ليبيا.. رصد 70 آلية مسلحة لـ”مرتزقة الجنجويد” متجهة إلى سرت

آليات مسلحة لمرتزقة الجنجويد تتجه إلى مدينة سرت

أعلنت عملية بركان الغضب التابعة لقوات الوفاق الليبية مساء الاثنين، أنها رصدت 70 آلية مسلحة لـ مرتزقة الجنجويد تتجه إلى مدينة سرت (شرق العاصمة طرابلس).

وعلى حسابها بتويتر، نشرت عملية بركان الغضب صورا أوضحت أنها تُظهر رتلا مكونا من 70 آلية مسلحة وشاحنات ذخيرة لمرتزقة الجنجويد المساندين لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وأشارت إلى أن الصور التقطت خلال مرور تلك المليشيات بمنطقة البريقة باتجاه سرت.

الوضع الميداني

تأتي هذه التطورات وسط حالة تضارب واسعة بين التصريحات السياسية المتفائلة بشأن تسليم منطقتي سرت والجفرة إلى حكومة الوفاق الليبية الشرعية، وبين الجسر الجوي الروسي لتعزيز تحصينات قوات حفتر بالمنطقة الوسطى، استعدادا لأي تطورات عسكرية مفاجئة.

الواقع العسكري على الأرض لا يوحي بأن هناك انسحابا قريبا لقوات حفتر والمرتزقة الأجانب من مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) وقاعدة الجفرة الجوية (300 كلم جنوب سرت).

فنوعية الأسلحة وعدد الطائرات الروسية التي حطت بمطارات شرق ليبيا وقاعدتي القرضابية بسرت والجفرة الجويتين (وسط) تعكس أن مليشيا حفتر والمرتزقة الروس يستعدون لمواجهة عسكرية أكبر من مجرد معارك تقليدية مع الجيش الليبي التابع للحكومة الشرعية.

جسر جوي لتزويد حفتر بأسلحة نوعية

رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، كشف في 6 أغسطس/آب الجاري، عن رصد وصول أكثر من 110 طائرات تحمل معدات ومرتزقة لدعم حفتر خلال شهر واحد.

وإلى جانب إرسال موسكو طائرات حربية من نوع ميغ 29 وسوخوي24، التي سبق وأن كشفتها واشنطن عبر صور للأقمار الصناعية، تم التأكيد في الآونة الأخيرة على إرسال سلاح نوعي جديد إلى منطقة الموانئ النفطية الواقعة خلف خط سرت الجفرة.

وتحدثت مصادر عن تنصيب منظومة دفاع جوي من نوع “آس300” الروسية المتطورة، في ميناء راس لانوف النفطي..

وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي العميد ناصر القايد، لقناة “فبراير” المحلية، إن “ما يرصده الجيش الليبي من استعدادات تلك المليشيات (مرتزقة فاغنر والجنجاويد) وقيامها بتحصينات كبيرة، تدل على أنها تريد البقاء أكبر فترة ممكنة في ليبيا”.

فمرتزقة “فاغنر” يسعون في المرحلة الحالية لتثبيت جبهة سرت الجفرة، واستغلال وقف إطلاق النار لاستكمال عمليات التحشيد وإحكام الدفاعات البرية والجوية، وضمان استمرار غلق النفط الليبي بما يضمن خدمة المصالح الروسية، وتأكيد دور موسكو لاعبا رئيسيا في الملف الليبي، لأطول مدة ممكنة.

وسياسة “لا حرب ولا سلم”، تخدم الاستراتيجية الروسية في تثبيت أرجل موسكو بجنوب المتوسط لفترة طويلة وبأقل الخسائر.

منطقة منزوعة السلاح

في مقابل هذه التحشيدات، كثفت الولايات المتحدة الأمريكية جهودها الدبلوماسية لإقناع حكومة الوفاق الليبية وقوات حفتر بقبول خطة لفرض منطقة منزوعة السلاح في سرت والجفرة، وفتح قطاع النفط المغلق منذ 17 يناير/كانون الثاني 2020، الذي كلف خزينة الدولة الليبية أكثر من 7 مليارات دولار.

وتخشى قوات حفتر، أن يؤدي سقوط سرت والجفرة في يد الوفاق، إلى انطلاق هجمات على منطقة الهلال النفطي، كما حدث بين 2014 و2017، لذلك تتمسك بهما بشراسة.

وقد يمثل جعل سرت الجفرة منطقة منزوعة السلاح، خيارا وسطا للطرفين، لتهدئة مخاوفهما بشكل يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، ويفتح المجال لحوار سياسي جديد، لإنهاء الأزمة وإعادة توحيد البلاد.

وحققت القوات التابعة لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا انتصارات متتالية ضد قوات حفتر، حيث طردها تماما من محيط العاصمة طرابلس (غرب)، ثم حرر مدينة ترهونة، وبعدها بني وليد (180 كم جنوب شرق العاصمة).

وأطلقت قوات الوفاق، في 6 يونيو/ حزيران الجاري، عملية دروب النصر، لاستعادة مدينة سرت الساحلية (450 كم شرق طرابلس)، وقاعدة الجفرة العسكرية من قوات حفتر.

وكجزء من العملية، حررت قوات الوفاق منطقة الوشكة (100 كم غرب سرت)، لكنها تعرضت لهجوم جوي مكثف من طائرات حربية مجهولة الهوية، عند وصولها على بعد 30 كيلومترًا من مركز سرت، مما اضطرها إلى التراجع.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر