“فوجئنا بقوة ذاكرة الأطفال”.. مبادرة “الروضة الملكية” لتعليم الصغار في مخيمات رفح (شاهد)

بادر عدد من المعلمين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بتحويل خيام النزوح إلى صفوف دراسية، بهدف تعليم الأطفال الذين توقّفوا عن الحضور إلى المدارس بسبب تدمير الاحتلال الإسرائيلي لمرافق التعليم.

حسن الشلح صاحب “الروضة الملكية” لتعليم الأطفال التي كانت في مدينة خان يونس جنوبي غزة، افتتح الروضة قبل بدء الحرب الإسرائيلية بشهر واحد، ليقصفها جيش الاحتلال ويحولها إلى ركام مع بداية الحرب.

مبادرة تعليمية “متنقّلة”

قال حسن للجزيرة مباشر “اجتنا الفكرة بعد ما صار عنا توثيق كامل للمكان إنه اتدمر وأنه لا يوجد مجال نرجع للمكان تبعنا عشان نعلم الأطفال، قررنا ننصب أول خيمة ملكية لتعليم الأطفال، لأن الناس في القطاع مركزين على ترفيه الأطفال فقط دون التركيز على تعليمهم”.

وأشار الشلح إلى أن هناك 2000 طفل قد سجّلوا للمشاركة في المبادرة التعليمية، على الرغم من أن سعة الخيمة لا تتجاوز 900 طفل فقط.

“كان قطعة من الجنة”

وأضاف “سنتنقل كل أسبوع إلى مخيم مختلف لنعمل على نشر فكرة المبادرة في كافة الأماكن بالبلاد، بهدف إعادة الأطفال إلى الوضع الذي كانوا عليه قبل الحرب”.

وأوضح أن الأطفال كانوا متعلقين بالمكان جدًا قبل تدميره، لتوفر الفعاليات كلها الترفيهية والتعليمية الحديثة فيه “المكان كان قطعة من الجنة للأطفال، وبعد ما شافوا الأطفال منظر الروضة وهي مهدمة صاروا يعيطوا”.

فوجئنا بقوة ذاكرة الأطفال

كما تفاجأت ياسمين أبو مطر معلمة في الروضة الملكية، من قوة ذاكرة الأطفال الذين حفظتهم المنهاج قبل الحرب “كانوا الأطفال متجاوبين جدًا ومبسوطين برجوعهم للروضة، والتجاوب من قبلهم جميل ومتذكرين المنهج اللي درسناه قبل الحرب متذكرين كل شي فيه”.

وأعربت الطفلة دعاء المصري، المشاركة في المبادرة التعليمية، عن حزنها لتأثير الحرب في نمط حياتها اليومي وكيف أنها الآن تتلقى الدروس داخل خيام النزوح وتقضي الليالي في الصفوف الدراسية.

دعم نفسي ومعنوي أيضًا

وتقدم الروضة في مبادرتها داخل خيام النزوح الدعم النفسي والمعنوي قبل الدعم التعليمي.

وأوضحت إسراء بدوان الاختصاصية النفسية لدى الروضة “الأطفال يحتاجون للاحتضان قبل التعليم لما مروا فيه من ظروف نفسية جراء الحرب، فاحنا بنتبع هاي الطريقة نحتضنهم نفسيًا قبل التعليم”.