنها قصفت عسقلان وأسدود وبئر السبع وسديروت بعشرات الصورايخ. كما استهدفت كتائب القسام مصنع كيماويات في بلدة نير عوز بطائرة شهاب المسيرة.

وكان حصل لبعض لوقت لغط حول توغّل لقوّات إسرائيليّة في قطاع غزة المحاصر أعلنه المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس، قبل أن يتراجع ويقول إن الجنود لم يدخلوا القطاع، بل حصل خطأ داخلي “في التواصل”.

وأكد الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة إنه لم يدخل قطاع غزة، وذلك خلافًا لما كان أعلنه في وقت سابق ليل الخميس، متحدثًا عن مشكلة “تواصل داخلية”.

وبُعيد منتصف ليل الخميس الجمعة، بعث الجيش الإسرائيلي رسالة إلى وسائل الإعلام يقول فيها إن قوات برية منه “موجودة” في قطاع غزة.

لكن بعد ساعتين، أصدر الجيش “توضيحا” يُفيد بأنه “لا يوجد جنود” في غزة، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن “مشكلة تواصل داخلية” قد حصلت.

وكان متحدث جيش الاحتلال قد قال في وقت سابق “نحن جاهزون ونستمر في الاستعداد لسيناريوهات مختلفة”، موضحًا أن الاجتياح البري “أحد السيناريوهات”.

 

من ناحيته، حذر المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام “أبو عبيدة” في بيان أن “أي توغل بري في أي منطقة في قطاع غزة سيكون بإذن الله فرصة لزيادة غلتنا من قتلى وأسرى العدو، وجاهزون لتلقينه دروسا”.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد نشر في وقت سابق الخميس دبابات ومركبات مدرّعة على طول الحاجز الفاصل بين إسرائيل والقطاع.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في وقت سابق إطلاق صاروخ “عياش 250” الذي يتجاوز مداه 250 كلم في اتّجاه مطار رامون في جنوب إسرائيل، ثاني أكبر مطار في إسرائيل الأربعاء نصرة للمسجد الأقصى.

استشهاد أم وأطفالها

وانتشلت أطقم الدفاع المدني الفلسطيني، فجر اليوم الجمعة، جثامين أم وأطفالها الثلاثة من تحت ركام منزلهم المدمر بعد استشهادهم بفعل قصف إسرائيلي شمالي قطاع غزة.

وأفاد مصدر بالدفاع المدني، لمراسل الأناضول، أن الشهداء هم أم وثلاثة من أطفالها (ولدان وبنت) من عائلة “العطار”، بينما يجري البحث عن مفقودين آخرين.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، غارات عنيفة شمالي قطاع غزة، وقصف بالمدفعية والطيران الحربي بشكل متزامن وغير مسبوق مناطق شرقي وغربي ووسط محافظة شمالي قطاع غزة.

وانقطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة شمالي القطاع جراء القصف الإسرائيلي الكثيف، وتصاعد ألسنة اللهب من المواقع التي استهدفها القصف.

وشملت الغارات استهداف منازل المواطنين والشوارع والبنى التحتية، ما خلف دمارًا هائلًا وخسائر كبيرة في الممتلكات.

اجتماع علني لمجلس الأمن

وأُعلِن أن مجلس الأمن الدولي – وبعد أخذ ورد- أنه سيعقد اجتماعاً افتراضيًا علنيًا حول الأوضاع في فلسطين الأحد الساعة 14,00 بتوقيت غرينيتش، بحسب ما أفاد دبلوماسيون.

وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة علنية “لمناقشة تفاقم العنف بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين يوم الأحد بعد التوصل لحل وسط بشأن اعتراضات الولايات المتحدة على اجتماع يوم الجمعة”.

كانت الولايات المتحدة اعترضت على طلب لعقد جلسة علنية لمجلس الأمن اليوم الجمعة لمناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ترك الباب مفتوحًا أمام عقد اجتماع في بداية الأسبوع المقبل.

وأوضح الدبلوماسيون أن الولايات المتحدة الحليف الوثيق لإسرائيل اقترحت في البداية إمكانية عقد اجتماع علني افتراضي يوم الثلاثاء.

وقال بلينكن يوم الخميس “آمل أن يمنح هذا بعض الوقت للدبلوماسية حتى يكون لها بعض التأثير ولرؤية إن كنا سنتوصل بالفعل لوقف حقيقي للتصعيد ويمكننا بعد ذلك متابعة ذلك في الأمم المتحدة في هذا السياق.

واجتمع مجلس الأمن المكون من 15 دولة عضوا مرتين هذا الأسبوع في جلستين مغلقتين، لكنه لم يتمكن حتى الآن من إصدار بيان عام.

وفي ظل قلقها من احتمال أن يخرج القتال عن نطاق السيطرة، سترسل الولايات المتحدة مبعوثا إلى المنطقة، في لم تُظهر جهود الهدنة التي تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة حتى الآن أي مؤشر على إحراز تقدم.

وقالت ليندا توماس غرينفيلد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة على تويتر بعد الاتفاق على اجتماع يوم الأحد إن ” الولايات المتحدة ستواصل المشاركة بنشاط في الدبلوماسية على أعلى المستويات لمحاولة تهدئة التوترات”.

المصدر : وكالات