سيدة أليغري العجوز أصبحت في ريعان الشباب

قال عنه النجم الإيطالي أدريا بيرلو: “أليغري يصنع للفريق إحساساً بالراحة والهدوء”

بعد مباراتين تاريخيتين ليوفنتوس أمام برشلونة المرعب لم تهتز فيهما شباك السيدة العجوز بأي أهداف طوال 180دقيقة، بدأوا للتو فقط الانتباه لمدرب طالما غضوا عنه الطرف كثيرا إنه الداهية  “ماسيميليانو أليغري” ابن مدينة ليفورنو المدير الفني الحالي لفريق يوفنتوس الإيطالي.

يوفنتوس في عهد أليغري أرقام وألقاب تتحدث عن نفسها
عندما فاز ذهاباً بثلاثية أرجعوا السبب  لضعف فريق برشلونة مع المدرب لويس إنريكي، وعندما أجبر برشلونة على التعادل سلبياً في الإياب اتهموه بالجبن الدفاعي وكأنه كان مطلوباً منه أن يكون نسخة ثانية من باريس سان جيرمان لكى يرضى عنه المتابعون!
مدرب لا يملك سلاحا سوى التكتيك يدافع به عن موهبته بينما غيره يمتلك الدعم الإعلامي الكبير والمساندة الجماهيرية والصوت العالي. 

يوفنتوس أليغري هو الأقرب لحصد لقب الاسكوديتو (الدوري الإيطالي ) للموسم السادس على التوالي وهو إنجاز تاريخي غير مسبوق ليوفنتوس ووقتها سيذكر التاريخ أن أليغري هو من تحقق هذا الانجاز في عهده، وأن أليغري وحده يملك ثلاث بطولات من الست التاريخية.
قديما قال الشاعر الايطالي الشهير دانتي: “سر في طريقك وليقل الناس ما يشاؤون” إذا كانت أبيات دانتي هي شعار أليغري عندما بدأ المهمة مع فريق السيدة العجوز ، فالكثيرون من مشجعي اليوفي لم يكونوا راضين عن اختيار أليغري مدرباً للفريق بل أن البعض استقبله بالبيض الفاسد في أول تدريب له!
الأكثر من ذلك أنه عندما صعد لنهائي دوري الأبطال في أول موسم تدريبي له مع اليوفنتوس موسم 2014-2015 اتهمه البعض بأنه تسلم فريقاً جاهزاً من سلفه كونتي، رغم أن كونتي لم يتجاوز دور الثمانية في موسميه مع اليوفنتوس!

أليغري قاد فريق اليوفنتوس في موسم 2014-2015 وحقق معه ثنائية الدوري والكأس وصعد لنهائي دوري الأيطال وفي الموسم الثاني حافظ على ثنائية الدوري والكأس، وخرج من ثمن نهائي دوري الأبطال بعد مواجهتين أمام بايرن ميونخ كان فيهما قاب قوسين أو أدنى من الصعود  وها هو موسمه الثالث يقترب من نهايته محافظاً على صدارته للدوري الإيطالي ومتأهلاً لنهائي الكأس كما إنه المرشح الأبرز للفوز بلقب دوري الأبطال.

ثبات أليغري الانفعالي لم يأت من فراغ
الثبات الانفعالي الشديد لأليغري هو أبرز سماته الشخصية وهذا كان واضحا جدا خلال فترات ولايته مع كالياري وميلان ويوفنتوس، ففي أول مواسمه مع كالياري في موسم  2008-2009 خسر الفريق أول خمس مباريات له  ورغم ذلك حافظ على ثباته وانتهى الموسم وكالياري في المركز التاسع وهو أفضل مركز لكالياري في الخمسة عشر عاما الأخيرة لكالياري ، وفي موسم 2012-2013 مع ميلان تعثر أليغري في أول 7 أسابيع من الكالتشيو ولم يحقق سوى 8 نقاط فقط  ورغم ذلك تماسك وأنهى الموسم في المركز الثالث!
في الموسم الماضي مع يوفنتوس وبعد بداية متعثرة في أول 10 أسابيع وضعت اليوفنتوس في المرتبة الـ12 إذا به ينتفض ويقدم سلسلة متميزة من الانتصارات تنتهي به للقب الكالتشيو بجدارة.
المرونة الخططية والتكتيكية لهذا المدرب واضحة للغاية ولديه قدرة عالية على التنقل بين طرق لعب مختلفة بسلاسة وهدوء، حيث  قال عنه النجم الإيطالي أندريا بيرلو:

 أليغري يصنع للفريق احساساً بالراحة والهدوء”.

أليغري المظلوم إعلاميا
هو ليس فيلسوفاً ولا عبقرياً ولا “سبيشيال وان” ولا يهتم مطلقاً بالألقاب والمقارنات، هو فقط يهتم بالتكتيك والخطط فنجده أحيانا يخطئ وأخرى يصيب ، لكن الملاحظ مع أليغري  – المظلوم إعلاميا – أن الكثيرين ينتظرون الفرصة لسقوطه فإذا سقط انهالوا عليه سبا وقذفا وإن نجحوا تواروا خجلا وبحثوا عن أسباب للتقليل من نجاحاته فمره يتهموه بالفشل رغم ألقابه العديدة وأخرى يتهموه بضعف الشخصية رغم أنه من أجبر إدارة الميلاد عن التخلي عن النجم أندريه بيرلو ، لكنه مع ذلك لا ينظر إليهم فقط يمضي في طريقه نحو المزيد من الانتصارات والألقاب.

عزيزي أليغري لا تكترث كثيرا بما يقولون، فإن خذلك الإعلام مرة سينصفك التاريخ ألف مرة.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها