تفاكر.. زلزال المغرب والمجتمع العميق (فيديو)

قال الدكتور مصطفى المرابط، رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماعي الإنساني، إن أحداث زلزال المغرب كشفت عن رسائل معبرة ومثيرة لفتت انتباه العالم.

وأوضح “نلاحظ أن الصور التي تنتشر على القنوات العالمية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي تكشف عن هول كارثة الزلزال الذي ضرب المغرب مؤخرًا، ولكن تحمل أيضًا رسائل معبرة ومثيرة لفتت وما تزال انتباه العالم”.

وأضاف أن “الصور تحمل مفارقة عجيبة، فهي تظهر الدمار الذي خلّفه الزلزال في الأرواح والممتلكات من جهة، ومن جهة أخرى تنشر عن هبة المغرب قاطبة على المستوى الرسمي والشعبي”.

وقال إن ما نشر عن الزلزال “كشف عن التفاف مجتمعي شامل ومظاهر تضامن على كل المستويات محليًا ودوليًا، بل لا نبالغ أن الصورة الثانية قد طغت على الصورة الأولى وحجبتها، لدرجة أننا نسينا أن المقام زلزال”.

وأشار إلى أن الصور الثانية (التضامن والمساعدة) أسهمت دون شك في التخفيف من آثار المآسي، وأبرزت الوجه الآخر للنقمة والعسر.

وتساءل “كيف يمكن أن نفسر هذه المفارقة في الصورة؟ ألا تحمل هذه المفارقة رسائل سواء كانت صريحة أو ضمنية تتطلب انتباهًا فائقًا ووعيًا يقظًا لالتقاط إشاراتها وفك شفراتها؟”.

وقال “نسارع في بداية (التضامن والمساعدات) إلى القول بأن هذا الأمر الذي نحن بصدده غير عادي، بالنظر إلى ملابسات الواقع وتحوّلاته، فقد أثار انتباه الكثير داخليًا وخارجيًا وصار موضوع الساحة عند القاصي والداني”.

وتابع “إذا كان هذا الموضوع غير عادي فلا يعني أنه جديد أو طارئ، بل هو عريق ومتأصل في بنية هذه المجتمعات”، مشيرًا إلى أنه “لا يطفو على السطح ويظهر للعيان”، وأضاف “أبان المجتمع المغربي العميق عن قيم فذة ونفيسة وثقيلة عكست طبيعة معدنه”.