مشاهد على خلفية زلزال تركيا المدمر ..وحضر الإخوان!

من أحد مراكز الإغاثة

وقع زلزال تركيا المدمر الذي كان مركزه المحافظات الجنوبية قبل ساعات الفجر وأغلب الناس في منازلهم خاصة أنه أتى بصحبة عاصفة ثلجية مع تحذيرات رسمية من الخروج من المنازل.

ومن لطف الله أن زلزالا بهذه القوة وقع في محافظات يغلب عليها النشاط الزراعي فلا تتسم بالكثافة السكانية ولم يحدث في المحافظات الصناعية الكثيفة السكان.

كان أول خبر أعرف به عن بدء جهود الإغاثة من منظمة عربية يرأسها طبيب مصري فور استيقاظي من النوم وكان إعلانه مصحوبا بالدعوة للتبرع عبر حسابات الجمعية، وقد سافر بالفعل للمحافظات المتضررة في أوائل الجهود الإغاثية للمضارين.

لم تكد تمضي ساعتان من وقوع الزلزال إلا وأعلنت منظمة ال I.H.H (أكبر منظمة مجتمع مدني) عن نقاط التبرع بالدم فتحركت إلى أقرب تلك النقاط، وبحكم السكن فقد كانت تلك النقطة في منطقة غير مأهولة بالسكان لكني وجدت هناك زحاما شديدا (انتظرت ٥ ساعات حتى يأتي دوري في التبرع).

أثناء وقوفي اكتشفت أن إحدى المتطوعات -ترتدي سترة الهلال الأحمر التركي وتتحدث التركية بطلاقة- شابة مصرية أتت لاستكمال دراستها الجامعية من الخليج بدلا من العودة لمصر (قطاع كبير من المصريين الموجودين هنا من غير المضارين من الانقلاب، لكنهم من أسر بدأت تعيش بالخليج بدأت ترسل أبناءها للدراسة).

كما كان ملفتا لي حضور الأتراك في مجموعات للتبرع وارتفاع نسبة العرب المشاركين في التبرع، وهو أمر من الممكن أن يكون له أثر طيب في التعايش والاندماج بالمجتمع التركي حال توثيقه وتسليط الضوء عليه.

كان دوري خلف شاب سوري يبلغ من العمر ٢٣ عاما، وأثناء حديثي معه دعا فقال (اللهم ردنا إليك بالحسنى)، فوصلت الرسالة إلي في أقل كلمات ممكنة إذ إنه يري أن هذا الزلزال وما شابهه رسالة تبدو قاسية من الله أن نعود إليه بعدما لم نستجب لرسالات الإنعام والإكرام بأن نعود إليه.

المصريون وأعمال الاغاثة

بالتزامن مع ذلك كان المصريون الذين اعرفهم من خلال الجمعيات التي أسسها الإخوان هناك في مؤشر على تعافيهم النسبي من عثراتهم الداخلية ينظمون صفوفهم لتقديم أعمال الإغاثة بالتنسيق مع المؤسسات التركية فتم الآتي:

-قدم أفراد الإخوان أنفسهم كمتطوعين تحت إمرة تلك الجمعيات.
-تواصلت الجمعيات المصرية ذات الخلفية الإخوانية مع المنظمات التركية للتنسيق في جهود الإغاثة.
-تم حصر المضارين من المصريين (نظرا لأن المحافظات التي ضربها الزلزال بقوة من المحافظات الجنوبية التي بها طلبة يدرسون في جامعاتها)، وتم جمع تبرعات من الإخوان فقط لهؤلاء الطلاب بخلاف حملات جمع التبرعات الأخرى لعموم المضارين.
-بدأ أمس بالفعل في أول الأيام وصول أفراد ومساعدات للمحافظات المضارة.
-تم الإعلان عن مقار كافة الجمعيات كمراكز تجمع للتبرعات العينية.

كل ما سبق يعني لي أمران:-

  • أن المصريين حققوا بالفعل درجة ما من الاندماج مع المجتمع التركي.
  • أن الإخوان عادوا كما هم طوال تاريخهم محترفين للعمل الإغاثي للمجتمعات التي يعيشون فيها.
  • أن الإخوان حققوا أيضا درجة ما من التعافي التنظيمي مما حل بهم جعلت تفكيرهم وبعض جهدهم منصرف للمجتمع بعدما عاشوا سنوات الخلاف التنظيمي في حالة من العراك التنظيمي كانت حائلا عن النظر لخارج التنظيم فضلا عن التأثير في المحيط الذي يعيشون فيه.

ما سبق جعلني وأنا عائد من انتهاء اليوم مساء أمس أردد في نفسي (مش كانت مصر أول بجهد هؤلاء الإخوان بين أبنائها).

كان أيضا من الملفت للنظر في التغطية الإعلامية المصرية للحدث تواصل أحد برامج التوك شو مع رئيس الجالية المصرية (أ.عادل راشد) وكانت تلك الوسائل نفسها التي اتهمته – مع من ترشحوا في انتخابات الجالية منذ عام- بأنهم من قيادات جماعة الإخوان التي يحلو لهم أن يصفوها بالإرهاب.

المصدر : الجزيرة مباشر