إنجازات السيسي وتعامله مع مناصريه السابقين!

“شارون يحكم مصر” هذه الجملة قالها الكاتب الصحفي “سليمان الحكيم” بعد هدم منزله والقبض عليه من قبل قوات الأمن حتى تم إخلاء سبيله، بكفالة 500 جنيه، بعد التحفظ عليه بتهمة الاعتداء على الأجهزة الأمنية بـ”السب والقذف أثناء تنفيذ قرار إزالة لمنزله”.

“الحكيم” لمن لا يعرف كان من أشد المؤيدين للسيسي ولـ 30 يونيو وكتب مقالات كثيرة تمدحه وتطالبه بالغضب والقضاء على الإخوان، بل كان في تأييده متطرفا لأبعد الحدود، ولكن منذ فترة أصبح معارضا له ولنظامه، فما كان من الإعلام الموالي للسيسي – وقد كان من ضمنه في يوم من الأيام – إلا أن كال له الاتهامات واتهمه بالخيانة والانضمام لمعسكر الاعداء، حتى جاءت حادثة هدم منزله لتؤكد أن هذا النظام يتعامل مع من يعارضه حتى لو كان مؤيدا سابقا له بمبدأ واحد وهو القضاء عليه بأية طريقة، سواء أكانت قانونية أم غير قانونية، فلا مجال للمنطق مع هؤلاء .

“سليمان الحكيم” بعد أن تم إخلاء سبيله قال إن ” نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، زعم أن هدم بيتي وإلقاء القبض عليّ ليس له علاقة بموقفي السياسي المعارض”، وتساءل: ” لماذا تقوم الحملة بهدم بيتي فقط دونًا عن البيوت المخالفة رغم أنني لم أبنِ على أرض حكومية، كما لم أبنِ على أرض زراعية ولا متنازع عليها مع طرف آخر، ولكنها داخل كومباند مرخص له بالبناء”.

وأضاف: ” قرار الإزالة صادر منذ عام ولم أًخطَر به رغم طول المدة، فلماذا تذكر النظام هذا القرار الآن بعد أن أطلق كلابه في كل الفضائيات مطالبين بإعدامي؟”.

واختتم الحكيم تعليقه، على واقعة القبض عليه وهدم منزله، قائلا: ” شارون يحكم مصر”.

التنكيل بمؤيدي الأمس

قصة أخرى تؤكد أن هذا النظام يأكل رجاله السابقين تتمثل في قرار النيابة باستدعاء الدكتور يحيى القزاز الأستاذ بجامعة حلوان، للتحقيق معه وسماع أقواله في أحد البلاغات المقدمة ضده، بتهمة الإساءة للسيسي. قد يكون الأمر عاديا، ولكن الحقيقة أن القزاز كان من أشد المؤيدين للسيسي ومن المؤسسين لحركة “تمرد” حتى أنه دفع  نصف تكاليف مؤتمرها التأسيسي الأول، وهو حتى الآن من أشد المعارضين للإخوان، ولكنه منذ فترة اكتشف أن السيسي ليس كما توقعه وأنه انقلب على 25 يناير و30 يونيو، وكان يخطط للانقلاب على الرئيس مرسي واتخذ من حركة تمرد ومن 30 يونيو مطية لتحقيق أهدافه، وقال القزاز ردا على استدعائه للتحقيق: “أنا سعيد بالتحقيق معي بتهمة إهانة المفرط، أنا لست متهما أنا مدع بالحق الوطني ضد من فرط، ومرة أخرى وليست أخيرة.. السيسي لن تزيحه الانتخابات، من جاء بالخداع وأسس حكمه على القتل والغدر لا يزاح إلا بنزول الجماهير والمقاومة السلمية “.

