آخر أغنيات “منشد الثورة السورية” تصدح بأحرار الجزائر والسودان ومصر (فيديو)

لقطة من أغنية الساروت "سوريا ظلي واقفة"

من المفارقات الغريبة التي تصادفت مع رحيل عبد الباسط الساروت “منشد الثورة السورية وحارسها”، أن تتطرق آخر أغنياته إلى الحديث عن طواغيت العرب وثوار الجزائر والسودان ومصر.

“لا بد يلفي العيد”:
  • في أواخر شهر مايو/أيار المنصرم، وفي شهر رمضان الفضيل، قدم الساروت أغنية جديدة، هي الأخيرة من إنتاج تلفزيون سوريا بعنوان (سوريا ظلّي واقفة).
  • الأغنية بدأت برصد مأساة الشعب السوري منذ اندلاع الثورة في 2011 وكيف يقضون رمضان والعيد ما بين الموت أو التشريد، مشددًا على ضرورة ثبات الثوار في الميدان والتعلق بالأمل قائلًا “سوريا ظلّي واقفة.. رغم الجروح النازفة.. لا بد يلفي العيد” (في إشارة إلى الحرية والانتصار على الظلم في النهاية).
  • عُرف عن الساروت تمسكه بالأمل ودائمًا ما كان يردد أن الثورة “ضد الطغيان” ستعود من جديد، وكان قلبه معلقًا بالثورة ودائمًا ما كان يؤكد أن التهجير المستمر من منطقة لأخرى هي ثمن قليل للحرية.
  • الساروت تغنّى بحرائر الجزائر والثوار في السودان، وذكّر مصر بقوتها وصدها للطغيان موقنًا بأنها ستنتصر على “طاغوت العصر”، ولم ينس الإشارة في بداية لحنه الحزين، إلى “طواغيت العرب” الذين ثارت الشعوب ضد أنظمتهم الفاسدة فكانت بداية الربيع العربي.

الأغنية من كلمات فراس الرحيم وألحان دياب ميقري، وتقول كلماتها:

  • سوريا جانا رمضان.. بعد رمضان العيد
  • تاسع سنة يا غالية.. بينا المرار يزيد
  • يا شام إنتي شامنا.. بيكِ بنينا احلامنا
  •  الكل ظلمة وشامنا.. يا موت يا تشريد
  •  ما ضيف يوم وزارنا.. إلا شبع بديارنا
  • والزمن يوم إن جارنا.. ضاق البحر والبيد
  • ندري طواغيت العرب.. ناموسهم شهوة وطرب
  •  نسيوا إذا الشعب انغلب ما عاد سيف يفيد
  • جِتنا الجزاير ثايرة.. بيها الحراير سايرة
  • الخرطوم صاحت حاضرة.. ونقوم إيد بإيد
  • وبعون ربك يا مصر.. تردّين طاغوت العصر
  •  من غيرك حزام الظهر.. ودها المغول تبيد
  • ثورتنا هذي كاشفة.. سوريا ظلي واقفة
  • رغم الجروح النازفة.. لا بد يلفي العيد
 رحلة عبد الباسط الساروت:
  • أُعلن السبت وفاة عبدالباسط (27 عامًا) متأثرًا بإصابات بالغة في معارك ضد النظام السوري بريف حماة الشمالي، حيث كان يقاتل ضمن فصيل جيش العزة المعارض والذي انضم إلى صفوفه مطلع 2018.
  • الثائر الراحل نشأ في حي “البياضة” بحمص، وهو أحد نجوم كرة القدم الشباب في سوريا، ولعب حارسًا لفريق شباب نادي الكرامة، ومنتخب سوريا للشباب، تحت سن 21 عامًا، وفاز -حسب ناشطين رياضيين- بلقب ثاني أفضل حارس مرمى في قارة آسيا.
  • الساروت التحق بالثورة السورية منذ بدايتها في مارس/آذار 2011، وأصبح في عمر العشرين  رمزًا لحركة الاحتجاج التي كانت سلمية في بادئ الأمر، وحين جوبهت بالقوة حمل السلاح وخاض معارك كثيرة كان آخرها بريف حماة حيث قُتل.
  • خلال التظاهرات السلمية، برز عبد الباسط كمنشد يردد الهتافات الثورية تحفيزًا للمحتجين الذين كانوا ينادون بإسقاط نظام بشار الأسد.
  • كان من بين تلك الأناشيد “جنة يا وطنا”، “يا يما توب جديد”، “حانن للحرية”، “راجعين على حمص”، و”لأجل عيونك يا حمص”، كذلك طُبعت صورته على طوابع بريدية صممها ناشطون معارضون في العام 2012 لتوثيق حركة الاحتجاجات ضد النظام.
  • الساروت عاش الحصار في أحياء حمص لأكثر من سنتين قبل أن يخرج في 2014 إلى ريف حمص الشمالي ثم إلى الشمال السوري، وقتل النظام من قبل أربعة من أشقائه، ووالدهم وثلاثة من أخواله أيضًا، كما حاول نظام الأسد اغتيال الساروت 3 مرات من قبل ورصد 35 ألف دولار للقبض عليه.
  • الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة، والمجلس الإسلامي السوري وغيرها من الهيئات المعارضة وإعلاميون وناشطون، نعوا عبد الباسط الساروت، وقدموا التعازي لعائلته وللثوار وللسوريين ككل بوفاته.
  • آلاف شيعوا أمس الساروت في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير في إدلب حيث كانت وصيته، وذلك بعد الصلاة عليه في أحد المساجد الكبرى بمدينة الريحانية التركية.
المصدر : الجزيرة مباشر