إعلاميو الصدفة

 

في الآونة الأخيرة، في كل صباح تطل علينا إعلامية ما! تجعل الكثيرين يدخلون في دوامة من التساؤل: على أي أساس أو مؤهلات أصبح الإعلام يقبل هؤلاء؟!

فللإعلام هيبته وله شروط وقوانين، لِمَ لا يُعامل على أساس أنه سُلطة؟!
فالإعلام هو السلطة الرابعة، ولها تأثيرها العميق والواسع في الدول الديمقراطية التي تخوّل وظيفة إعلام الجمهور وتكوين الرأي العام إلى الصحافة بصفة رئيسية، ومن خلال عملها تقوم أيضًا بالنشاط النقدي والرقابة العامة، منها نشر الأخبار وإعطاء وتوظيف المعلومات التي يجهلها المتلقي. ويُسمى العلم التخصصي الذي يهتم بدراسة تاريخ وفاعلية الإعلام “علم الإعلام”.
وللإعلام أقسام عديدة تتطلب دراسة وممارسة وخبرة.

الترويج لبضاعة ما!

لكن ما نشاهده اليوم لا يَمُت لذلك بصِلة، فأصبح كل من لديه “متابعون” ونشطٌ على مواقع التواصل الاجتماعي يروّج لبضاعة ما، بطريقة لا يهمه كيف تكون بقدر ما يهمه كيف تصل إلى جمهور أوسع بطريقة أسرع، فقد صار إعلاميا، لكن في حقيقة الأمر هو “إعلاني”.

وثمة فرق شاسع بين الإعلان والإعلام، إذ يُعد الإعلان أحد الأنشطة الإعلامية التي لا غنى عنها في الصناعة والتجارة والخدمات وغيرها من الأنشطة الاقتصادية، وكذلك بالنسبة للمؤسسات والمنظمات والعديد من المنتجات التي من دون الإعلان عن مجهوداتها فلن تحصل على الدعم المجتمعي والتمويل المادي اللازم لاستمرارها، وهو عملية اتصال إقناعي بطرق شتى، تهدف إلى نقل التأثير عبر رسالة إشهارية بهدف إثارة دوافع المتلقي لشراء منتج أو استعمال خدمة.

مهنة من لا مهنة له

أيُعقل اليوم أن المؤسسات الإعلامية التي ضمت الكثير من “إعلاميي الصدفة” ونماذج أساءت إلى الإعلام لا تعرف الفرق بين الإعلام والإعلان؟!

للأسف، أصبح الإعلام اليوم (مهنة مَن لا مهنة له)، وأسهل وظيفة بإمكانك الحصول عليها، إن لم تكن بالواسطة فبمقطع فكاهي أو بعمليات الشد والنحت، على الرغم من أن الإعلام يتطلب مؤهلات أكاديمية وأخلاقية.

أتساءل عن حال الإعلاميين الناجحين وهم يرون ما يظهر اليوم على الشاشات!
فمن المسؤول عن ضياع هيبة الإعلام؟ وما مصير الإعلام العراقي تحديدًا؟