شاهد: مدينة يمنية مدرجة على تراث اليونسكو مهددة بغارات التحالف العربي

يخشى سكان مدينة “زبيد” اليمنية من أن تصل المعارك الدائرة على الساحل الغربي للبلد إلى مدينتهم التاريخية، وتتسبب في سقوط ضحايا وتدمير المنازل والمساجد الأثرية والتاريخية.

وكانت زبيد عاصمة لليمن بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، واعتبرت في السابق مركزا للعلوم الإسلامية، وتعد المدينة، التي تضم 86 مسجدًا من بينها خامس أقدم مسجد، من أبرز المعالم العمرانية في بداية الإسلام.

وأُدرجت منظمة (اليونسكو) مدينة زبيد على قائمة منظمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” في عام 1993.

وتقع زبيد على بعد نحو 75 كلم جنوب شرق مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ويشهد اليمن، الغني بالأبنية التاريخية منذ سنوات نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية، وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس/ آذار 2015.. بعدما تمكن الحوثيون الذين تحالفوا مع حزب الرئيس الراحل على عبد الله صالح من السيطرة على مناطق واسعة من اليمن.

وقتل في النزاع منذ التدخل السعودي أكثر من 9 آلاف و200 يمني، بينما أصيب أكثر من 53 ألفا، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.

وتحاول القوات الحكومية منذ بداية ديسمبر /كانون الأول الماضي التقدم من المناطق التي تسيطر عليها في جنوب ساحل البحر الأحمر باتجاه الحديدة شمالا، ونجحت في استعادة عدد من البلدات على طول الشريط الساحلي، وخلال الأسابيع الماضية، وصلت المعارك إلى أطراف مدينة زبيد.

ودفع هذا الأمر اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التحذير من أن هذه المعارك تهدد معالم مدينة زبيد التاريخية، ودعت اللجنة في بيان الأطراف المتقاتلة إلى حماية معالم المدينة التي تضم أكبر عدد من المساجد في اليمن.

وفي زبيد، يحذر الحسين عبد الرحمن، المتخصص في ترميم المباني الاثرية، من أن المباني والمساجد التاريخية في زبيد لا تحتمل أي ضربة، ويوضح أن في المدينة مباني أثرية كثيرة ولا تحتمل اي اهتزازات او صواريخ لأنها مدينة قديمة ومسجلة على قائمة يونسكو”.

ورغم اقتراب المعارك، بقيت المحال التجارية في الأسواق القديمة، والمؤسسات، مفتوحة وبينها مكتبة زبيد العامة التي تقع في الطابق السفلي من مبنى تزين واجهته الخارجية عشر نوافذ تبدو كقناطر مياه صغيرة، لكن السكان يخشون من أن تبدأ طائرات التحالف العسكري التي تشن غارات ضد مواقع الحوثيين، بتنفيذ ضربات بشكل مفاجئ.

ويعبّر مدير عام الهيئة العامة للمحافظة على المواقع التاريخية في زبيد مختار عبد الصمد عن الخوف من أن “يدخل التراث في الاستهداف” وناشد المنظمات الدولية ومنظمة اليونسكو بأن يشددوا على هذا الموضوع بحيث لا يتم استهداف أي مدينة تاريخية.

المصدر : مواقع فرنسية