الجزائر: عزل مدير المخابرات والمظاهرات تطالب بالتغيير الجذري

الجزائريون يتظاهرون للأسبوع السابع للمطالبة بالتغيير الجذري

ذكرت وسائل إعلام جزائرية أن مدير جهاز المخابرات اللواء عثمان طرطاق عُزل من منصبه فيما قالت أخرى إن طرطاق قدم استقالته للرئيس بوتفليقة قبل أن يقدم الأخير استقالته.

التفاصيل:

الصحف ذكرت أنه بناء على هذه الخطوة يعاد إلحاق المصالح الأمنية التي تجمع مديريات الأمن الداخلي والخارجي والمديرية التقنية إلى وزارة الدفاع الوطني>

كان طرطاق وهو لواء متقاعد من الجيش، حليفا للرئيس بوتفليقة تولى رئاسة المخابرات عام 2015، وهو التاريخ الذي ألحق فيه جهاز المخابرات برئاسة الجمهورية بدل وزارة الدفاع.

استمرار التظاهرات:
  • بدأ الجزائريون التجمع بالمئات في ساحة البريد المركزي بالعاصمة الجزائر منذ الصباح الباكر قبل بدء التظاهرة الكبرى للجمعة السابعة على التوالي للمطالبة بالسقوط الكامل لـ “النظام” ومنع المقربين السابقين من الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة من إدارة المرحلة الانتقالية.
  • ردّد المتظاهرون شعارات “سئمنا من هذا النظام”، و” لن نسامح لن نسامح” في ردّ على اعتذار الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة وطلبه الصفح عن “كل تقصير ارتكبته في حقكم بكلمة أو بفعل”.
  • على غير العادة غابت شاحنات الشرطة التي كانت تتمركز في المحاور القريبة لساحة البريد المركزي، بينما عزّزت قواتها في الشوارع المؤدية إلى مقر رئاسة الجمهورية ومبنى الإذاعة والتلفزيون في حي المرادية وكذلك شارع الدكتور سعدان حيث مقر الحكومة.
  • أغلب المتظاهرون جاؤوا من الولايات المجاورة للعاصمة وهي تيزي وزو وبومرداس (شرق) والبليدة (جنوب) وتيبازة (غرب).
  • كتبت صحيفة الخبر الصادرة، الجمعة، أنه “رغم خروج الآلاف للاحتفال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء” باستقالة بوتفليقة “غير أنّ مظاهر الفرح لا يُمكنها أن تكتمل عند الجزائريين إلاّ برحيل العصابة”.
  • أضافت الصحيفة الوحيدة التي تصدر الجمعة مع صحيفة الوطن باللغة الفرنسية، أن “العصابة” المقصودة هي تلك التي تحدثت عنها قيادة الجيش “من سياسيين ورجال أعمال مُتهمين بنهب أموال الخزينة (العمومية) بطريقة أو بأُخرى”.
  • إزاحة “الباءات الثلاث”:
  • رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح أشار في البيان الذي سبق استقالة بوتفليقة، الثلاثاء الماضي، إلى “مؤامرات ودسائس دنيئة” تُحاك ضد الجزائريين “من طرف عصابة امتهنت الغش والتدليس والخداع”.
  • منذ الثلاثاء تعددت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الدعوات للتظاهر مجدداً، الجمعة، بغية إزاحة “الباءات الثلاث”، أي عبد القادر بن صالح والطيب بلعيز ونور الدين بدوي الذين يُعدّون شخصيات محورية ضمن البنية التي أسس لها بوتفليقة، وينص الدستور على توليهم قيادة المرحلة الانتقالية.
  • بات عبد القادر بن صالح الذي يرأس مجلس الأمة منذ 16 عاماً بدعم من بوتفليقة، مكلفاً أن يحل مكان الرئيس لمدة ثلاثة أشهر يجري خلالها التحضير لانتخابات رئاسية.
  • أما الطيب بلعزيز الذي ظل وزيراً لمدة 16 عاماً شبه متواصلة، فيرأس للمرة الثانية في مسيرته، المجلس الدستوري المكلف التأكد من نزاهة الانتخابات.
  • رئيس الحكومة نور الدين بدوي الذي تولى مهامه في 11 من مارس/ آذار، وصفته صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية الخميس بأنّه “مهندس التزوير الانتخابي وعدو الحريات”.
  • يذكر معارضو “الباءات الثلاث” بأنّ هؤلاء خدموا دوماً بوتفليقة وبوفاء.
  • قال المحامي مصطفى بوشاشي، وهو أحد وجوه الحراك، في تسجيل مصوّر نُشر عبر الانترنت، إنّ “انتصارنا جزئي. الجزائريات والجزائريون لا يقبلون بأنّ يقود رموز النظام مثل عبد القادر بن صالح، أو نور الدين بدوي المرحلة الانتقالية وأن ينظموا الانتخابات المقبلة”.
  • أضاف بوشاشي: “لا يمكن لهؤلاء أن يكونوا جزءاً من الحل، وطلبنا منذ 22 فبراير شباط الماضي، بضرورة ذهاب كل النظام ورموزه وزبانيته. ذهاب واستقالة الرئيس لا يعني أننا انتصرنا حقيقةً”.
  • دعا بوشاشي الجزائريين إلى “الاستمرار” في التظاهر “حتى يذهب هؤلاء جميعاً”، مضيفاً أنّ “يوم الجمعة يجب أن يكون جمعة كبيرة”.
بدأ الجزائريون التجمع بالمئات في ساحة البريد المركزي بالعاصمة الجزائر قبل بدء التظاهرة الكبرى للجمعة السابعة
المرحلة الأكثر تعقيدا:
  • اجتمع، أمس الخميس، مكتبا غرفتي البرلمان لتنظيم جلسة برلمانية ينص عليها الدستور لتحديد الرئيس الموقت للبلاد، لكن وبعد مرور 48 ساعة على استقالة بوتفليقة، لم يحدد بعد موعد هذه الجلسة.
  • يتولى نظريا الفترة الانتقالية عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة لمدة أقصاها 90 يوماً.
  • يطالب المحتجون بإنشاء مؤسسات انتقالية قادرة على إصلاح البلاد وتنظيم بنية قضائية من شأنها ضمان انتخابات حرّة. ويريد الشارع الجزائري أيضا رحيل “النظام” بأكمله.
  • لمحاولة إرضاء الشارع، دعت الحكومة الجزائريين الى انشاء الأحزاب والجمعيات وأنها تفتح لهم كل الابواب وتقدم لهم التسهيلات، بينما كانوا يواجهون عراقيل كثيرة في السابق للحصول على التراخيص الضرورية للنشاط.
  • اعتبر حمزة مدّب الباحث المتخصص في شؤون الشرق الاوسط بالمركز الجامعي الأوربي أن “وضع ما بعد بوتفليقة غير واضح” فالشارع وأحزاب المعارضة يطالبون “بدستور جديد وقانون انتخاب جديد أيضا”.
  • أوضح أن الجزائر دخلت “المرحلة الأكثر تعقيدا على اعتبار أن الشارع والمؤسسات يمكن أن ينقسما”.
  • حسب حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والبحوث في العالم العربي والمتوسط في جنيف، فإن “الشارع الجزائري أصبح اللاعب الجديد في الحياة السياسية الجزائرية” و” لا نعرف الكثير عن نوايا الجيش فيما يتعلق بإدارة مرحلة ما بعد بوتفليقة”.
  • الفريق قايد صالح ينظر إليه على نطاق واسع من قبل المتظاهرين على أنه جزء من “نظام” بوتفليقة الذي خدمه بأمانة منذ تعيينه من قبل الرئيس على رأس الجيش في عام 2004، قبل أن يتخلى عنه في الأيام الأخيرة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات