كم حضنا وقبلة يحتاجها طفلك يوميا؟ ولماذا يرفض المراهق العناق؟

العناق واللمس الدافئ هو رصيد طفلك من الأمان العاطفي
العناق واللمس الدافئ هو رصيد طفلك من الأمان العاطفي

العناق هو مصافحة من القلب، وهو أكثر من ذلك بكثير لدى الأبناء، فهو رصديهم من الأمان العاطفي، ويساعدهم على النمو، وبناء الشخصية، ويشكل مستقبلهم أيضا.

يحتاج الأبناء في جميع مراحلهم العمرية إلى حنان أبويهم، فما تأثير العناق واللمس عليهم؟ وما القدر الكافي من اللمس والعناق الذي يحتاجه طفلك يوميا؟ وكيف تعزز لديه مشاعر الأمان منذ بداية رحلته في الحياة؟

رعاية الكنغر

يفد الرضيع برفق إلى هذه الحياة محمولا على أذرع أمينة تغمره بالحب وتشعره بالأمان، وتتيح له سماع الأصوات ورؤية العالم من حوله دون قلق.

يشير موقع “مايند شامبس” إلى أن وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في العديد من المستشفيات تشجع الآباء على حمل أطفالهم المبتسرين فيما يشبه “رعاية الكنغر”، لأنه يؤدي إلى تحسن علاماتهم الحيوية، أي زيادة أوزانهم والحد من مضاعفات التنفس.

وتوضح هدى حمدان مستشارة أسرية وعضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس – في لقاء خاص لموقع الجزيرة مباشر – أن اللمس الحاني وعناق الأبناء مفيد لكل من الآباء والأبناء، ويعمل على التخفيف من الضغوط النفسية، والآلام الجسدية ونوبات الاكتئاب، ويساعد في انخفاض ضغط الدم وانتظام معدل ضربات القلب، ويحفز جهاز المناعة، ويخفض مستويات هرمون الإجهاد، ويحسن النوم عند الأطفال والبالغين، ويزيد معدل النمو البدني الفعلي للأطفال، كما يعزز السلوكيات الإيجابية.

العناق مفيد لكل من الآباء والأبناء ويقلل من الشعور بالإجهاد ويحفز جهاز المناعة (غيتي)
اليتم الحقيقي

يعاني الأطفال المحرومون من عناق آبائهم وآمهاتهم من مشاعر أقرب لمشاعر اليتم، فاليتم لا يقتصر على الحرمان من الوالدين، بل يسري أيضا على الحرمان من اللمس والعناق، وفقا لهدى حمدان.

وأضافت أن دراسة علمية أجراها مركز أبحاث الدماغ وعلم النفس في جامعة كولومبيا البريطانية، قد رصدت تأخر النمو والتطور المعرفي الواضح لدى الأطفال الذين تعرضوا لظروف قاسية، لاسيما الأطفال اليتامى في مؤسسات أوربا الشرقية في أوائل القرن العشرين.

كما وجدت دراسة سويدية أن العناق أو ملامسة الجلد هو أحد أهم المحفزات اللازمة لنمو دماغ سليم وجسم صحي، كما أن كثيرا من الأطفال الذين يعانون من القلق، قد يكون آباؤهم قريبين منهم من الناحية الجسدية، لكنهم “غائبون” فعليا.

المستشارة الأسرية هدى حمدان: اليتيم ليس فقط من فقد أبيه ولكن أيضا من فقد حنانه وعناقه (غيتي)
4 قبلات و5 لمسات

يؤكد د. جاسم المطوع استشاري اجتماعي وتربوي – في مقطع له على صفحته بإنستغرام – أن الإشباع العاطفي لا يؤثر سلبا على شخصية الأبناء، وأن هناك بعض الدراسات تشير إلى حاجة الأبناء إلى 14 لمسة يوميا للشعور بالإشباع العاطفي، لذلك عندما كان يجلس أحد أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم فوق ظهر جده الشريف أثناء الصلاة، كان الرسول يطيل السجود ليشبع احتياج الطفل.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by drjasem (@drjasem) on

 

ويرى الاستشاري النفسي والتربوي د. مصطفى أبو السعد – في لقاء له على يوتيوب – أن الوالد ينبغي أن يمنح ابنه 4 قبلات و5 لمسات يوميا، وكل قبلة ولمسة لها مكان ودلالة؛ وهم:

القبلات:

قبلة الفخر: قبلة على الرأس للدلالة على الفخر.

قبلة الرضا: على الجبين.

قبلة الشوق: على الخدين.

قبلة الحب: تقبيل اليدين.

اللمسات:

خلف الرأس: كلما مسحت خلف رأس الابن تشعر ابنك بأنك رؤوف.

تضع يدك على رأسه: لمسة الفخر.

لمسة الجبين: تعبر عن الرضا.

لمسة الخدين: الشوق.

مسكة اليدين: تخفف عن الطفل التوتر.

لمسة عند الضرورة: تمسح على صدر ابنك إذا رأيته مقبلا عن انفعال او سلوك خاطئ.

وبينت هدى حمدان إلى أن الدراسات العلمية تفيد بحاجة الرضع إلى 10-20 دقيقة من العناق واللمس الحاني يوميا؛ وتشير نتائج إحدى الدراسات إلى أن الأطفال الخدج الذين حصلوا على معدل 10 دقائق يوميا من المساج واللمس الدافئ للجلد والأطراف، قد أظهروا معدلات أعلى وأسرع في الصحة والنمو والتطور عن غيرهم.

هرمون الحب

يشير موقع “جود نت” إلى حاجة الإنسان في أي عمر إلى العناق ثماني مرات يوميا على الأقل لدعم استقراراه النفسي، خاصة وأن عناق أو لمس الطفل يقلل من إحساسه بالإجهاد، ويحسن من مزاجه بعد يوم عصيب، ولا عجب أن بعض الأطفال يحبون المعانقة طوال الوقت، فالمعانقة تؤدي إلى إفراز هرمون الأوكسيتوسين، المعروف باسم “هرمون الحب”، والذي يقلل من الاكتئاب والقلق.

يعشق الأطفال العناق لتأثيره الكبير على صحتهم النفسية والبدنية (غيتي)
هروب المراهقين

ولكن.. لماذا ينفر بعض المراهقين وبخاصة الذكور من العناق؟ تجيب على هذا السؤال هدى حمدان موضحة أن البنت أكثر تقبلا للعاطفة من والديها بحكم طبيعتها، والولد أكثر حرجا من تقبل العاطفة وبخاصة في الثقافة العربية، كما تدفع التغيرات النفسية والجسدية لمرحلة المراهقة الأبناء الذكور إلى الانزواء قليلا عن العائلة.

وأضافت “أحيانا يصر الأبناء الذكور على عدم عناق والديهم كنوع من إثبات أنهم نضحوا، وأصبحوا مستقلين عن والديهم، رغم أنهم في أمس الحاجة إليهم حتى وإن أبدوا العكس “.

وأوضحت مقولة أن العناق يفسد البنين ويدلل البنات غير صحيحة، فالمراهق يحتاج إلى الدعم واللمسة الأبوية الحانية التي تشعره بالقبول والأمان، والتي بدورها ستحفز من سلوكياته الإيجابية.

اقرأ أيضا:

بعيدا عن الكابتشينو والنسكافيه.. إليك 10 استخدامات سحرية للبن في حياتك اليومية

أحدب وشاحب وذو كرش.. تعرف على شكل مدمن الألعاب الإلكترونية عام 2040

أسئلة الطفل الجنسية.. متى وكيف يجيب الوالدان؟

ماذا تفعل إذا وجدت ابنك يشاهد مواقع إباحية؟

“اللهم إني صائم”.. لماذا تحولت المقولة الإيمانية إلى تهديد ووعيد؟

رأسا على عقب.. غيري ترتيب بيتك على طريقة “الفنغ شوي” الصينية

المصدر : الجزيرة مباشر