هتلر يحكم المدينة: ما بين السيسي والنازي!

ولأن تصريح رئيس البرلمان المصري كان صادما وخطيرا تلقفته المواقع والصحف الأجنبية بشئ من الاستهجان والاستنكار وتم نشره فى عناوين بارزة لتشبيه السيسي بهتلر النازي.

فى سابقة جديدة تسجل باسمه طلب الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب المصري، في الجلسة العامة للمجلس، النواب بالوقوف صمتا لمدة دقيقة تحية وتقديرا للسيسي، وهكذا دشن عبد العال أسلوبا جديدا فى تقديس الرؤساء والحكام لعل برلمانات العالم تقتبس منه هذه الطريقة.

ولأنها مصر ، وكم في مصر من المضحكات المبكيات، فقد حدثت تحت قبة هذا البرلمان مواقف في منتهى الغرابة لتقديس الزعماء؛ ومن أغرب المشاهد يأتي المشهد الأبرز والأشهر في تاريخ ردود فعل النواب تجاه المواقف السياسية الهامة، وهو موقف أحد نواب مجلس الأمة من عودة الرئيس جمال عبدالناصر إلى الحكم بعد الرفض الشعبي لإعلانه التنحي، حيث قام النائب – الذي لم يسجل التاريخ اسمه – بأن “حزم وسطه ” وقام بالرقص فرحا ، في مشهد أثار استغراب الكثيرين من المؤرخين وعلى رأسهم المؤرخ المصري الكبير “يونان لبيب رزق” والذي استهجن الموقف ووصفه بالعبثي في سلسلة كتبه ” الملفات السرية للثورة “، خاصة أن المواطن الراقص لم يعر المكان احتراما ولا مهابة مع الظروف التي كانت بالغة السوء بسبب الهزيمة وضياع سيناء التي كانت دماء آلاف من شهداء مصر لم تجف على رمالها بعد.

تشبيه الجنرال بـ “هتلر”

وهكذا مع تقديس الزعيم وكثرة النفاق لابد وأن يقع البرلمان ورئيسه في أخطاء كارثية كما حدث في نفس الجلسة العامة التي عقدها البرلمان المصري والتيدشن فيها رئيس مجلس النواب لنظرية الوقوف دقيقة صامتة تأييدأ وتقديرا للزعيم ، ولكن مثل الدبة التي قتلت صاحبها دون أن تدري وفي معرض دفاعه عن السيسي قال عبد العال : “هتلر كانت له أخطاؤه، والتي جعلته يتمدد شرقاً وغرباً، ولكنه وضع بنية أساسية قوية للدولة الألمانية، لا تزال حتي الآن هي القاطرة التي قادتها لتكون بين دول العالم الأول”، وبهذه الكلمات فقد وقع رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال، في فخ تشبيه مسيرة السيسي بمسيرة الدكتاتور الألماني النازي أدولف هتلر،  ونسي عبد العال أن ” هتلر ” تسبب في دمار ألمانيا دمارا كليا وتسبب في احتلالها وتقسيمها إلى دولتين وهما ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية ، وتسبب هتلر الذي قاد ألمانيا النازية في الفترة بين عامي 1933 و1945، في قتل  نحو أحد عشر مليون ألماني بالإضافة إلى عشرات الملايين الذين قتلوا وأصيبوا فى الحرب العالمية الثانية من مختلف دول العالم .

ولأن تصريح رئيس البرلمان المصري كان صادما وخطيرا تلقفته المواقع والصحف الأجنبية بشئ من الاستهجان والاستنكار وتم نشره فى عناوين بارزة لتشبيه السيسي بهتلر النازي، بل تكهن محللون بأن هذه السقطة قد تؤدي للإطاحة برئيس مجلس النواب قريبا بسببها وأنه “جاء يكحلها عماها “.

من ناحيته وبعد أن تأكد رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال أنه قد ارتكب خطأ كبيرا وربما يضر بعلاقات جنراله مع بني صهيون، فنفى في اليوم التالي 2 أكتوبر/ تشرين الأول خلال جلسة البرلمان وللعديد من المواقع المصرية أن يكون قد أشاد بالزعيم النازي أدولف هتلر أو شبه السيسي به، متهما أصحاب المصالح والمغرضين أنهم قد اجتزأوا كلامه من سياقه.

 وقال عبد العال متراجعا: “إن هتلر ارتكب العديد من الجرائم والخطايا بحق العالم، ولا يمكن أن أشيد به إطلاقا”، موضحا أنه أشاد بالبنية التحتية التي تمتاز بها ألمانيا وحققها الشعب الألماني، وتعد نموذجًا فريدًا في البنيات التحتية على مستوى العالم.

كوارث الشبيه

وهتلر الذى شبه به علي عبد العال الجنرال السيسي تسبب في الحرب العالمية الثانية  التى بدأت في الأول من سبتمبر من عام 1939 في أوربا وانتهت في الثاني من سبتمبر عام 1945، وهي من أكبر الصراعات العسكرية دموية على مر التاريخ ، وتختلف التقديرات النهائية لإجمالي عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية وإن تراوحت جميعها بين 50 مليون إلى أكثر من 100 مليون في حين تشير بعض الإحصائيات إلى أن إجمالي عدد الضحايا يتراوح ما بين 62 وحتى 78 مليون قتيل ، وتراوحت أعداد الضحايا من المدنيين ما بين 40 وحتى 52 مليون نسمة ؛ 13 وحتى 20 مليون منهم لقوا حتفهم نتيجة أمراض أو مجاعات ذات علاقة مباشر بالحرب في حين تراوحت الخسائر في صفوف العسكريين ما بين 22 وحتى 25 مليون شخص بما في ذلك قرابة 5 ملايين أسير ماتوا في الأسر أثناء الحرب.

نهاية الديكتاتور

هذا هو ما تسبب فيه هتلر الذي تشبه به الجنرال وأصغر طالب فى المرحلة الإبتدائية يعرف هذه المعلومات، كما أن التاريخ يذكر لنا أنه تسبب فى تدمير البنية التحتية لألمانيا وتسبب في وقوعها تحت مقصلة دول الحلفاء، كما أن التاريخ يذكر لنا – لعلكم تتعظون – أن مئات الآلاف من نساء ألمانيا تم اغتصابهن بسبب هذه الهزيمة التى ساهم فيها الإعلام النازي بنفاقه وتطبيله متمثلا فى وزير إعلامه ” جوبلز ” ورئيسه الزعيم الملهم أدولف هتلر، الذي انتهت حياته بهزيمة كارثية وانتحاره هو شخصيا.

رئيس مجلس النواب علي عبد العال بدلا من أن يقوم هو ومجلسه بالتحقيق مع الحكومة وجنرالها فيما نسب إليهم من وقائع تستلزم العزل لو ثبت صحتها وهو ما لم ينفيه الجنرال في معرض حديثه عن القصور الرئاسية، ولكنه هاجم المتظاهرين الذين نزلوا فى الميادين يوم 20 سبتمبر ووصفهم بمجموعة الحاقدين من الداخل التي تغذي الخارج، وقال: “يعني 5 أو 6 طالعين من ماتش الأهلي والزمالك نصورهم وتبقى مظاهرة؟ “، وتجاهل أن أعداد المقبوض عليهم وصل لأكثر من ثمانية آلاف مواطن مصري تم اعتقالهم خلال المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة، وفق تصريح الحقوقي البارز بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان‫، والسؤال هنا ‫‫: أين الأفاقون الذين قالوا إن المظاهرات مفبركة؟، وكم يبلغ عدد المتظاهرين عندما يتم توقيف هذا العدد؟ وهل هم كما 30 أو 40 شخصا كما قال عبد العال وإعلام جوبلز؟!

 

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه