شاهد: لاجئو الروهينغيا يبنون ملاجئ بدائية لهم ببنغلاديش

انشغل اللاجئون الروهينغيا الذين وصلوا مؤخرا إلى الجارة بنغلاديش، الأحد، ببناء ملاجئ ومخيمات إيواء جديدة على الأراضي التي سمحت بها الحكومة في بنغلاديش.

واستخدمت التلة في مخيم تانغخالي من قبل الحكومة لزراعة مجموعة متنوعة من الأشجار والنباتات للاستخدام التجاري، ولكن الآن، تم إزالتها وبدأت هياكل الخيزران في الظهور.

وكان نور محمد (53 عاما)، الذي وصل الى المخيم قبل ثلاثة أيام، قد بنى المأوى البدائي الذي سيصبح منزله الجديد مع خمسة من أفراد أسرته.

وقال نور محمد، الذي هرب، مثل كثيرين، لإنقاذ حياتهم “كان بيتي في ميانمار منزلا من طابقين، واليوم هنا في بنغلاديش، نقيم في حظيرة للبقر”.

ويقول البناؤون إن كل مأوى يستغرق حوالي أربعة أيام لإكماله، وفي غضون يومين سيتم تغطية التل مع هذه الهياكل وسيصبح لـ57 أسرة سقف يستظلون به.

من جهة أخرى، شكا الأطباء في المعسكر الطبي الذي أقيم خصيصا لعلاج لاجئي الروهينغيا، من عجزهم عن مواجهة تزايد أعداد المرضى وتدافعهم للعلاج في المعسكر الصغير بمخيم كوتوبالونغ في منطقة كوكس بازار.

ويعالج الأطباء هناك أكثر من 600 مريض، ويقدم لهم الخدمات الطبية الأساسية والأدوية المجانية، ويتراوح المرضى بين الرضع الذين يعانون من سوء التغذية وبين كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم سبعين عاما.

وتقول المنظمات الخيرية إن المياه النظيفة والملاجئ والنظافة الصحية والصرف الصحي هي أولوياتها في الوقت الذى تستعد فيه للعواصف القادمة، مضيفة أن المياه الراكدة يمكن أن تصبح مصدرًا رئيسيًا لتكاثر الأمراض مثل الكوليرا.

وثمة مخاوف جدية من أن العديد من اللاجئين، ولا سيما الأطفال، قد يموتون بسبب نقص الغذاء والمأوى والمياه، نظرًا للأعداد الضخمة الهاربة من العنف في ميانمار، حيث بدأت السلطات بنقل الأشخاص إلى المخيمات لتسهيل عمليات توزيع المساعدات.

ومنذ 25 أغسطس/آب، فر ما يقرب من 430 ألفا من أقلية الروهينغيا المسلمة من ولاية أراكان (راخين) غربي ميانمار إلى بنغلاديش المجاورة، هربا من هجمات جيش ميانمار ومتطرفين بوذيين الذين شنوا هجمات على مسلمي الروهينغيا وصفتها الأمم المتحدة بأنها “نموذج صارخ للتطهير العرقي”.

وأصبحت مخيمات اللاجئين التي يقيم بها لاجئو الروهينغيا في بنغلاديش مزدحمة بشكل متزايد، بحيث لا تتاح بها أي مساحة للاجئين الجدد الذين لا يزالون يفرون من العنف والاضطهاد في ميانمار.

وقال اللاجئون الذين وصلوا حديثا يوم الأحد، إنه من الصعب العثور على مساحة متاحة لطرح الخيام، حيث إن المساحة الوحيدة المتاحة الآن بعيدة عن أماكن توزيع المساعدات أو في أماكن يمكن التعرض بها لخطر الهجمات من الحيوانات البرية.

وكانت فيلة برية قد دهست اثنين من مسلمي الروهينغيا في بنغلاديش قبل أسبوع عندما هاجموا مخيمات كان للاجئون  يحتمون بها.

وتقول السلطات البنغلاديشية إنها تهدف إلى نقل الجميع من ما يسمى بالمواقع العفوية، والتي عادة ما تكون بجوار الطرق، إلى مخيم كبير واحد حيث يمكن توزيع المساعدات بشكل أفضل.

المصدر : رويترز