رمضان بين غزة وطالبان

جاهزية كتائب المقاومة وامتلاك وسائل الرد والردع التي وصلت إلى قلب القرى والمدن المغتصبة، جعلت الصهاينة يطلبون من حلفائهم وقف إطلاق النار

 

يدخل شهر رمضان المبارك بفرحة وبهجة على نفوس عموم المسلمين، لذا يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف الشعب المحاصر في غزة مع غرة الشهر الفضيل، لكن جاهزية كتائب المقاومة وامتلاك وسائل الرد والردع التي وصلت إلى قلب القرى والمدن المغتصبة، جعل الصهاينة يطلبون من حلفائهم وقف إطلاق النار والجلوس للتفاوض! وأصبح مستقرا لديهم أن الحرب على غزة ليست نزهة، وأن نيل رضا الناخب بذلك له تكلفته الكبيرة وآثاره التي قد تأتي بعكس المطلوب.

وتعامل رجال غزة مع طلب التفاوض تعامل صاحب المبدأ الذي يرى قوته فيما يعتقده ويؤمن به، ولا يتعامل وعينه على الفارق الهائل في الآليات والإمكانات، ومن هنا وضعوا شروطهم بقوة ما يملكونه من الحق!

التفاوض مع طالبنان

وقبل هذا العدوان بأيام كانت الولايات المتحدة الأمريكية تفاوض قادة حركة طالبان الأفغانية التي تمسكت أن يكون اللقاء في الدوحة وليس غيرها من العواصم الخليجية التي اقترحتها الإدارة الأمريكية وهذا كله يأخذنا إلى عدة محطات:

الأولى: الذي جعل أمريكا العظمى وربيبتها الكبرى يوافقون على التفاوض مع طالبان وحماس وهما الموسومتان بالإرهاب في كل محفل ونادٍ، هو ما يملكونه من قوة الحق، ووسائل الردع التي لا تقارن بأية حال مع ما يملكه الطرف المعادي.

لكنه الامتثال الحقيقي لقول الله تعالى:

(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ…)

أمر الله بالإعداد وفق المستطاع، وعلى قدر الجهد والطاقة، فبذل الوسع واستفراغ الجهد هذا ما يتوجب على العبد ومأسوي ذلك فإلى من بيده ملكوت السماوات والأرض.

الثانية: تعمّدتُ الوقوف في قوله تعالى:

(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ …)

عند كلمة “وآخرين ” حيث شعرت أنها تعني دول الجوار التي افتخر نتنياهو في حرب سابقة أنها تمت بموافقة دولية ومباركة إقليمية!

وأصبحنا نتأسف على زمن سابق كنا نعيب فيه على حكام العرب أنهم لا يملكون إزاء القصف والعدوان إلا بيانات الشجب والاستنكار، حيث تبدل الحال وغدت أبواقهم الإعلامية تشجب أفعال المقاومة وتستنكر رفض الاحتلال! لأن ولاة الأمر باتوا جميعا تحت لحاف إسرائيل، وأصبحوا وعليهم الجنابة التي لا يطهرها ماء البحر ولا النهر!!

الثالثة: في غضون متابعتي لسير الأحداث التي انتهت بالاتفاق على جلسة تفاوض بين المحتلين والفلسطينيين برعاية مصر وقطر! قلت لا يخفى على أحد أن قطر تتبنى عرض وجهة نظر الفلسطينيين لذا وجه أميرها الشيخ تميم بن حمد بدفع أربعمئة وثمانين مليون دولار لأهل الضفة وقطاع غزة،

فهل سيذكر الإعلام العربي ناهيك عن المصري أن أجهزة السيسي الأمنية والاستخبارية هي التي تتفاوض نيابة عن الصهاينة المحتلين؟

إن المسألة لا تقبل القسمة إلا على اثنين يا معشر السادة.

الرابعة والأخيرة:

إن من تمسك بأسباب القوة استطاع حماية مشروعه، وأرغم خصمه على الجلوس والتفاوض

أما من تمسك فقط بصناديق الاقتراع من دون أن يعد للأمر عدته، فتمت مواجهته بصناديق الذخيرة! إن الحق تخذله اليد العزلاء، ولا يكفي لنصرته كتائب النوايا الحسنة.

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه