الغرق وليس العطش.. نتائج صادمة لبحث العالم المصري عصام حجي حول أسباب الوفيات في الصحراء (فيديو)

كارثة كبرى شهدتها بعض الدول الخليجية جراء منخفض جوي أصاب المنطقة مؤخرًا، وتسبب في سقوط قتلى وغرق للشوارع، فيما تشير تفسيرات العلماء في مثل هذه الحوادث إلى التغير المناخي كعنصر فاعل فيما يحدث حاليًا في العالم أجمع.

في هذا الصدد التقت الجزيرة مباشر الباحث بمجال علوم الأرض والفضاء الدكتور “عصام حجي” الذي حذر من تأثير التغير المناخي في شبه الجزيرة العربية، للوقوف على أسباب ازدياد عدد الكوارث الطبيعة وآثارها في المنطقة.

ورأى الدكتور عصام حجي وهو الباحث بمجال علوم الأرض والفضاء أن السبب وراء كل ما نراه من كوارث طبيعية هو ظاهرة التغير المناخي، مشيرًا إلى كارثة درنة التي تسببت في وفاة أكثر من 11 ألف شخص جراء العاصفة “دانيال”، مؤكدًا تحذيرات العلماء من تكرار “سيناريو” درنة في أماكن أخرى.

تفسير علمي

وفسّر “حجي” الأسباب العلمية للسيول قائلًا: “إن هناك شقين لعملية السيول، الشق الأول سقوط الأمطار، والشق الثاني هو الفيضانات”، موضحًا أن السبب الأساس فيما حدث في درنة، وكذلك الإعصار الأخير الذي ضرب سلطنة عمان والإمارات متسببًا بخسائر على الصعيدين المادي والبشري، هو زيادة درجات حرارة المحيط الهندي ما تسبب في زيادة معدلات التبخر التي أنتجت الأمطار الغزيرة.

أما السبب الثاني كما أوضح “حجي” هو امتداد فترات الجفاف، ما يفقد اليابسة القدرة على استيعاب هذه الأمطار، الأمر الذي يؤدي إلى السيول التي نراها اليوم.

كما أشار “حجي” إلى أن ما نراه اليوم من كوارث طبيعية في ليبيا والإمارات وعمان في شهور معدودة -رغم استضافة مؤتمرات تتناول ظاهرة التغير المناخي- هو نظرتنا لهذه الكوارث بأنها مشاكل عابرة، وهذا مفهوم يجب تصحيحه، من وجهة نظره.

عقاب إلهي

وشدد “حجي” على أن ما حدث في الدول العربية من كوارث طبيعية، ليس عقابًا إلهيًا، ولا ضعفًا في البنية التحتية، بل هو ظاهرة يجب دراستها بشكل علمي، وهي ناجمة عن التغير المناخي، مؤكدًا أن ما يثار على مواقع التواصل الاجتماعي من تفسيرات للسيول هو غير صحيح بالمرة.

وأوضح أن سيول الصحراء تظهر في ثوان وتختفي في ساعات، ولكنها تعود بشكل أقوى، مؤكدًا ضرورة الوعي بطبيعة البيئة الصحراوية.

وعن مساهمة الإنسان في ظاهرة التغير المناخي، أفاد “حجي” بأن هذه المساهمة تتمثل في زيادة نسبة “ثاني أكسيد الكربون”، وغازات مثل “الميثان”، ما تسبب في زيادة الاحتباس الحراري الذي يغيّر معالم في مناخ كوكب الأرض موضحًا: “إن كل هذه الانبعاثات تسبب في زيادة درجة حرارة كوكب الأرض بدرجة ونصف الدرجة، وهذه الزيادة تؤدي إلى مرض كوكب الأرض”.

منظومة عربية موحدة

ولفت “حجي” إلى أهمية إنشاء الدول العربية مراصد لقياس هذه الظواهر، وذلك عبر إطلاق أقمار صناعية لدراسة ظواهر التغيّر المناخي، ويؤكد “حجي”: “لا يوجد قمر صناعي واحد في الوطن العربي لرصد الظواهر الطبيعية، ما تسبب في الكوارث الطبيعة في الوطن العربي من المغرب الى درنة إلى الخليج العربي”.

وأضاف: “علينا إيجاد منظومة عربية موحدة لدراسة هذه المخاطر، ونعرف أن هذه دورنا ولا ننتظر من أحد أن يقوم بهذا الدور”.

في السياق، قارن “حجي” بين الآثار الناجمة عن الزلزال الذي ضرب اليابان مؤخرًا وأسفر عن عدد “صفر” من الضحايا، وزلزال تركيا والمغرب، مؤكدًا أن السبب في الفارق الكبير هو استعدادات الطرفين لمثل هذه الكوارث.

وأنهى “حجي” حديثه للجزيرة مباشر بتوجيه نصائح للأفراد قائلًا: “عليهم اتباع قواعد السلامة البيئية، منها البناء على مساحة معينة من السواحل، وعدم البناء في مناطق مخرات السيول التي للأسف يقوم الناس بالبناء فيها”.

المصدر : الجزيرة مباشر