أحن إلى القدس محررة

وعلى بشاعة ما ارتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي بحقها،وقت أن كانت طفلة في الثامنة من عمرها، فإنه دفعها إلى الالتصاق بإسماعيل هنية الذي وجدت فيه الحامي الحاضن لموهبتها.

يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي في أحيان كثيرة،أن يقتل ضحيته،ويبقيها في ذات الوقت على قيد الحياة،أن يدمرها بإبعادها عن كل من بإمكانه أن ينصفها.

أن يجعلها بين ماضي جريمة قنصه لها التي لم يُوثقها أحد،وبين حاضر موهبتها التي تحتضر بسبب  إغلاق مقر عملها؛  في ظل إمعانه بإغراق قطاع غزة التي تعيشهُ بأزماتٍ ماليةٍ واقتصاديةٍ.

بل في ظل إصراره على دفعها لأن تفقد ثقتها بكل مجتمعها،عبر نهجه لبث الإشاعات باستعانته بالطابور الخامس والمتمثل في العملاء والجواسيس الذين يشقون طريقهم وسط من يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تشويه أفكارهم النيّرة تمهيدا لجعلهم يكفرون بمقاومتهم التي يشعرون بأنها خانت تطلعاتهم ولك تنصف مواهبهم.

فيُسوق الاحتلال عبر جواسيسه بأنها مقاومة وُجدت لتختزل الصمود في قوة الآلة العسكرية،ناسفةً بذلك حق الموهوب الجريح في مقاتلة قاتليه عبر الفن والإبداع والثقافة والسياسة والإعلام!

 

ففي حضرة تزييفه للحقائق التي لم تأخذ نصيبها بعد من التوثيق،تجد الضحية نفسها تائهة،أين تذهب؟لمن تبوح عما بداخلها من جروح لم تُداو  حق التداوي؛تجد في الإعلام سلواها،تعتلي أعلى المنابر الإعلامية المحلية التي تتبنى موهبتها،لاسيما مع حرمانها من استكمال تعليمها الجامعي؛بسبب  تأثير رصاص القناص الإسرائيلي الذي استهدف الشق الأيسر من رأسها،فجعلها في حالة ذهول وصمت  مطبق حتى وهي بين زميلاتها.

الأمر الذي أحدث فجوة اجتماعية عنيفة بينها وبين نسيجها المجتمعي،فجوة زادت من نفورها من كل ما يتعلق بالحياة، إذ دفعتها إصابتها المدفونة بداخلها إلى التشبث بقضايا الأحزان،الوجع،الفراق،تُدمن نزف الجراحات،وتستبسل في طرق خزان كل المجروحين مثلها،فكلهم بالنسبة لها أشقاءها في المعاناة!
وعلى بشاعة ما ارتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي بحقها،وقت أن كانت طفلة في الثامنة من عمرها،فإنه دفعها إلى الالتصاق بإسماعيل هنية الذي وجدت فيه الحامي الحاضن لموهبتها.

فيُسوق الاحتلال عبر جواسيسه بأنها مقاومة وُجدت لتختزل الصمود في قوة الآلة العسكرية،ناسفةً بذلك حق الموهوب الجريح في مقاتلة قاتليه عبر الفن والإبداع والثقافة والسياسة والإعلام!

إذ تمكنت بفضل حكومتها من الذهاب إلى الديار الحجازية وتغطية مناسك الحج؛لتلتقي بجرح الطفولة الذي لم يُطوَ بعد بشيخ الأقصى رائد صلاح،في تحدٍ واضح ٍ وصريحٍ للقناص الإسرائيلي وآلته العسكرية التي حالت دون إنضاج فكرتها في رعاية أصحاب العقول والإبداعات الفذة،بل في الدفاع عن حقها باعتبارها طفلة في الصلاة في المسجد الأقصى المبارك فاتحة منصورة،شأنها شأن كل من استُهدف في طفولته أو حتى شبابه..
لكن ما يُحزنها هو أن الأزمة التي طالت قناة القدس التي أُغلقت قبل أعوام قليلة،لم تنته في ظل غياب الأفق السياسي بل واستمرار الحرب النفسية والإعلامية التي يشنها اللوبي الصهيوني ضد كل إعلاميٍ مجروحٍ مثلها،يتشبث بحقه في تحرير أرضه ومقدساته وإعلامه وحتى روحه من كل شوائب التطبيع التي أصبح من تداعياتها الكارثية أن تُغلق كل منصة تنادي بتحرير فلسطين من رأس الناقورة إلى رفح .

كل هذه الأحداث والجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق ثلاثة من الرجال العظماء كعرفات والجعبري وأبو العطا التي اجتمعت ذكراها في شهر نوفمبر تشرين الثاني

ففي هذا الموعد من كل عام تأتي ذكرى وفاة بل استشهاد الشهيد ياسر عرفات الذي مازال صوته يصدح في الأفق سيرفع شبل من أشبال فلسطين وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس وأسوار القدس،ذكرى تأتي ايضاً في ظل ارتقاء الشهيد بهاء أبو العطا قائد أركان سرايا القدس في قطاع غزة الجناح العسكري المسلح لحركة الجهاد الإسلامي،متزامنا مع ذكرى اغتيال طائرات الإف ستة عشر الحربية للشهيد أحمد الجعبري قائد أركان المقاومة وتحديداً كتائب  الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري المسلح لحركة حماس..
كل هذه الأحداث والجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق ثلاثة من الرجال العظماء مثل عرفات والجعبري وأبو العطا والتي اجتمعت ذكراها في شهر نوفمبر تشرين الثاني،لم تُنس تلك الجريحة انطلاقة قناة القدس،التي تأسست في نفس الشهر،فهي وإن أُغلقت بفعل الأزمات المختلفة،فإن إغلاقها يحفزها لأن تتمسك بحقها في تدشين ما تبقى من أحلامها الإعلامية والأدبية في قلب أولى القبلتين،لتغني من هناك وتردد بكل ثبات”إني ذاهبة ٌ لأصلي، سأدق على الأبواب،و ستفتحها الأبواب”.
تأتي هذه التدوينة ضمن سلسلة تدوينات”بيني وبين الشهيد قضية” تدوينات أطالب فيها كل صناع القرار في العالم كله بالانتصار لكل الموهوبين والجرحى من طلبة العلم والإعلاميين وأيضًا القادة الفلسطينيين.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها