لقد ابتعدنا عن العرب من أجل بريطانيا وفرنسا ثم الولايات المتحدة الأمريكية وباسم الحضارة الحديثة التي اعتقدنا أنهم يمثلونها، لكن هذه الدول الغربية أعادتنا إلى الوراء عبر هذه الأوهام بالتحديد.

أكاديمي، وسياسي، وكاتب تركي
لقد ابتعدنا عن العرب من أجل بريطانيا وفرنسا ثم الولايات المتحدة الأمريكية وباسم الحضارة الحديثة التي اعتقدنا أنهم يمثلونها، لكن هذه الدول الغربية أعادتنا إلى الوراء عبر هذه الأوهام بالتحديد.
نحن نعلم أن “توماس هوبز”، في أكثر صوره صراحة، شبّه الإنسان بأنه ذئب لأخيه الإنسان، وقال إن “الرغبة في مواءمة النظام الاجتماعي مع الاستبداد هي وحدها التي تجعل المجتمع ممكنًا”.
حتى قبل عام 1915، كانت عصابات الـ”طاشناق” والـ”هينتشاك” الأرمنية مشغولة باستهداف استقرار الدولة العثمانية من خلال ممارستها للأعمال الإرهابية.
عندما يتعلق الأمر بقضية المهاجرين، انظر إلى أوضاع أولئك الذين يتحدثون من أجل مصلحة البلاد، وخاصة باسم الأمن القومي، وكأنهم الأبطال العظماء.
ما نراه اليوم من احتلال روسي لأوكرانيا، هو في الواقع وجه آخر لحداثتنا، إذ أصبح عدد اللاجئين حوالي 5 ملايين شخص في أقل من شهرين، وهذا أيضًا مؤشر على ما جنته يد الإنسان.
يبدو أن الدول الغربية لم تكن مستعدة بما يكفي، خصوصًا مع دعمها المبكّر لكييف وعدائها الصريح لموسكو، وكأنها تحرّضها على غزو أوكرانيا.
المقاومة التي لم يكن يتوقعها الروس في أوكرانيا، والمدة الزمنية التي تقترب الآن من شهر على بدء الاحتلال الذي كان من المخطط له أن ينتهي في غضون أيام، يشيران إلى أن الحسابات الروسية لم تكن صحيحة تمامًا.
في هذا العالم المتقلب الذي لا ندري كيف تؤول الأمور فيه، قد يصبح المرء مواطنًا ويمسي لاجئًا.
تجاوز عدد اللاجئين من أوكرانيا إلى دول أوربا أكثر من مليوني شخص مع نهاية الأسبوع الثاني من الحرب فقط.. هذا الرقم يمثل في الواقع تحركًا سكانيًا غير مألوف، يتجاوز بكثير ما حدث في سوريا.
حينما تتحول وظيفة الجيش الرئيسة إلى التخطيط للانقلابات وتنفيذها، فلا يمكن توقع أي فائدة منه، سواء للبلد أو لمؤسسة الجيش ذاتها.