محلل تركي: الموقف المصري ازدواجي في قضية شرق المتوسط (فيديو)

قال المحلل السياسي التركي عبد المطلب إربا إن “موقف مصر ازدواجي وغير ثابت وأنها لم تحدد جبهتها” بخصوص بعلاقتها مع تركيا.

وتابع “الحوار بين الدولتين كان متقدما وكاد يصل إلى لقاء وزيري الدولتين، ومصر أبدت نيتها لذلك لكنها خطت خطى عكس الاتجاه فيما يخص شرق المتوسط”.

جاء كلام إربا تعليقا على القمة التي جمعت مصر باليونان وقبرص، أول من أمس الثلاثاء، في أثينا.

وأضاف المحلل التركي في تصريحات للجزيرة مباشر أن “مصر بدأت تغير وجهتها وهذا سيؤثر في علاقاتها مع تركيا من جديد، مع أن الأخيرة أكبر دولة لها حدود على المتوسط”.

وأعاد إربا التشديد على ما جاء في بيان الخارجية التركية تعقيبا على بيان القمة الثلاثية التاسعة، قائلا إن “أي حل بدون تركيا في المنطقة لا يمكن الاعتراف به”.

وكانت أنقرة صرحت أنه “لا يمكن أن يكتب النجاح لأي مبادرة بمعزل عن تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية في شرقي المتوسط وإنها أظهرت ذلك للصديق والعدو”.

وأوضح ضيف (المسائية) على الجزيرة مباشر أن مصر فقدت 40 ألف كيلومتر من خلال اتفاقيتها مع اليونان، مع أنها اتفاقية غير شرعية بالنسبة لتركيا.

أكد ضرورة أن تقرر مصر موقفها بوضوح، وأن تركيا تدعو كل الأطراف المعنية إلى احترام القوانين الدولية.

“لا نتدخل”

من جهته رأى السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن البيان الذي صدر عن الخارجية التركية تعقيبا على بيان القمة الثلاثية “لم يكن مفاجئا” لأنه سبق لها إصدار مثله في مناسبتين سابقتين.

وقال هريدي للجزيرة مباشر إن “مصر دخلت في حوار مع تركيا بناء على رغبة أبدتها، العام الماضي، وطرح الطرفان وجهة نظرهما بشأن العلاقات الثنائية وأوضاع شرق المتوسط وشمال أفريقيا وتحديدا الليبية منها”.

واستطرد “مصر لا تعادي تركيا وأكدت منذ طرح مبادرة شرق المتوسط عام 2014 أن هذه المبادرة ليست موجهة ضد أي دولة بالمنطقة مضيفة أن المبادرة مفتوحة أمام أي دولة”.

وأضاف أن مصر قالت إن المبادرة متاحة لكل الدول التي ترغب في الانضمام “شرط أن تعلن استعدادها الالتزام واحترام قواعد القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار”.

وأوضح أن القاهرة تدرك وجود حوار بين تركيا واليونان بخصوص العلاقات الثنائية بينهما والخلافات حول تعيين الحدود البحرية بين البلدين لا سيّما ببحر إيجه قائلا “نحن لا نتدخل بأي صورة في هذا الحوار ونتمنى أن يتوصل البلدان لاتفاق”.

لا يعكس الحقائق

وكان بيان الخارجية التركية، أول من أمس الثلاثاء، قد لفت إلى أن انضمام مصر لهذا البيان “مؤشر على أن الإدارة المصرية لم تدرك بعد العنوان الحقيقي الذي يمكنها أن تتعاون معه شرقي المتوسط”.

وأكدت أن تركيا “تدعم مشاريع الطاقة التي من شأنها زيادة التعاون بين دول المنطقة إلا أنه ينبغي أن تكون تلك المشاريع شاملة ولا تتجاهل حقوق ومصالح تركيا والقبارصة الأتراك”.

ولفتت الخارجية إلى أن “هذه الدول أسهمت في انجرار ليبيا إلى عدم الاستقرار من خلال دعمها لمجموعات غير شرعية، وأن قيامها حاليا باستهداف مذكرات التفاهم التي أبرمتها تركيا مع الحكومة الليبية الشرعية ينم عن عدم احترام لمصالح وسيادة ليبيا في المقام الأول”.

وفي وقت سابق قالت وزارة الخارجية في جمهورية شمال قبرص التركية إن البيان المشترك لا يعكس الحقائق السياسية والقانونية بالجزيرة.

وأكدت أن البيان الذي أصدرته قبرص مع اليونان ومصر هو في حكم العدم بالنسبة لقبرص التركية.

وكانت أنقرة أعلنت في وقت سابق أن القاهرة احترمت الجرف القاري الخاص بتركيا خلال عرض خرائطها عقب الاتفاق التركي-الليبي، وأنه ما دفعها لمحاولة التواصل معها ورأب الصدع.

المصدر : الجزيرة مباشر