عبد الباسط الساروت.. وداع أم وجنازة مهيبة لمنشد الثورة السورية

شيع، الأحد، بمدينة الريحانية جنوبي تركيا، عبد الباسط الساروت “منشد الثورة السورية وحارسها” والذي توفي السبت جراء إصابته في المعارك بين فصائل المعارضة وقوات النظام في ريف حماة.

وداع مهيب:
  • في مشهد موجع، ظهرت والدة الساروت في مقطع مصور وهي تودع ابنها الراحل بكلمات مؤثرة. وقتل النظام السوري من قبل أربعة أشقاء للساروت ووالدهم وثلاثة من أخواله أيضًا، فيما حاول نظام الأسد اغتياله 3 مرات من قبل ورصد 35 ألف دولار للقبض عليه.

  • صلاة الجنازة أقيمت بعد ظهر اليوم في مدينة الريحانية، بحضور الآلاف، وبعدها نقل جثمانه إلى سوريا ليتم دفنه هناك بحسب وصيته.
  • بعد ساعات من الإعلان عن وفاة الساروت، تداول ناشطون تسجيلات صوتية لـ “خنساء درعا” الحاجة حسنة الحريري تنعي فيها عبدالباسط، وتحض أصدقاءه على إكمال طريق الثورة.

  • الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة، والمجلس الاسلامي السوري وغيرها من الهيئات المعارضة، نعوا عبد الباسط الساروت، وقدموا التعازي لعائلته وللثوار وللسوريين ككل بوفاته.
  • خبر وفاة “بلبل الثورة” صادمًا لكثيرين من مؤيدي الثورة السورية الذين رثوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات حزينة، وتصدرت صورة الساروت ومقاطع من الأناشيد التي كان يغنيها صفحات الآلاف من الناشطين والإعلاميين والسياسيين المعارضين.
  • الساروت كسب قلوب السوريين بتصريحاته العفوية وتواضعه والأمل الذي كان يتملكه حتى في أصعب الظروف، واستطاع بإيمانه العميق وأمله أن يجعل الثوار يهتفون بأناشيده في كل ظرف يتردد فيه اسمه.

رحلة الساروت ووفاته:
  • مواقع سورية معارضة أعلنت قبل يومين إصابة الساروت (27 عامًا) بجروح خلال معارك مع قوات النظام السوري في قرية تل ملح بريف حماة الشمالي، لكن فصيل جيش العزة -الذي انضم إليه الساروت مطلع 2018- أصدر السبت بيانًا نعى فيه القيادي الميداني الشاب في صفوفه، معلنًا وفاته في مستشفى بتركيا.
  • قبل ساعات من الإعلان عن إصابته في قرية تل ملح، ظهر الساروت في تسجيل مصور وهو يؤكد على الاستمرار في مواجهة نظام الأسد حتى تحرير سوريا.
  • الثائر الراحل نشأ في حي “البياضة” بحمص، وهو أحد نجوم كرة القدم الشباب في سوريا، ولعب حارسًا لفريق شباب نادي الكرامة، ومنتخب سوريا للشباب، تحت سن 21 عامًا، وفاز – حسب ناشطين رياضيين – بلقب ثاني أفضل حارس مرمى في قارة آسيا.
  • الساروت التحق بالثورة السورية منذ بدايتها في مارس/آذار 2011، وأصبح في عمر العشرين عامًا رمزًا لحركة الاحتجاج التي كانت سلمية في بادئ الأمر، وحين جوبهت بالقوة حمل السلاح وخاض معارك كثيرة كان آخرها بريف حماة حيث قُتل.
  • أواخر العام 2014، اتُهم الساروت بمبايعة تنظيم الدولة، إلا أنه نشر تسجيلًا مصورًا، أواخر العام 2015 نفى فيه ذلك بشكل قاطع.
  • فيلم “العودة إلى حمص” للمخرج طلال ديركي، يعد أشهر الأفلام التي ركزت على شخصية الساروت وتحوله كأبرز العناصر التي قادت الحراك السلمي، إلى حمله السلاح وقيادة الثورة في مدينته حمص بعد قمع النظام للتظاهرات السلمية والتهجير القسري حيث عاش الحصار في أحياء حمص لأكثر من سنتين قبل أن يخرج في 2014 إلى ريف حمص الشمالي ثم إلى الشمال السوري، وقد نال الفيلم جوائز عالمية.

بلبل الثورة:
  • خلال التظاهرات السلمية، برز عبد الباسط كمنشد يردد الهتافات الثورية تحفيزًا للمحتجين الذين كانوا ينادون بإسقاط نظام بشار الأسد.
  • كان من بين تلك الأناشيد “جنة يا وطنا”، “يا يما توب جديد”، “حانن للحرية”، ثم كان من أناشيده بعد التهجير نحو الشمال السوري “راجعين على حمص”، و”لأجل عيونك يا حمص”.
  • كذلك طُبعت صورته على طوابع بريدية صممها ناشطون معارضون في العام 2012 لتوثيق حركة الاحتجاجات ضد النظام.
  • في كل اللقاءات التي أجريت معه، أكد الساروت على تعلق قلبه الشديد بالثورة لأنها كونها ثورة عزة وكرامة على حد تعبيره، لافتًا إلى أن التهجير المستمر من منطقة لأخرى هي ثمن قليل للحرية، وعُرف عن الساروت الأمل ودائمًا ما كان يردد أن الثورة “ضد الطغيان” ستعود من جديد.
  • الساروت أطلق أغنية تناول فيها ثورتي السودان والجزائر، إضافة إلى سوريا، جاء فيها: “سوريا جانا رمضان بعد رمضان العيد.. تاسع سنة يا غالية وبعده المرار يزيد. جتنا الجزائر ثائرة.. بيها الحرائر سايرة.. خرطوم صاحت حاضرة.. ونقوم إيد بإيد”.

  • على دراجة نارية خرج الساروت، في تسجيل مصور، مؤخرًا في ريف حماة الشمالي أنشد لحمص وللغوطة الشرقية ولمدينة داريا وأكد على حق استعادتها من النظام السوري.
  • قبل مفارقته الحياة، قدم الساروت، أواخر شهر مايو/أيار المنصرم، أغنية جديدة بعنوان (سوريا ظلّي واقفة)، من إنتاج تلفزيون سوريا.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل