صدامات بين الشرطة ومحتجين بالقاهرة

أصدر وزير الداخلية المصري اللواء منصور العيسوي أمرا لجميع قوات الشرطة بالانسحاب من ميدان التحرير بوسط القاهرة، والتوقف عن محاولة تفريق المعتصمين بالميدان، إثر الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين التي أصيب خلالها 26 شخصا.
 
ونقل الموقع الرسمي للتلفزيون الرسمي عن العيسوي قوله فجر اليوم الأربعاء إنه سيقوم بنفسه بالتحقيق في أي تجاوز قد حدث من أي من أفراد الشرطة في التعامل مع المتظاهرين بميدان التحرير، مشددا على أن “الوطن يحتاج في هذه المرحلة الدقيقة للتعاون الكامل والوثيق بين رجل الشرطة والمواطن من أجل حماية الجبهة الداخلية للبلاد”.

وفى السياق ذاته أعلنت وزارة الصحة أن عدد المصابين في الاشتباكات وصل إلى 26 بعضهم من عناصر الأمن. وأضافت الوزارة أن إصابات الجنود جاءت كلها نتيجة الإصابة بالحجارة وأغلبها إصابات في الرأس، أما إصابات المواطنين فجاء أغلبها نتيجة الإصابة باختناقات ناجمة عن إطلاق كثيف للغاز المدمع.

وكانت الشرطة قد تدخلت بعد قيام عدد من أهالي ضحايا ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي بالمطالبة بسرعة محاكمة وزير الداخلية السابق حبيب العادلي والرئيس السابق حسني مبارك بتهمة قتل المتظاهرين.

ووفق رواية وزارة الداخلية فإن مجموعة حاولت اقتحام مبنى في منطقة العجوزة أثناء تكريم أسر شهداء الثورة المصرية، ثم توجهت المجموعة إلى مبنى وزارة الداخلية، وبعدها إلى ميدان التحرير للقيام بأعمال شغب.

وكان آلاف من شباب وائتلافات الثورة توافدوا إلى الميدان من أجل  دعم المتظاهرين، ووصل عدد المتظاهرين إلى أكثر من ثمانية آلاف شخص.

وصرح مصدر أمنى مسؤول بأنه “من خلال متابعة ما يشهده ميدان التحرير من أعمال شغب لوحظ تزايد أعداد المتجمعين واستمرارهم في التعدي على المواطنين والمنشآت والسيارات، ورفضهم الانصياع لتعليمات الأمن بوقف ممارساتهم، وتعمدهم زيادة الاحتكاك برجال الشرطة”.

وقد واصل المتظاهرون اعتصامهم في الميدان رغم إطلاق قوات الأمن القنابل المدمعة والرصاص المطاطي لتفريقهم.

وكان مراسل الجزيرة في القاهرة سمير عمر قال إن قوات الأمن اضطرت لإطلاق الغاز المدمع والرصاص المطاطي في الهواء لتفريق نحو ألفي متظاهر تجمعوا أمام مبنى وزارة الداخلية المصرية القريب من ميدان التحرير.

وأشار إلى أن المتظاهرين توجهوا عقب ذلك إلى الميدان حيث تواصلت الاشتباكات بعد أن قذف المتظاهرون رجال الشرطة بالحجارة ورد هؤلاء بدورهم باستخدام الهري، موضحا أن جميع الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير مغلقة حاليا.

وقال عضو ائتلاف شباب الثورة محمد القصاص -في اتصال مع الجزيرة من الميدان- إن قوات الأمن المركزي أطلقت قنابل الغاز الخانقة بكثافة على المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم.

ومن جهته ذكر موقع الأهرام الإلكتروني أن سبب وقوع الاشتباكات يرجع إلى سريان شائعة حول احتجاز والدة أحد شهداء الثورة داخل مقر وزارة الداخلية القريب من ميدان التحرير، رغم تأكيد القيادات الأمنية في موقع الأحداث عدم  وجود أي محتجزين في مقر الوزارة.

وبدورها نقلت رويترز عن مصدر أمني مصري أن نشطاء تجمعوا في الميدان لتأبين شاب توفي يوم الأحد الماضي متأثرا بإصابات لحقت به في الاحتجاجات التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك، واشتبكوا مع الشرطة التي حاولت تفريقهم.