قاسم: حزب الله لا يتوقع حربا إسرائيلية على لبنان لكنه مستعد

نعيم قاسم، نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية
نعيم قاسم، نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية

قال نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية إن الحزب الشيعي الذي يتمتع بنفوذ قوي لا يتوقع أن تشن إسرائيل عدوه اللدود حربا في لبنان، لكنه أكد استعداد جماعته لهذا الاحتمال.

ومع دخول الحرب في سوريا عامها الثامن قال الشيخ نعيم قاسم في مقابلة مع رويترز اليوم الخميس إنه لا يوجد حل للنزاع في الأفق مضيفا أنه سيستمر لسنتين أخريين على الأقل وأنه لا يمكن استبعاد الرئيس بشار الأسد من أي تسوية سياسية مرتقبة.

وقال قاسم “لا يوجد حل في سوريا اسمه إقصاء الرئيس الأسد، إنما الحل في سوريا مع الرئيس الأسد وهو المعبر الإلزامي للحل”.

وانخرط حزب الله المدجج بالسلاح في الحرب دعما للأسد في عام 2012 ولعب دورا حاسما في مساعدة الحكومة على هزيمة مسلحين سنة مدعومين من الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.

وقاد حزب الله تحالفا من جماعات شيعية مسلحة تدعهما طهران من العراق وأفغانستان وباكستان. وتسبب توسع النفوذ الإيراني في انزعاج شديد لدى إسرائيل.

وشنت إسرائيل العديد من الضربات الجوية في سوريا ضد ما وصفته بأهداف لحزب الله وإيران.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حذر الشهر الماضي من أن إسرائيل لن تسمح لإيران بوضع “طوق من الإرهاب” حول عنقها ولن تتحرك ضد وكلاء إيران فقط بل إيران نفسها.

وتقول إسرائيل ومسؤولون أمريكيون إن إيران تساعد الجماعة على بناء مصانع للصواريخ الموجهة بدقة أو تركيب أنظمة توجيه دقيقة على صواريخ بعيدة المدى في لبنان حيث خاضت إسرائيل وحزب الله حربا كبيرة عام 2006.

وردا على سؤال حول الاتهامات والتحذيرات الإسرائيلية قال قاسم إنه لن يعلق على قدرات حزب الله العسكرية أو انتشاره أو خططه.

وقال “لسنا معنيين أن نتحدث عن التفاصيل العسكرية سواء لقدرتنا أو لقدرة حلفائنا أو لأماكن تواجدنا لأنها من الأسرار التي نحتفظ بها ولا نريد أن نعطي منحة مجانية للعدو حتى يفهم ما لنا على الأرض وما هي قوتنا الحقيقية”.

وأضاف “نحن أعلنا مرارا وتكرارا أننا كمقاومة نعمل لنكون على جهوزية دائمة، ونحن كذلك، لنتصدى للاعتداء الإسرائيلي فيما لو حصل أي عدوان على لبنان. وبالتالي نحن معنيون بأن نكون في موقع الدفاع بكل أشكال الدفاع المتاحة”.

وقال إن إسرائيل تفهم هذه المعادلة التي أدت إلى “توازن للردع” بعد حرب عام 2006 مؤكدا أن إسرائيل “تدرك جدية حزب الله”.

وأضاف “نحن كحزب الله نعمل لنحصن ساحتنا ونكون جاهزين. هذا ما نملكه”.

وقال قاسم إن “حزب الله سيبقى في سوريا طالما كان ذلك ضروريا” لكنه قال “أما أن تقوم إسرائيل باعتداءات على سوريا، فهذا محتمل لأن إسرائيل هي اختارت منذ فترة أن تقوم بعدد من الاعتداءات. وعلى كل حال النظام السوري لديه قرار بالرد على مثل هذه الاعتداءات… إذن احتمال الاعتداء الإسرائيلي قائم على سوريا بضربات محدودة وأيضا الرد السوري قائم على هذه الضربات”.

كانت الدفاعات الجوية السورية قد أسقطت طائرة مقاتلة إف 16 إسرائيلية الشهر الماضي أثناء عودتها من قصف في سوريا بعد أن قالت إسرائيل إن إيران أرسلت طائرة بدون طيار إلى المجال الجوي الإسرائيلي.

ومن خلال العمل جنبا إلى جنب مع القوات الجوية الروسية والحرس الثوري الإيراني ساعد حزب الله في تحويل مسار الحرب السورية التي بدت وكأنها تشكل تهديدا لحكم الأسد حتى عام 2015.

واليوم الخميس تحل الذكرى السابعة للحرب التي تسببت في مقتل نصف مليون شخص ودفعت أكثر من 5.8 مليون للجوء خارج البلاد وشردت ملايين آخرين في الداخل.

وقال قاسم إن حزب الله سيبقى في سوريا مادام كان ذلك ضروريا. وأضاف “إذا وصلنا إلى حل سياسي بالتأكيد حزب الله سيعود إلى لبنان بشكل طبيعي”.

وذكر أن حزب الله وحلفاءه انتصروا في الحرب على ما وصفه بالمؤامرة التي تقودها الولايات المتحدة لتدمير سوريا قائلا “سوريا والشعب السوري ربحوا المعركة الميدانية التي ستساعدهم على ربح المعركة السياسية”.

وأضاف أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سعوا لجعل سوريا جزءا من “الخلافة” قد تلقوا ضربة قاضية لمشروع الدولة التي أرادوها.

وفي حين أن حكم الأسد لم يعد في خطر فإن مناطق كبيرة من البلاد على الحدود مع تركيا والعراق والأردن وإسرائيل لا تزال خارج سيطرته.

ونشرت الولايات المتحدة قوات في شمال وشرق سوريا حيث تحالفت مع فصائل مسلحة بقيادة الأكراد تعرف باسم قوات سوريا الديمقراطية. كما أرسلت تركيا قوات إلى شمال غرب سوريا.

ولا يتوقع قاسم أن تؤدي الحرب السورية إلى مواجهة مباشرة بين القوى الكبرى.

وقال “الواضح أن الجميع في سوريا سواء النظام السوري ومعه الروس والحلفاء أو أمريكا ومعها الأكراد والحلفاء يتجنبون التصادم المباشر بين أمريكا وروسيا والتصادم المباشر بين تشكيل القوتين وحلفاء القوتين. كل الأعمال التي تحصل، تحصل بغير المباشرة… إذن كل الأطراف ملتفتة وترى مصلحتها في ألا يحصل تصادم مباشر بين أمريكا وروسيا، وهم لديهم قواعد اشتباك درسوها معا ويلتزمون بها”.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز