محلل بريطاني: على بايدن ألا يقوض إنجازات ترمب في الشرق الأوسط

الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب والرئيس المنتخب جو بايدن
الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب والرئيس المنتخب جو بايدن (مواقع التواصل)

حذر المحلل السياسي والباحث البريطاني كون كوجلن، الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن من تقويض إنجازات الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب في الشرق الأوسط.

وأشاد كوجلن (أحد كبار زملاء معهد جيتستون الأمريكي، ومحلل الشؤون الدفاعية بصحيفة ديلي تليغراف البريطانية)، بالرئيس الأمريكي، وبما حققه من إنجازات في الشرق الأوسط.

وقال في تقرير نشره معهد جيتستون؛ إن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب المقبلة، أوضحت أن أحد أهم أولوياتها هي تبني موقف جديد في تعاملات واشنطن مع الشرق الأوسط، وأنها تريد بوجه خاص إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وكذلك إعادة بدء حوار مع القيادة الفلسطينية، التي فرضت مقاطعة دامت ثلاثة أعوام بالنسبة لإدارة ترمب.

ويرى كوجلن؛ أنه على الرغم من أن أعضاء فريق بايدن الجديد، وأغلبيتهم من الشخصيات التي عملت مع إدارة أوباما، حريصون على تأكيد جدول أعمال سياسة جديدة بالنسبة للمنطقة، فإنهم يحتاجون أيضًا إلى مراعاة أنه يتعين عليهم وهم يفعلون ذلك، عدم تبديد الإرث الهائل الذي بناه الرئيس ترمب في المنطقة.

وأضاف؛ أنه من المهم تذكر أنه عندما تولى ترمب منصبه، كانت المنطقة ما زالت تتعافى من التداعيات الوخيمة للتعامل الذي يتسم بعدم الكفاءة والسذاجة مع المنطقة من جانب الرئيس السابق باراك أوباما، على حد تعبيره.

طالب المحلل السياسي البريطاني أعضاء فريق بايدن الجديد بمراعاة عدم تبديد الإرث الهائل الذي بناه الرئيس ترمب في المنطقة

وأوضح  أنه بحلول أوائل شهر يناير/ كانون ثانٍ 2017، عندما تولى ترمب منصبه، كانت إيران تنفق على توسيع نطاق نفوذها الذي وصفه بالشرير في أنحاء الشرق الأوسط عشرات المليارات من الدولارات التى حصلت عليها نتيجة التوقيع على الاتفاق النووي، الذي ساعد أوباما في التوصل إليه عام 2015.بحسب كوجلن

وقال المحلل البريطاني في تقريره، إن هذا “النفوذ “الشرير شمل دعم نظام بشار الأسد في سوريا، وتنظيم حزب الله في لبنان، والمليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق والمتمردين الحوثيين في اليمن، الذين يستخدمون بانتظام الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية لمهاجمة المملكة العربية السعودية، وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة”.

وأكد كوجلن أن محاولات إحياء عملية السلام العربية-الإسرائيلية، لم تحقق شيئًا بسبب موقف إدارة أوباما العدائي تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فضلًا عن التمسك بسعي لا أمل فيه لإقامة علاقات أكثر إيجابية مع القيادة الفلسطينية.

وتابع “علاوة على ذلك، فإن تردد أوباما في أن يصبح مهتمًا بالحرب الوحشية في سوريا كان يعني عرقلة محاولات القوات الأمريكية للقضاء على عناصر تنظيم الدولة، الذي نجح في الاستيلاء على مساحات كبيرة من شمال العراق وسوريا”.

وأضاف: “ومن ثم فإن ترمب يستحق الشكر الهائل على تحقيقه لتحول كامل في موقف أمريكا في المنطقة أثناء فترة ولايته في البيت الأبيض؛ فبفضل موقفه القوي تجاه إيران، وانسحابه من الاتفاق النووي وإعادته فرض العقوبات الشديدة الوطأة ضد طهران، تضاءل الاقتصاد الإيراني بدرجة كبيرة للغاية، ما حدّ من قدرة ملالي إيران على نشر عقيدتهم الشريرة في أنحاء المنطقة”، حسب وصفه.

ووفق المحلل البريطاني، “فقد قُضي تمامًا على تنظيم الدولة الإسلامية وحلمه في إقامة خلافة خاصة به، وذلك أساسًا لأن ترمب، فور توليه منصبه، منح القادة الأمريكيين السلطة والحرية لتكثيف الحملة العسكرية ضد المتعصبين الإسلاميين”.

لكنه يرى أن أكبر انجاز لترمب كان النجاح الذي حققه في كسر الجمود في عملية السلام الإسرائيلية- العربية من خلال تطبيع مجموعة من الدول العربية- هي الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والسودان والمغرب- علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل تحت ما يسمى بـ”اتفاقات إبراهام”، مع ما يقال من أن كثيرًا من الحكومات العربية الأخرى تفكر جديًّا في اتخاذ الخطوة نفسها.

التحدى بالنسبة لإدارة بايدن المقبلة الآن يتمثل في معرفة كيف يمكنها اتباع جدول أعمال سياسة خارجية مختلفة دون تقويض الإنجازات المهمة للغاية التي تحققت أثناء فترة ولاية ترمب

ويضيف كوجلن، أن ما حققه ترمب ليس أمرًا رائعًا فقط؛ فقد أعاد تشكيل مشهد المنطقة بعد ما كان سائدًا من فوضى وصراع عندما ترك أوباما منصبه، وفي الوقت الحالي يتجه الزخم في المنطقة نحو السلام، وليس الصراع، كما كان الحال في الغالب في ظل رئاسة أوباما.

ويصل كوجلن إلى استنتاج مفاده؛ أن التحدي بالنسبة لإدارة بايدن المقبلة الآن يتمثل في معرفة كيف يمكنها اتباع جدول أعمال سياسة خارجية مختلفة دون تقويض الإنجازات المهمة للغاية التي تحققت أثناء فترة ولاية ترمب، محذرًا أنه إذا حاولت إدارة بايدن المقبلة تقويض أيٍّ مما حققه ترمب في الشرق الأوسط؛ فإن ذلك لن يكون في صالحها.

المصدر : الألمانية + الجزيرة مباشر