عن تيك توك والبنات

يستخدم تطبيق تيك توك الصيني مئات الملايين حول العالم
يستخدم تطبيق تيك توك الصيني مئات الملايين حول العالم

السؤال، هل من الطبيعي أن نشاهد هذا الكم الهائل من المقاطع المصورة لأطفال ومراهقين بلا ظوابط؟

بدأت القصة عندما طلبت مني بنتي تنزيل تطبيق تيك توك على هاتفها الجوال و رفضت. 

ثم أعادت الكرة مع أختها تحاولان إقناعي بأن كل صديقاتهما لديهن تيك توك “ورفضت أيضا .. ولكن لماذا رفضت؟

لأني ببساطة تابعت المحتوى على هذا التطبيق وانطباعي أني غير مرتاح كأب لتأثير  تيك توك على الأطفال.  

وقد هالني ما شاهدت فيه من انتهاك لحرمة البيوت وخصوصية الأفراد حتى لو كان ذلك بإرادتهم فضلا عن اغتيال براءة الأطفال وتعليقهم في آمال شهرة  زائفة .. وإيقاعهم في هوس أعداد المشاهدات واللايكات  على حساب الانشغال بالدراسة والمعرفة التي أصلا أصبحت في حال يرثى لها مع انتشار الجوال وتطبيقات مواقع التواصل الأخرى.

نعم أنا صحفي والحرية بالنسبة لمهنة الصحافة عقيدة .. ولكن الحرية لا تمنع أخذ خصوصية مجتمعنا  في الاعتبار  وبحث مخاوفه.
 فهناك أسئلة عديدة محيرة ، منها مثلا : أن تظهر أمرأة عربية بملابس البيت في غرفة نومها بمنزلها لتؤدي مقطعا من أغنية مشهورة، أليست هذه حرية شخصية أم أنها عادات غريبة على المجتمع العربي ؟ 

أن يصور زوج وزوجة  تفاصيل حياتهما الشخصية في بيتهما , أليست هذه أيضا حرية شخصية أم انها سلوكيات غير مألوفة في مجتمعا تتقدس الخصوصية ؟ 

لماذا تحظى هذه النوعية من الفيديوهات الخارجة عن المألوف  بكثير من النقد والتوبيخ وإلصاق تهم أخلاقية لصاحب أو صاحبة الفيديو  في حين يحظى أصحاب هذا المحتوى في نفس الوقت بآلاف االمتابعين  ؟.. 

هل المشكلة في أصحاب الفيديو أم المتابعين ؟

والسؤال أيضا، هل من الطبيعي أن نشاهد هذا الكم الهائل من المقاطع المصورة لأطفال ومراهقين بلا ظوابط؟

وهل من الطبيعي ترك الأطفال والمراهقين أمام شاشة  الهاتف يقتدون بنجوم زائفين ليس لديهم موهبة علم أو خبرة أو معلومة مفيدة أوحتى موهبة فنية حقيقية .. يتأثرون بهم ويتعلقون بحلم  الشهرة الزائفة التي تنتج من مجرد تمثيل موقف وأداء حركي على أغنية مشهورة .. هل سيصبح كل أفراد المجتمع في المستقبل القريب فنانين أو مشاريع فنانين ؟ 

ما أقلقني من تطبيق تيك توك خاصة على الأطفال والمراهقين أنني أقلق كثيرا في المجتمع العربي في بلاد مختلفة وشاهدنا تحذيرات  في الجزائر والأردن ومصر والخليج  من تطبيق التيك توك وخطره على المجتمع وعلى الأسرة. 

ولكن المثير أن خبراء غربين و أمريكيين ومشرعين تحدثوا عن مخاوف من خطورة  تيك توك على تنشئة الأطفال والمراهقين. 

وفي ظل كل هذه الهواجس والأسئلة أجريت أنا أحمد صبحي المذيع  ” حوار مباشر ” مع أحمد صبحي اختصاصي الصحة النفسية والعلاج السلوكي 🙂 و كانت صدفة سعيدة هذا التشابه في الأسماء و أن التقي بهذا الشاب المتمكن في مجاله وصاحب الوعي الكبير بالموضوعات العصرية وتحليلها في إطار سلوك المجتمع  .. 

وما أسعدني أن صبحي الضيف أطر الموضوع في سياق رائع فقال إن السن المناسب للسماح للأطفال  والمراهقين بتنزيل التيك توك هو  ١٨سنة،  وهذا ليس للمنع لأنهم بالتأكيد سيشاهدون على منصات أخرى ولكن للحد من الإدمان والتأثير السلبي. 

وطالب صبحي الضيف بضرورة عدم ترك أولادنا للتسطيح  أو التعميمات الخاطئة التي يتلقونها من مواقع التواصل فضلا عن إتخاذ قدوات من مشاهير لا يقدمون أي شيء مفيد بل يجب تسليحهم بالإطلاع على قدوات تاريخية وعصرية ملهمة وناجحة في مجالات مختلفة فالموهبة والمهارة لا تقتصر على الفن الذي نحترمه ونستمتع به ولكن المجتمع أيضا يحتاج مهارات ومواهب في مجالات عدة يمكن تحقيق الشهرة بعد تحقيق النجاح من خلالها. 

فليس من مصلحة أي مجتمع تعميم فكرة أن تكون الشهرة هي الهدف وهي النجاح. بدل أن يكون النجاح في مجال ما هو الطريق إلى الشهرة. 

أما فيما يتعلق بانتهاك خصوصية البيوت التي كانت مقدسة في مجتمعاتنا العربية؛ فهذه أصبحت ظاهرة تحتاج مزيدا من البحث ما إذاكانت ترتبط بالتغيرات والأحداث التي تشهدها منطقتنا! 

شاهدوا تفاصيل لقائي مع أحمد صبحي في هذا الرابط 

اختصاصي نفسي: السن المناسب للسماح بـ “تيك توك” 18 عاما

وشاركوني آراءكم في هذا الموضوع.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها