الثقة بالنفس: كيف تصلح ما أفسده أقرب الناس إليك؟

الاستعلاء والغضب واللطف الزائد.. أقنعة تخفي تدني الثقة في النفس
الاستعلاء والغضب واللطف الزائد.. أقنعة تخفي تدني الثقة في النفس

هل خدشت روحك كلمات أقرب الناس إليك، وهزت ثقتك في نفسك؟ وهل تدعي أحياناأنك أفضل مما أنت عليه؟ وهل تمقت جزءًا من جسدك؟

إذا كانت إجاباتك بنعم، فقد تعاني نقص من الأمان النفسي وقلة تقديرك لذاتك. فما هو “تقدير الذات”، وكيف يعزز المرء ثقته بنفسه؟ وكيف يؤثر على حياتك؟

يرى موريس روزنبرغ، من أوائل من وضعوا النظريات حول تقدير الذات، أن الإنسان أحيانا ما يُجمل نفسه بصورة غير حقيقية عن نفسه، بسبب الضغوط الاجتماعية، وقسم الذات إلى ثلاثة تصنيفات، وهي:

  • الذات الحالية أو الموجودة: وهي كما يرى الفرد ذاته، وينفعل بها.
  • الذات المرغوبة: وهي الذات التي يجب أن يكون عليها الفرد.
  • الذات المقدمة: وهي صور الذات التي يحاول الفرد أن يوضحها أو يعرفها للآخرين.

ويكشف الباحث كوبر سميث أن جذور تقدير الفرد لذاته تكمن في عاملين رئيسيين، أولهما هو: مدى الاهتمام والقبول والاحترام الذي يتلقاه الفرد من ذوي الأهمية في حياته، وهم يختلفون من مرحلة إلى أخرى من مراحل الحياة، بداية من الوالدين ثم رفاق الدراسة، والأصدقاء. أما الأمر الثاني فهو: تاريخ نجاحات الفرد وفشله، بما في ذلك الأسس الموضوعية لهذا النجاح أو الفشل.

المصدر: كتاب "تعزيز تقدير الذات"
اعرف نفسك

يتناول كتاب “تعزيز تقدير الذات” لمؤلفيه رانجيب سينج مالهي، وروبرت دبليو. ريزنر، هذه المشكلة، ويعرف تقدير الذات بأنه مدى إيمان المرء بنفسه، وبأهليتها وقدرتها واستحقاقها للحياة، وينعكس على الطريقة التي نرتدي بها ملابسنا ونتحدث ونتصرف بها.

ويطرح الكاتبان، الاستبيان التالي، لقياس مدى تقدير الذات:

تعليمات: اكتب حرف (ص) أي صحيح أمام العبارة التي تنطبق عليك، وكن أمينا مع نفسك في إجاباتك:

لدي أهداف محددة في الحياة. (  )

غالبا ما لا أنزعج بخصوص ما يحمله المستقبل. (  )

يمكنني أن أتخيل نفسي وأنا أؤدي أداء جيدا في وظيفتي/ مهمتي. (  )

أطرح أسئلة عندما أشعر بالحيرة. (  )

لا أفرط في الشكوى من الآخرين. (  )

أنعم براحة البال. (  )

يمكنني أن أعترف بأخطائي. (  )

أتعايش مع الآخرين بشكل جيد. (  )

أشعر بالارتياح بخصوص تلقي المجاملات وإعطائها. (  )

لا أتباهى بنفسي. (  )

يمكنني أن أكون بمفردي ولا أشعر بالعزلة. (  )

يمكنني أن أتخذ قرارا وأتمسك به. (  )

أتلهف للتعبير عن آرائي. (  )

أرحب بالنقد البناء. (  )

أشعر بمشاعر طيبة إزاء إنجازات الآخرين. (  )

أكون صداقات بسهولة. (  )

أفعل ما أراه صحيحا، حتى وإن لم يستحسنه الآخرون. (  )

إنني على استعداد لاتخاذ مغامرات محسوبة. (  )

يمكنني التعبير عن مشاعري الحقيقية. (  )

أحب ذاتي بوجه عام. (  )

النتيجة: إذا وضعت على 16 عبارة أو أكثر حرف (ص)، فأنت تتمتع بتقدير ذات مرتفع.

دعم الأسرة والأصدقاء عامل مهم في تعزيز الثقة بالنفس (غيتي)

ويشير المؤلفان إلى أن السمات العامة لذوي التقدير المرتفع للذات: جديرون بالحياة، مسؤولون عن حياتهم، يقبلون أنفسهم دون قيد أو شرط، يسعون دائما وراء التحسين المستمر لذاتهم، يشعرون بالسلام مع أنفسهم، يتمتعون بعلاقات شخصية واجتماعية طيبة، يتعاملون مع الاحباطات بشكل جيد، يتسمون بالحسم، اجتماعيون وانبساطيون، على استعداد لاتخاذ مغامرات محسوبة، محبون ومحبوبون.

أما السمات العامة لمن لديهم تقدير منخفض لذاتهم، أنهم لا يحبون المغامرة، يخافون من المنافسة والتحديات، خجولون، مترددون، يفتقرون إلى قبول الذات، يشعرون بأنهم غير جديرين بالحب، لا يتسمون بالحسم، يفتقرون إلى روح المبادرة، متشائمون، يلومون الآخرين على جوانب قصورهم الشخصية، سقف طموحهم متدني.

ما وراء القناع

وذكر الكاتبان أن الأشخاص الذين لديهم تقدير متدن للذات، قد يضطرون إلى ارتداء الأقنعة التالية:

  • سيد لطيف/ مدام لطيفة: يبالغ في لطفه لرغبته في نيل حب الآخرين، ودود ومتعاون.
  • المسكين: يتحدث كثيرا عن أحداث مؤسفة وقعت له ليحظى باهتمام الآخرين.
  • سيد عنيف: يتصرف بقوة وقسوة كي يخفي مشاعره، يتباهى بمعاركه.
  • سيد عظيم: يتباهى ليخفي شعوره الداخلي بعدم اللياقة، ويتباهى بعلاقته بشخصيات مهمة.

كثيرا ما نكون نحن ألد أعداء أنفسنا، ونمزق أرواحنا إربا إربا بأفكارنا المدمرة للذات.

قد يضطر البعض إلى ارتداء قناع مزيف ليخفي حطام ذاته المنكسرة (غيتي)
بناء الثقة بالنفس

ويطرح الكتاب خطوات عملية لتعزيز الثقة بالنفس، ومنها:

  1. الوعي الذاتي: كما يقول سقراط” اعرف ذاتك”، فأنت في حاجة لفهم سبب تفكيرك وتصرفاتك، والتحرر من أغلال الأفكار السلبية.
  2. تعلم قبول الذات على حالها من غير قيد أو شرط.
  3. تحمل مسؤوليتك عن حياتك، وحدد أهدافك بدقة.
  4. أحسن إدارة نفسك: من خلال إدارة وقتك، وضبط نفسك، والمثابرة، وإدارة التوتر.
  5. جدد نفسك: اسع وراء التحسين المستمر في جوانب أربعة رئيسية العقلية والبدنية والاجتماعية والروحية.
الرياضة عامل كبير في تعزيز الصحة النفسية والبدنية (غيتي)
الرياضة

وينصح المستشار النفسي والأسري تامر جمال، أصحاب كل الاستشارات النفسية التي ترده حول مشاكل الثقة بالنفس، بأن يمارسوا الرياضة بانتظام، لأنهم سيلمسون الفارق بعد ثلاثة أشهر، لأن الرياضة تؤثر في الصحة النفسية والبدنية، وكذلك شكل الجسم وهو عامل مؤثر جدا في تعزيز الثقة بالنفس.

الواقع العربي

ترصد الدراسات العربية وجود أزمة حقيقة في منسوب الثقة بالنفس لدى الشباب، وترجع الأسباب إلى عوامل مختلفة، وأهمها الأسرة.

حيث كشف الباحث الحميدي محمد الضيدان، في دراسته على طلبة المرحلة المتوسطة بمدينة الرياض، أن هناك علاقة عكسية بين مستويات تقدير الذات والسلوك العدواني لدى الطلبة، وأن تقدير الذات العائلي، وتقدير الذات المدرسي منبئان بالسلوك العدواني.

وأجرت الباحثة طهراوي أسماء دراستها للماجستير العام الماضي على 60 تلميذا وتلميذة في مدرستين ثانويتين في الجزائر، وكشفت عن وجود علاقة بين تقدير الذات لدى المراهقين وشعورهم بالاكتئاب.

ووجد الباحث عبد الرحمن بن سليمان النملة، في دراسة أجراها على 400 طالب في جامعة الإمام محمد بن سعود، علاقة إيجابية بين تقدير الذات والشعور بالرضا عن الحياة.

اقرأ أيضا:

شاهد: النجم العالمي “ذا روك” يعطي طفلته درسا في الثقة بالنفس

يدون حلمه ثم يفسره.. هكذا أثبت فرويد نظريته في تفسير الأحلام

هل صحيح “الحب أعمى”؟ إليك تفسير العلماء

كم حضنا وقبلة يحتاجها طفلك يوميا؟ ولماذا يرفض المراهق العناق؟

الأمهات العاملات من المنزل.. في نعمة أم ورطة كبيرة؟

بيزنس التأثير.. تعرف على أسعار شراء المتابعين الوهميين وحسابات مواقع التواصل

نظرية “الهالة”.. شاهد: كيف يصنع الجمهور “الإنفلونسرز”؟

المصدر : الجزيرة مباشر