مستشارون حول حميدتي.. مهام خلف أبواب القصر

الفريق أول محمد حمدان حميدتي دقلو، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان

بات للفريق أول محمد حميدتي عدد من المستشارين بعد أن أصبح الرجل الثاني في السودان، منهم من يظهر للإعلام وآخرون في يعملون في الخفاء، ومعظمهم ينحدر من إقليم دارفور خاصة قبيلة الرزيقات

أبناء جلدته

ربما لم يعد حميدتي يثق بمن حوله من السياسيين لذا فضل أن يكون الأقرب إليه سياسيا هم أبناء قبيلته وجلدته، ومثلما اختار حميدتي شقيقه عبد الرحيم نائبا له في قيادة قوات الدعم السريع، فقد اختار بذات النهج أيضا مستشاريه السياسيين من أبناء قبيلته.
ويعد رئيس حزب الأمة الوطني ورئيس لجنة الزراعة بالبرلمان، المحلول عبد الله مسار من أبرز مستشاري حميدتي.
ينتمي مسار لقبيلة الرزيقات ولعب مسار دورا محوريا في صناعة اسم حميدتي؛ إذ حضر حميدتي في 2006 للخرطوم بغرض مقابلة الرئيس السابق عمر البشير ولم يفلح في مبتغاه وظل موجودا لمدة ستة أشهر دون الوصول للبشير حيث ذكر حميدتي في مقابلة إعلامية أنه فكر في مغادرة الخرطوم بعد فشله في مقابلة البشير إلا أن لقاءا عابرا جمعه مع عبد الله مسار هو من ساهم في فتح الطريق أمامه.
بعد ذلك تمكن حميدتي من الانطلاق في المؤسسة العسكرية وتكوين قوات الدعم السريع، ويبدو أن حميدتي لم ينس هذا المعروف لعبد الله مسار فقام بتعينه مستشارا سياسيا.
وبحسب مصادر لموقع الجزيرة مباشر فإن حميدتي يعتبر مسار الأكثر ثقة والأقرب إليه. 
وكان مسار قد قال في تصريحات صحفية إن عددا من الجهات تسعى لتدمير حميدتي ومضى إلى أبعد من ذلك، مطالباً بنصب تماثل تذكاري بوسط الخرطوم تخليداً لحميدتي.
كما فضل حميدتي أن يكون من أقرب المستشارين إليه أيضا القيادي بالمؤتمر الوطني المهندس عبد الله صافي النور وهو أيضا من أبناء قبيلة الرزيقات وعرف عنه الاعتداد برأيه والانحياز لقبيلته.
وتربط حميدتي علاقات قوية مع والي كسلا السابق وأحد أعيان قبيلة الرزيقات آدم جماع، وقال مصدر مطلع لموقع الجزيرة مباشر إن جماع يعد الأكثر تواصلا مع حميدتي ولم يشمله الاعتقال سيما أن المجلس العسكري اعتقل عددا من الولاة السابقين منهم آدم الفكي. 

أنصار الفريق محمد حميدتي لدى وصوله لاجتماع في قرية أبراج على بعد 60 كيلومترًا من الخرطوم ـ رويترز
سلاح الإعلام

إعلامياً فضل حميدتي تعيين نقيب الصحفيين الصادق الرزيقي مستشاراً له؛ بل مضى حميدتي إلى أبعد من ذلك وقام بشراء صحيفة الصيحة من ناشرها السابق وعين الصادق الرزيقي رئيسا لمجلس إدارتها. 
كما قام حميدتي بتعيين عبد الماجد هارون وكيل وزارة الاعلام السابق مستشاراً إعلاميا وخصص له مكتباً ببرج الاتصالات، وكان المجلس العسكري الانتقالي قد عين هارون وكيلاً لوزارة الإعلام بعد يوميين من سقوط البشير إلا أن ضغوط الشارع أطاحت به بعد مرور ثمانية ساعات على تعينه ليقوم حميدتي بمنحه منصب مستشار إعلامي. 

قيادات أخرى

قام حميدتي بتقريب عدد من القيادات منه حيث يعد القيادي بالمؤتمر الوطني صديق ودعة الذي ينحدر من منطقة جنوب دارفور من أبرز المقربين إليه، وقد نجح ودعة الذي يعتبر من أبرز أعيان الإدارة الأهلية بدارفور في حشد العُمد والمشايخ في الأيام الماضية التي حضرت للخرطوم لمبايعة حميدتي وتأييده.
في الوقت ذاته تشير المصادر أن رئيس قطاع التنظيم السابق بالمؤتمر الوطني حامد ممتاز بات مقرباً هو الآخر من حميدتي، ويقوم باستشارته في عدد من التفاصيل وهو من أوحى لحميدتي بأهمية وجود تمثيل للقوى السياسية الأخرى في المرحلة القادمة، لإضعاف وتطويق قوى الحرية والتغيير.

طه والإمارات والسعودية

مستشارو حميدتي لم يكونوا داخلياً فقط فالرجل صاحب التطلعات والطموحات في حكم السودان لديه شبكة علاقات تنسق عمله إقليميا ودوليا، فعلاقته مع مدير مكتب الرئيس السابق عمر البشير والمستشار بالديوان الملكي السعودي الفريق طه عثمان تعد الأبرز، بل ظل حميدتي يفاخر بهذه العلاقة منذ توترت العلاقات بين طه والبشير. 
وقد لعب طه دوراً مهماً في خلق علاقات قوية وتحالف بين حميدتي وأجهزة الاستخبارات في الإمارات والسعودية وتوجت تلك العلاقات باستمرار الجيش السوداني في اليمن وعدم سحبه رغم المطالب الداخلية المستمرة بسحب القوات السودانية، في حين ذهب نشطاء إلى أن حميدتي خلق أيضا علاقة قوية مع القيادي السابق في حركة فتح الفلسطينية محمد دحلان.

سر الاختيار

موقع الجزيرة مباشر سعى لمعرفة سر تقريب حميدتي لبعض الشخصيات وإبعاد آخرين، حيث كشف مصدر شدد على حجب اسمه أن الفريق طه عثمان نصح حميدتي باختيار من يثق فيهم ليكونوا ضمن الأقرب منه، مع عدم اختيار الأذكياء أو أصحاب التطلعات. 
وأضاف المصدر أن حميدتي عمل بنصيحة طه واختار شخصيات لا تطمح في حكم البلاد لأن الذين لديهم تطلعات سيطيحون به بسرعة، كما يعمل حميدتي على إغداق الأموال لمستشاريه بمستحقات شهرية، غير أن بعضهم من الأثرياء ويساندون حميدتي لحفظ مصالحهم في البلاد فقط.

المصدر : الجزيرة مباشر