الحب

كيف يدوم ربيع الحب؟
كيف يدوم ربيع الحب؟

لا تنس أمك في قصيدة محبتك،فهي العنوان لقصيدتك أو هي الباء لبسمتك فأحبها فلا تمهل لتظهر ذاك الحب الكمين الذي أودعه الله سبحانه و تعالى في قلبك حتى تتخذ من اللحد مسكنا فتأتي قبرها .

الحب….ما الحب…وما أدراك ما الحب؟ الحديث عن الحب والمحبة قديم قدم الإنسان، وقد ألفت فيها الكتب. وخطب فيها الخطباء من أقصى حدود الشمال إلى أدنى حدود الجنوب ولكن…
هذه المشاعر ليست هي للإنسان نفس الشئ الذي يشعر به الآخر…فالكل يأخذ منها نصيبه ولا يبالي   آخر…
وما هذه الحياة الدنيا إلا لحظة تمر بنا…أو نسيم يلمس قعر قلوبنا…أو شعور سينقضي و ينتهي…..فلا عيش للإنسان بدون هذا الحب، فأي خير في عيش يمر بنا ولا يفيدنا حبيبا ولا حميما
فالحياة جزيرة صخورها المعارف وأشجارها الوجوه المبتسمة، أزهارها الأحلام…وأنهارها المسامرة مع من نحب،فالويل كل الويل لمن كدر صفوة أحباؤه للمال والجاه…
فالحياة حبل نسجت الأيام خيوطها،فإذا ما أنقطع وصالها هوة إلى حفرة النسيان….فإنما الدنيا كوخ متداعية الأركان، فإذا ما هبت العاصفة ،انهدمت تلك المنازل على رؤوسهم، ومع كل ما آتاهم من النعم، إلا قيودا يجرون بثقلها…ولا يستطيعون جرها لثقلها….فالحب هو الدقيقة الفاصلة بين نشوة الحياة و يقظتها…وهو الشعلة الأولى التي تنير خلايا النفوس

لا تنس أمك في قصيدة محبتك،فهي العنوان لقصيدتك أو هي الباء لبسمتك فأحبها فلا تمهل لتظهر ذاك الحب الكمين الذي أودعه الله سبحانه و تعالى في قلبك حتى تتخذ من اللحد مسكنا فتأتي قبرها

فأخي لا شك ولا مجال للارتياب، فالموت شوقا أفضل من حياة مملة، فالطبيعة خير دليل على ما نقول ويأتي المساء و تضم الزهرة أوراقها، وتنام معانقة أشواكها، وعندما يأتي الصبح تفتح شفتيها لاستقبال قبلة الشمس
فحياة الأزهار شوق و وصال،ودمعة وابتسامة، تتبخر المياه من صفحة البحر،وتتصاعد ثم تجتمع و تصير غيمة و تسير فوق التلال و الأودية حتى إذا ما لاقت نسيمات لطيفة تتنزل على البحر.
لا تنس أمك في قصيدة محبتك،فهي العنوان لقصيدتك أو هي الباء لبسمتك فأحبها فلا تمهل لتظهر ذاك الحب الكمين الذي أودعه الله سبحانه و تعالى في قلبك حتى تتخذ من اللحد مسكنا فتأتي قبرها وتريق عليه تلك القطرة الأخيرة من مقلة عينيك حبا لها و شوقا إليها وتلطفا معها حين ذلك بكلمات وعبارات لا تكاد توجد ألين منها في معاجم الحب والتفاني .
فماذا ستستفيد من تلك الدموع التي تريقها على قبرها بعد  موتها وفوات أوانها…فهل يغني ذلك البكاء الطويل أو الصمت الحزين عنها شيئا  كلا!! فحاول أن تقبل يديها في حياتها ليقشعر منه قلبها، ويستقر عليه بالها قبل موتها.
فأحبوا أيها الإخوة الكرام،بعضكم بعضا، ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود،بل لتكن المحبة بحرا متموجا بين شواطئ أنفسكم.. ليعط  كل واحد منكم قلبه رفيقه..لا للحفظ عليه،بل ليكون ذلك عنده وديعة و ذخرا إلى يوم يلقون فيه الله سبحانه و تعالى…
ستسمعون من ورائكم صوتا هو أندى الأصوات وأجملها، هيا أيها المتحابون في جلالي وعظمتي،هيا إلى ظل عرشي، فأظلكم تحت ظلي  فتنتهون إلى روح و ريحان.أما قصيدة الحب…لا نهاية لها ولا منتهى وهذه القصيدة لا تميز بين القريب والبعيد بل ربما يكون في البعد أجمل مما في القرب .

كما قال الشاعر ساحفظ العهد إن طال البعاد بكم ..واكتم الشوق في قلبي وأخفيه لأن روحك في جنببئ ساكنة فليحفظ الله قلبي بالذي فيه.

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها