مئة قتيل.. بيروت “المنكوبة” في عهدة الجيش وحداد عام في لبنان

قال رئيس الصليب الأحمر اللبناني جورج الكتاني، اليوم الأربعاء، إن عدد القتلى جراء الانفجار الهائل الذي هز بيروت أمس بلغ 100 وإن مزيدا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض.

وبعد يوم من انفجار دام في مرفأ بيروت خلف مئات القتلى والجرحى، يعيش لبنان اليوم الأربعاء حالة من الصدمة بينما أعلن مجلس الدفاع الأعلى العاصمة “مدينة منكوبة” كما أعلن الحداد على ضحايا الانفجار.

وقد أعلن مجلس الدفاع، في أعقاب هذا الانفجار الهائل، حالة طوارئ لمدة أسبوعين في العاصمة، وسلم مهام الأمن إلى السلطات العسكرية، كما أوصى بفتح تحقيق في ملابسات الانفجار الضخم، على أن تظهر نتائجه في غضون أيام قليلة.

وأوضح جورج الكتاني لتلفزيون (إل.بي.سي.آي) عبر الهاتف أن الصليب الأحمر ينسق مع وزارة الصحة كي تستقبل المشارح الجثث لأن المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المزيد. 

واستيقظت بيروت اليوم الأربعاء تحت وطأة الصدمة غداة انفجار ضخم أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة أربعة آلاف، فيما يواصل رجال الإنقاذ العثور على ضحايا وسط الركام في مرفأ بيروت والمباني المدمرة.

وأُعلِنت العاصمة اللبنانية مدينة “منكوبة” ودخلت في حداد على ضحايا الانفجار الذي قال المعهد الأمريكي للجيوفيزياء إنّ أجهزة الاستشعار الخاصة به سجلته على أنه زلزال بقوة 3,3 درجات على مقياس ريختر.

وتوالت ردود الفعل من مختلف أنحاء العالم للتضامن مع لبنان وعرض المساعدات إثر الانفجار.

مأساوية المشهد

في موقع الانفجار الذي شعر به السكان وصولا الى جزيرة قبرص على بعد 240 كلم من المكان، يبقى المشهد مأساويا، ففي مرفأ بيروت شوهدت جثث وأشلاء، وتحوّلت المستوعبات ركاماً. 

وفي شوارع العاصمة وأحيائها، كان في الإمكان رؤية سيّارات مدمّرة متروكة في الطرق، وجرحى تغطّيهم دماء، وزجاج متناثر في كلّ مكان. 

وتسبب الانفجار بتضرّر باخرة لقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان وجرح عدد من عناصر هذه القوات، وفق ما جاء في بيان لليونيفيل، وبين الإصابات حالات خطرة.

وعمل رجال الإنقاذ بدعم من عناصر الأمن طوال الليل بحثا عن ناجين أو ضحايا عالقين تحت الأنقاض. ووصلت المستشفيات التي تتعامل أساسا مع حالات الإصابة بوباء كوفيد-19 الى أقصى طاقاتها الاستيعابية.

يوم حداد وطني     

أعلن رئيس الحكومة اللبناني حسان دياب الحداد الوطني على “ضحايا الانفجار” وتوجّه “بنداء عاجل إلى كل الدول الصديقة والشقيقة، أن تقف إلى جاب لبنان وأن تساعدنا على بلسمة جراحنا العميقة”.

وقال خلال اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع الثلاثاء “من غير المقبول أن تكون هناك شحنة من نيترات الأمونيوم تقدّر بـ2750 طنّاً موجودة منذ ستّ سنوات في مستودع، من دون اتّخاذ إجراءات وقائية”.

كان مصدر أمني قال لوكالة فرانس برس إنّ المواد الموجودة في المستودع مصادرة منذ سنوات من باخرة في مرفأ بيروت حدث بها عطل، وموضوعة في “العنبر رقم 12 في المرفأ”.
واشار إلى أنه لم تتم “متابعتها بالشكل المطلوب” ويدخل الأمونيوم في تركيبة مواد شديدة الانفجار.

انفجار بقوة زلزال

ووقع الانفجار بعيد الساعة السادسة مساء الثلاثاء( (15,00 بتوقيت غرينتش) وأشار مصدر أمني إلى وقوع انفجارين متتاليين.

وهزّ الانفجار كلّ أنحاء العاصمة وطالت أضراره كلّ الأحياء وصولاً إلى الضواحي، وتساقط زجاج عدد كبير من المباني والمحال والسيارات. وأفاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان عن سماع دوي الانفجار أيضاً.

ولحقت أضرار بقصر بعبدا، مقرّ رئاسة الجمهورية الواقع في الضاحية الشرقية لبيروت، وبمقرّ رئاسة الحكومة في وسط العاصمة، وبمطار بيروت الدولي في الضاحية الجنوبية.

وأعلن المجلس الأعلى للدفاع إثر اجتماعه الطارئ، بيروت “مدينة منكوبة”، وقال رئيس الجمهورية ميشال عون خلال الاجتماع إنّ “كارثة كبرى حلّت بلبنان”.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنّ الانفجارين القويين اللذين هزّا بيروت يبدو كأنهما “اعتداء رهيب”. وقال للصحافيين في البيت الأبيض “لدينا علاقة جيدة جدا مع شعب لبنان، وسنكون هناك للمساعدة”. 

ويعد هذا أعنف انفجار منذ سنوات في بيروت، حيث يعاني لبنان عمومًا أزمة اقتصادية وتيواجه زيادة في إصابات فيروس كورونا المستجد.

ويشهد لبنان حاليّاً أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع تدهور في سعر العملة، وقيود على الودائع المصرفيّة، وتضخّم وغلاء في الأسعار، إضافة الى خسارة الآلاف وظائفهم.

اقرأ أيضًا:

انفجار بيروت.. ترمب يرجح فرضية الهجوم بقنبلة وتحذير من غازات سامة

الأعنف من نوعه: عشرات القتلى وآلاف الجرحى في انفجار هائل ببيروت (فيديو)

شاهد: هلع وصراخ ودمار.. سكان بيروت يشهدون “قيامتهم”

أول تعليق إسرائيلي عن صلة تل أبيب بانفجار بيروت

لحظة بلحظة: انفجار كبير في منطقة ميناء بيروت يهز العاصمة اللبنانية (فيديو)

انفجار بيروت.. أمير قطر يهاتف عون ويأمر بإرسال مستشفيات ميدانية