“العيال كبرت”.. ماذا فعل “عصومي ووليد” بعد نجومية “طيور الجنة”؟

عصومي ووليد نجما قناة طيور الجنة ومدونا فيديو على يوتيوب
عصومي ووليد نجما قناة طيور الجنة ومدونا فيديو على يوتيوب

قبل أن تظهر قنوات يوتيوب، أطلق الأردني خالد المقداد قناة الأطفال “طيور الجنة” عام 2008. سبقت عصرها، وقدمت محتوى متخصصا للأطفال بشكل أقرب ما يكون إلى قنوات يوتيوب العائلية الحالية.

ارتكز نجاح القناة في بدايتها على طفلي مدير القناة خالد المقداد: المعتصم والوليد المعروفين بـ “عصومي ووليد” في صنع حالة إعلامية خاصة، تجعل الأطفال (جمهور القناة) يرون أنفسهم ممثلين على شاشتهم المفضلة.

بدأت “طيور الجنة” وقتئذ بالاعتماد على برنامج صغير (نشرة أخبار الدار) قدمها عصومي ووليد بلغة عربية فصيحة وبأداء أقرب إلى مذيعي الجزيرة؛ وسردا أخبار البيت بطريقة طفولية كوميدية، جذبت الصغار، وحرضت الآباء والأمهات على اكتشاف مواهب أطفالهم منذ نعومة أظافرهم.

نشرت أخبار الدار من أنجح برامج الأطفال العربية

فتح خالد مقداد الاستديو للمواهب الشابة، كما فتح باب بيته لكاميرات التلفزيون، وقام بتصوير الأغاني الشهيرة التي أحبها الملايين من متابعي القناة، وأشهرها: بابا تليفون، أسناني واوا.

أحب الجمهور أسرة “المقاديد”، وتبنوا كل فرد جديد ينضم للعائلة. رُزق خالد بثلاثة أطفال بعد عصومي ووليد، وهم جنى والتوأمان جاد وإياد، وانضموا جميعا لعائلة طيور الجنة، وقاموا أيضًا بالغناء والتمثيل على شاشة القناة.

لم يكن ما يميز “طيور الجنة” هو الموهبة، لأن معظم الأغاني اعتمدت على التقنية والمونتاج، وأصوات قليلة فقط كانت موهوبة بحق مثل محمد بشار وأخته ديمة.

ولكن ما تفردت به هو الأجواء الأسرية، بصورة أقرب لتلفزيون الواقع العائلي، كما أطلقت العنان للأطفال كي يكتشفوا مواهبهم ويعبروا عن أنفسهم، ويخطئوا ويصيبوا، في الوقت الذي تتخذ فيه معظم قنوات الأطفال صيغة الوصاية الأبوية، وتمارس دور الملقن والمعلم.

تمثل أسرة المقداد نموذج الأسرة العربية المحافظة المنفتحة، وهي شريحة واسعة لا يخاطبها الإعلام كثيرًا، وبخاصة إعلام الطفل، الذي سيطرت عليه لسنوات طويلة البرامج والأفلام الكرتون الأجنبية المدبلجة المستوردة من الغرب بقيمها وأفكارها، والتي لا تمثل الهوية العربية.

المقاديد نجوم شاشة طيور الجنة (إنستغرام)

تطورت القناة رويدا رويدا، وسافرت عائلة المقداد لإحياء حفلات في أنحاء العالم العربي، بشعبيتها الجارفة، واعتمدت على الإعلانات، وابتكرت منتجات وألعاب خاصة من شخصيات القناة لتتوسع مصادر دخلها وميزانيتها، وتطور من إنتاجها البصري.

ليس هذا فحسب، بل أطلقت تطبيقًا عبر الهواتف، يقدم الفيديوهات التعليمية والقصص والألعاب باسم (عالم طيور الجنة)، على الهواتف المحمولة بنظامي أندرويد وآي أو إس.

وطرحت القناة عدة نسخ بلغات مختلفة: الإنجليزية Toyor Baby English والتركية Cennet Kuşları Bebek – Türkçe والفرنسية Les oiseaux du Paradis Bébé في مغامرة إعلامية غير مسبوقة بقنوات الأطفال في الوطن العربي.

كما قدمت إصدارات لبعض الأغاني بدون إيقاع لشريحة الجمهور من المتدينين الذين يعتقدون في حرمة الموسيقى.

برع عصومي ووليد بالتمثيل في كليبات "طيور الجنة"

يتكئ بطلا قناة طيور الجنة “عصومي ووليد” على نجومية كبيرة صنعاها منذ الصغر، ولكنهما تأخرا في إطلاق قناتهما على يوتيوب، التي يتابعها الآن ما يقرب من 3.45 مليون مشترك، وحققت نصف مليار مشاهدة تقريبًا منذ إطلاقها قبل أربع سنوات.

سبقهما مدونو الفيديو وخلقوا قاعدة جماهيرية عريضة، حتى صار معظم ما يقدماه مكررا ومحاكاة للفيديوهات الرائجة والتحديات المعروفة على يوتيوب.

وتجدد ظهورهما على الساحة مؤخرًا مع إطلاق أغنيتهما (سلام)، ثم الإعلان عن خطبة الابن الأكبر “الوليد”، فاندهش المتابعون لأن السنوات مضت سريعًا، و”العيال كبرت”، وصار الطفل شابًا يخطب ويقترب من القفص الذهبي. وحصد فيديو الخطوبة على عدد قياسي من المشاهدات (15 مليون مشاهدة).

ولا يزال الجمهور ينتظر من عائلة المقداد الكثير: فيديوهات مبتكرة وأفكار ريادية تلهم الشباب على يوتيوب، والاستغناء عن الأدوات التقنية والهندسة الصوتية، وإفساح الطريق للمواهب الحقيقية على شاشة طيور الجنة.

احتفل جمهور طيور الجنة بخطوبة الوليد مقداد وحصد الفيديو 15 مليون مشاهدة

اقرأ أيضا:

حصدت أكثر من مليار مشاهدة.. ماذا تعرف عن “عصابة بدر”؟

“طعم البيوت” في “يوميات حمدي ووفاء”

“رمضان جانا”.. ما سر نجاح الأغنية حتى الآن؟

حيل بسيطة لمشاهدة يوتيوب بدون إعلانات

المصدر : الجزيرة مباشر