جوقة الطبالين

نعم يتعامل نظام السيسي بمنطق إما أن تكون معنا أو عدونا ولا مجال هنا للعقل ولا للمنطق، فهو يستند لقوة غاشمة من جيش وشرطة، مدشنا لعصر من أشد العصور التي مرت على مصر ديكتاتورية وبطشا، معتمدا على جوقة من الطبالين الذين يدشنون له الحملات تلو الحملات ، من حملة ” كمل جميلك ” إلى حملة ” علشان تبنيها” التي استدعى لها الرياضيين والموتى من الفنانين، “سميرة محسن” نموذجا والتي تجاوزت الثمانين عاما، مرورا بحملة الانجازات الوهمية التي لم يراع فيها الأولويات بقدر ما راعى فيها ” الشو الإعلامي ” ، فلا إنجازات على أرض الواقع ولا شيء محسوس لدى الشعب سوى الغلاء وارتفاع الأسعار وتدنى مستوى الخدمات إلى أكبر مدى .

هل من ضمن الإنجازات التي يدعو لها منظمو هذه الحملات وصول الدين المصري لأكثر من 79 مليار دولار بنهاية السنة المالية 2016-2017 في 30 من يونيو/حزيران الماضي، حسبما أعلن البنك المركزي المصري، وبهذا يكون الدين الخارجي قد زاد نحو 23.2 مليار دولار في السنة المالية 2016/2017 بنسبة 41.6% مقارنة مع السنة السابقة.

البناء بالسلف والدين

ومن ضمن الإنجازات ” علشان يبنيها ” بالسلف والدين، وصول التضخم إلى 31.7 في المئة، وذلك وفق بيان لجهاز التعبئة العامة والإحصاء، وهو أعلى معدل له منذ 30 عاما ما أدى لارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 41%.

ووفقًا لأرقام البنك المركزي، فإن حجم الديون الداخلية قبل 30 من يونيو/ حزيران 2013م، كان 1500 مليار جنيه، ولكنها الآن، مع الجنرال، بلغت 3100 مليار جنيه، بزيادة قدرها “1600” مليار جنيه في 3 سنوات فقط.

ووفقًا لبيانات البنك المركزي أيضا، فإن حجم الديون الخارجية قبل 30 من يونيو/حزيران 2013 كانت 43 مليار دولار، لكنها مع السيسي وصلت إلى 80 مليارًا بزيادة قدرها 37 مليارًا في 3 سنوات فقط.

وارتفع الدين العام الخارجي والمحلي في مصر إلى 135.9% من الناتج المحلي الإجمالي في مارس/آذار 2017 مقابل 110.3% في الفترة المقابلة من 2016.

الترهيب والتشويه

وفى دولة تبنى عاصمة إدارية جديدة تتكلف مليارات الدولارات لن يسكنها إلا النظام والأغنياء، قامت هيئة سكك حديد مصر هذا الأسبوع بإلغاء مواعيد ما يقرب من 50 رحلة على خطوط الصعيد والوجه البحري لعدم وجود جرارات للقطارات.

ويبقى هنا السؤال: هل يحتاج من قدم كل هذه الإنجازات وقسم الشعب وسجن الشباب والشيوخ وقتل المصريين، وكبل مصر بالديون إلى حملات لكي يترشح مرة ثانية، وهل يسمح الجنرال بانتخابات نزيهة أو حتى مجرد ضمانات وهو يحارب معارضيه ويشوههم ويشيطنهم من خلال فضائياته وصحفه وإعلامه حتى إن وصل الأمر إلى التشهير والخوض في الشؤون الشخصية والأمور العائلية كما حدث مع الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق بسبب مواقفه المعارضة ضد التفريط في الأرض؟

هو لا يحتاج لحملات تطالبه بالترشح ولا حملات توضح إنجازاته فهو لن يترك الحكم مهما حدث، كما أن تزوير الانتخابات ليس فقط تزوير الصندوق لكنه تزوير الإرادة، بمعنى أن تمنح صوتك لمن تكره بالترغيب تحت ضغط الحاجة أو الترهيب تجنبا لمكروه لا تحتمله، الديمقراطية ليست صندوق انتخابات نزيها خاليا من التزوير كما يقول القزاز، الديمقراطية وعى وحرية وأمان وتكافؤ فرص للجميع، ولكن استخدام النفوذ وتسخير أجهزة الدولة وجمع توقيعات لدعمه وتشويه وإقصاء المعارضين هو الحل في دولة الجنرال .

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه