العالم المتحضر كذبة كبرى!!

مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في بون

لم يتعرض العالم لكذبة تم الترويج لها والتسويق، وغسل السمعة والتلفيق، كما تعرض لتلك الكذبة الكبرى المسماة بالعالم المتحضر!!

لم تكن الحضارة يوماً بمعزل عن الأخلاق والقيم، بل إن المتأمل  في تاريخ الحضارات السابقة أياً كان دين أتباعها، سيجد أن الأخلاق قاسم مشترك بينها جميعاً، فالحضارة طفرة في الإمكانات مع وفرة في القيم والأخلاق.

أما ما نراه الآن فيما يسمى بالحضارة الغربية فكذبة كبرى لا علاقة لها بالحضارة أو حتى بالإنسانية، ناهيك عن مسمى العالم المتحضر !!!  فهي طفرة في الإمكانات لكن مع تدهور في القيم والأخلاق.

القتل الذي مارسه أدعياء التحضر تحت مسمى الاستعمار، والإنسان الذي استعبدوه تحت مسمى الرأسمالية، والأخلاق التي هدموها تحت شعار الحرية تؤهلهم لأن يكونوا أسوأ من حيوانات الغابة، وذئاب الصحراء والكلاب الضالة.

فأي حضارة تلك التي تقتل في حروبها العالمية المتتابعة  أكثر من 50 مليون إنسان على لاشيء سوى التسلط والقهر!!

أي حضارة تلك التي تتفنن في صناعة القنابل النووية والأسلحة الكيماوية والأوبئة البيولوجية، وكل مايهلك الإنسان ويبيد البشرية!!

أي حضارة تلك التي تشرع للعلاقة الجنسية الشاذة، وتقيم لها محافل، وتسن لها قوانين، وتجتهد في تحسين صورتها، وتغيير مسمياتها، فتفتح لها النوادي، وترفع لها الأعلام ،وتعقد لها القداس في الكنائس!!

أي حضارة تلك التي قام أدعياؤها باغتصاب البلاد فأبادوا أهلها، ونهبوا ثرواتها، واستعبدوا ماتبقى منهم كأسوأ مايكون الاستعباد!!

أي حضارة تلك التي جعلت الإنسان كحمار الرحى يدور ليل نهار دون توقف في منظومة الرأسمالية لمجرد أن يعيش!!

أي حضارة تلك التي تسلطت على العالم فقتلت عشرات الملايين في ليبيا على يد الإيطاليين، وفي الجزائر والمغرب على يد الفرنسيين، وفي مصر على يد البريطانيين، ودهست خيول الفرنسسين الأزهر وقتلوا شيوخه!!

من الذي قتل الملايين في العراق ومن الذي دمر أفعانستان، ومن الذي ذبح المسلمين في البوسنة والهرسك على مرأى ومسمع الجميع!!

لم تكن الحضارة يوماً بمعزل عن الأخلاق والقيم، بل إن المتأمل  في تاريخ الحضارات السابقة أياً كان دين أتباعها، سيجد أن الأخلاق قاسم مشترك بينها جميعاً، فالحضارة طفرة في الإمكانات مع وفرة في القيم والأخلاق.

ومن الذي أعان بشار على ذبح الملايين من شعبه وتدميره بالبراميل المتفجرة، ومن الذي صنع السيسي ودعمه ليذيق المصريين ويلات القتل والعطش والخوف والفقر والفرقة والذل، ويقوم بانقلاب عسكري متكامل الأركان بمباركة العالم الذي يتغني بالديمقراطية ويتباهى بدعم الحريات!!

من الذي صنع نظام آل سعود ليفسد على الناس دينهم، ويفتنهم في عقيدتهم ويهدر ثروات المسلمين في الترف واللهو، ويساهم بها في  صناعة الطغاة ودعم المستبدين!!

إن تلك الحالة التي وصل إليها العالم الإسلامي من تخلف علمي وتراجع حضاري لم تكن لتحدث لولا أن الغرب صنع له أذرع نكدة، تسلطت على مقدرات الأمة فأفسدتها، وعلى قيمها فشوهتها وعلى ثرواتها فأهدرتها.

أي حضارة تلك التي أبادت شعب الهنود الحمر من وطنه لتقيم على انقاضه أمريكا رمز الحرية والسلام!!

من الذي يقف وراء نشر المخدرات والمسكرات، وإشاعة الفواحش والمنكرات، والعمل ليل نهار لتدمير البنية القيمية للإنسان في العالم بأسره!!

من الذي زرع الكيان الصهيوني ليغتصب المقدسات وينتهب الثروات ويحتل البلاد ويقتل الرجال والنساء والأطفال!!

الحقيقة أن هناك واجبات يجب أن نسارع بالقيام بها:
  • تعرية تلك المنظومة الفاسدة، وبيان حقيقة تخلفها الإنساني وانحدارها الأخلاقي تحصيناً لأجيالنا ، وحماية لهويتنا،واعتزازاً بقيمنا.
  • التوقف عن السير وراء هذا الإفك، والاعتزاز بما لدينا من مفاهيم إنسانية راقية،وقيم اجتماعية سامية، مفتاح يقيني للنجاح، وميلاد حقيقي جديد للأمة.
  • التيقن بأن الناس بعيداً عن قيم الإسلام ومفاهيمه ليسوا إلا مجموعة من الذئاب ينهش القوي فيهم الضعيف، ويتسلط فيه الغني على الفقير.
وأخيراً أقول:

إن تلك الحالة التي وصل إليها العالم الإسلامي من تخلف علمي وتراجع حضاري لم تكن لتحدث لولا أن الغرب صنع له أذرع نكدة، تسلطت على مقدرات الأمة فأفسدتها، وعلى قيمها فشوهتها وعلى ثرواتها فأهدرتها.

وإن تجربة الاهتداء بهديه والسير على دربه لم تحصد منها الأمة خيراً، ولم تزدد به إلا تخلفاً وترذماً.

وأن ماعندنا من إرث حضاري و تراث إنساني و هدي سماوي لكفيل بأن ينقلنا إذا أحسنا استثماره من التخلف الفكري إلى الشهود الحضاري، ومن التبعية المأزومة إلى الريادة المدركة .

وللحديث بقية إن شاء الله…

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه