تحرير سرت والجنوب.. هدف الوفاق المقبل بعد طرد حفتر من الغرب

تحرير مدينة ترهونة وبلدة العربان بمدينة غريان الاستراتيجية

أعلنت وزارة الدفاع الليبية، الجمعة، أنها مستمرة في وعدها “بتحرير كامل التراب الليبي وأنها تبشر أهل الجنوب بأن موعد التحرير قريب”.

وقال وكيل وزارة الدفاع الليبية صلاح النمروش إن “مليشيا خليفة حفتر ومرتزقته متنوعة الجنسيات لم يعد لهم أي مكان في ليبيا بعد الآن”.

وفي وقت سابق اليوم أعلن رئيس أركان الجيش الليبي محمد الشريف أن معركته القادمة ستكون باتجاه تحرير مدينة سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) عقب تحرير مدينة ترهونة الاستراتيجية (90 كيلومترا جنوب شرق طرابلس).

وصباح الجمعة، أعلن الجيش الليبي تحرير مدينة ترهونة وبلدة العربان بمدينة غريان الاستراتيجية (جنوب العاصمة)، غداة الإعلان عن استكمال تحرير طرابلس من مليشيا الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.

وكان مقاتلون من قوات حفتر يتمركزون في هذه البلدة الصغيرة التي لا تبعد كثيرا عن مدينة ترهونة.

وقال مراسل الجزيرة في طرابلس أحمد خليفة إن المقاتلين غادروا البلدة وتوجهوا صوب بني وليد، وأشار إلى أن بني وليد ترفض استقبال مقاتلي حفتر، لكن هناك أنباء عن ترتيبات للسماح لهم بالمرور من المدينة للوصول إلى منطقة الشويرف، ومنها إلى قاعدة الجفرة الجوية.

تأمين ترهونة

وأعلن وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا، مساء الجمعة، الانتشار الأمني في مدينة ترهونة جنوب العاصمة طرابلس وتأمينها فور تسلمها من غرفة العمليات العسكرية التابعة للجيش.

وقال باشاغا في تغريدات عبر حسابه الرسمي بـ”تويتر” إن “مديرية الأمن في ترهونة ستشرع فور استلام المدينة من غرفة العمليات العسكرية بالانتشار فيها وتأمينها بالتنسيق مع مجلسها التسييري”.

وأضاف: “نحن مصممون على تطبيق القانون، وملاحقة كل المجرمين، وتقديمهم للعدالة وتأمين حياة الناس وحماية أرزاقهم”.

وتابع: “الحمد الله على النصر المبين بإعلان تحرير مدينة ترهونة والعربان اليوم من قبضة المرتزقة الأجانب ومليشيات حفتر الإرهابية”.

والخميس، أعلنت الحكومة الليبية تشكيل مجلس “تسييري” لبلدية ترهونة، برئاسة محمد علي محمد أحمد، وخمسة أعضاء، ومن المقرر أن يختص المجلس بتسيير أمور مدينة ترهونة بعد أن تم تحريرها من مليشيا حفتر.

وقبل التحرير، كان يتولى تسيير أمور ترهونةً، حكومة الشرق (غير المعترف بها دوليا/ مقرها طبرق) المتحالفة مع مليشيا حفتر.

حفتر انتهى

من جهته، قال الناطق باسم عملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق مصطفى المجعي، إن “حفتر انتهى في المنطقة الغربية”. ورأى أن الحكومة تجاوزت الآن “مرحلة دحر العدوان”، وأن هدفها الآن “إنهاء التمرد الذي أنشأ هذا العدوان”، حسب تعبيره.

وكانت مليشيات حفتر وبدعم من دول عربية وأوربية احتلت مناطق في طرابلس، ضمن هجوم بدأته في 4 من أبريل/ نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة، مما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي واسع.

وصرح المجعي بأن قوات الوفاق تعمل حاليا على مطاردة المقاتلين الفارين، وتحضر لأهداف تالية محتملة، هي مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية وحقول النفط في الجنوب الليبي.

ومنذ إطلاقه عملية “عاصفة السلام”، في 25 من مارس/ آذار الماضي، تمكن الجيش الليبي من تحرير كامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدتين بالجبل الغربي.

وتلقت قوات حفتر ضربات متلاحقة على مدى الأسابيع الماضية، حيث خسرت مدن الساحل الغربي وقاعدة الوطية الاستراتيجية، قبل أن تطردها قوات الوفاق من آخر مواقعها في العاصمة ومن مدينة ترهونة بأكملها.

وأسهم دعم تركيا لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا في تغيير موازين القوى على الأرض في مواجهة قوات حفتر المدعومة من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا، والتي شنت هجوما متعثرا منذ أبريل/نيسان 2019 للسيطرة على العاصمة طرابلس.

وكان للطائرات المسيرة التركية خصوصا دور بارز في تدمير منظومات الدفاع الجوي الروسية التي استخدمتها قوات حفتر.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات