يناير واللخبطة

 

 

بعيدا عن التقليدية المعروفة في دواليب الذكريات. وتحرراً من بروتوكولات الأيام الخوالي والسنين العجاف..

لم أتذكرمن حديث الرئيس مرسي عن يناير سوى حديث الحريات..

بعد صعوده الى كرسي الحكم كأول رئيس مدني منتخب تعرفه مصر بعد ثورة يناير

جرى في عام حكم محمد مرسي مياه كثيرة أغلبها كان للأسف عكرا

كانت البلد تعيش حالة الثورة حيث:

– الصوت العالي لشعب كتمت أنفاسه لعقود من الزمان

-المطالب المأمولة لمواطن عاش محروما من أبسط حقوقه كإنسان

-الاعتراض بحرية لوطن سجن تحت تهديد القمع والإعدام

المدارس تعيش الثورة فيثور التلميذ علي أستاذه كحالة من الواقع صارخا “كفاية حرام”

الأبناء يقررون الإضراب في المنزل احتجاجا على قلة المصروف

لافتات تكتب للاعتراض في المدارس والمساجد والجامعات والأندية والجمعيات والشوارع والأزقة

هتافات ومطالب واعتصامات فئوية وفردية وجماعية

 اخيرا الشعب تهجى عبارة لم يكن يحسن قرأتها وهى ” الشعب يريد..” فأراد في آن واحد كل شيء.  وحقه بعد الحرمان أن يطلب أي َ شيء.

كانت مصر تعيش حالة ثورية تتمتع بسيولة في التظاهرات والاعتصامات  كان هذا مزعجا للعسكر الطامح في البقاء للسلطة ومسميا ذلك فوضي وكان أمراً عاديا ومعتادا لشعب عاش زمنا طويلا من القمع والاستبداد

الساسة والوطنيون كانوا يدركون أنه مع الوقت سيتعلم الشعب الحرية وأساليبها حتى وإن كان يعيش حالة من الفوضى، كما كان يسميها المستبدون، وفي الواقع كان الشعب يعيش حالة من تعلم والتعليم في سماء الحرية

في أحد اللقاءات مع الرئيس محمد مرسي طالب بعض أنصاره منه معاقبة الإعلاميين الذين يحرضون عليه ويفترون على قراراته ويكذبون ويلفقون الأخبار الكاذبة وطالبوه بإغلاق قنواتهم أو اعتقالهم

كنت من المتربصين لإجابة الرئيس.. 

والذي أراح ضميري كصحفي حين قال ” يا سادة الشعب اكتسب حريته وهو يخطو خطواته الأولي فيها.. لعله يتعثر أو يسقط لكنه سيقوم وسيقوى وسيركض في الحرية علينا أن نعي أننا لسنا من نمنح الحرية لكي نمنعها وإنما اكتسبها الشعب. وقد اختارني لأكون ممثلا له وأصبر عليه في هذه المرحلة

واختتم رده “إنني لن اقمع رأيا ولن أقصف قلما مهما كان، مع الوقت سيتغير كل شيء سينكشف الصادق من الكاذب وسيعي الشعب الحقائق من يريد مجابهة إعلام الفلول فليجابه بالإعلام.. الإعلام بالإعلام والرأي بالرأي لن أمنع أحدا يعارض أو يؤيد”

هذه الكلمات لاتزال في ذاكرتي رغم مرور ٦ سنوات عليها

الحرية حق مكتسب والاعتراض مشروع وهذا ما جعل الرئيس محمد مرسي يتسع صدرا لدعوات النزول للتظاهر ضده في ٣٠ من يونيو ٢٠١٣ م

وقد يعتبر البعض صنيعة مرسي دروشة أو سذاجة فالدنيا تؤخذ غلابا لكن كيف سيكون الفارق إذا بين مرسي والسيسي أو مبارك إن قرر مرسي أن يقمع معارضيه من الإعلاميين بالقانون أو بغيره

إنه القمع في صدر الثورة أو الاستبداد باسم الشريعة والإسلام

كان ظرف الوقت والثورة والحالة لا يعطي الرئيس مرسي سوى هذا الخيار الحرية للشعب وإن كان وراءها من يعبث بها

ليس تبريرا لما حدث وإنما لعل فقط ما يحسب خطأ علي الرئيس مرسي وإن غابت من بين أيدينا المعلومات أن الرئيس لم يتخذ ما يلزم من قرارات ضد أعداء الثورة من الخارج والذين مولوا ودبروا للانقلاب وهو يعلم ويرصد ذلك مكتفيا بعبارته “أنا أعوّل على هذا الشعب مهما حدث ”

حالة إذا من اللخبطة والشخبطة عشناها جميعا

هاك مثالين مختلفين:

ليلة الانقلاب العسكري كنت ممن اعتقل من مقر قناة مصر ٢٥ في مدينة الإنتاج الإعلامي وكان زملائي من إعلاميي ٣٠ يونيو يرقصون فرحا باعتقالنا مع أننا لم نظهر بعد موقفا من الانقلاب العسكري وذلك لأن البث قطع بعد بيان السيسي بلحظات وتم اعتقالنا

أخبرت بعدما خرجت من الحبس بموقف الإعلامي باسم يوسف الذي كتب على تويتر يعترض على اعتقالي شخصيا وعلى جملة البيان ما إن كان الموقف نبيلا في وسط السواد. 

كان عجيبا أن باسم يوسف الذي اعترض على البيان وملحقاته ليلة ٣ من يوليو هو من غنى بعد مذبحة رابعة السيسي أصدر بيانا قرر (يفشخ) الاخوان.. 

ما الذي حدث!! لخبطة أم خوف أم تأثر باسم بتشويه المعتصمين وأوصاف (….) أحمد موسي للاعتصام بانه مسلح! كلها أسئلة!!

وعلى جانب آخر المعتقل السياسي المحترم علاء عبد الفتاح أحد من رصد لهم فيديو يدعو لفض ميدان النهضة ورابعة لأنهما مسلحين كمان كان يعتقد

وعلاء لا يزايد أحد على مواقفه فهو أول من نزل الي الشارع رافضا للمجزرة ومناضلا ضد مجزرة رابعة وأخواتها وتم اعتقاله وهو اليوم يقاسم معتصمي رابعة كسرات الخبز خلف القضبان كما في الصور المنشورة له مع البلتاجي وعصام سلطان

اللخبطة والاندفاع والحالة التي كان يعيشها الشارع المصري تجعل من سرد الوقائع الكثير والكثير من بينهم إعلاميون وساسة يناضلون اليوم ضد تلك العصابة معنا

أخطأ الجميع في حق الثورة الإخوان والقوى السياسية وغيرهم أفرادا وساسة لأن الجميع كان يتعلم وكانت هي السنة الأولي حرية وديمقراطية وغالبا ما تكون السنين الأولى للتعليم

أخطأ الثوار.. نعم ولكن لم يخطئ الشعب

أخطأ الثوار نعم وأجرم العسكر

هنا لا تجد الأفواه شعارا سوى الحرية لمصر الحرية للرئيس مرسي المدني ولسامي عنان العسكري وللبلتاجي الإخواني وعلاء عبد الفتاح الثوري وليحيى القرار اليساري وحازم عبد العظيم الليبرالي ولأحمد دومة ومعصوم مرزوق وللكتاتني ولأبو إسماعيل وعصام سلطان وأبو الفتوح والقصاص ومحمد بديع. وأبو البخاري ولأم زبيدة وسمية ماهر  وماهينور المصري ولكل شاب وشابة . ..

وبعد ثماني سنين في مصر اليوم الثورة بترقب الميادين، واللي هيبقي ضحكة المساجين.

 

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها