شاهد: أكبر معهد للقرآن بغرب أفريقيا يطلب الدعم

في معهد “كوكي” لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية بالسنغال، وهو الأكبر من نوعه في منطقة غربي أفريقيا، يتحدى الطلاب ظروفًا صعبة للغاية يواجهها المعهد من أجل إتمام تعليمهم.

وتأسس المعهد عام 1939 من جانب السنغالي أحمد الصغير لوح، وهو فاعل خير، تنفيذًا لوصية معلمه الشيخ أحمد الكبير امباي، ويضم حاليًا 4 آلاف و189 طالبًا وطالبة.

ويقع المعهد على بعد 220 كيلومترًا من العاصمة السنغالية داكار، على مساحة أرض واسعة في منطقة “كوكي”، ويتضمن مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وسكنًا طلابيًا، وجامعًا، ومركزًا صحيًا، ومكتبة، ودار ضيافة.

التعليم بالمجان

ويتعلم الطلاب بالمجان في معهد “كوكي”، ويقيم نحو ثلاثة آلاف و200 طالب وطالبة في سكن المعهد، في حين يتلقى قرابة ألف طالب آخرين ممن يقيمون في منازلهم التعليم نهارًا.

ويضم المعهد طلابًا من دول عديدة، أبرزها موريتانيا، وغينيا، وبوركينا فاسو، ومالي، وغينيا بيساو.

وبعد إتمام الطلاب حفظ القرآن، خلال السنوات الثلاث الأولى في المدرسة، يحق لهم التسجيل في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية في المعهد.

وفضلًا عن المناهج الدراسية في السنغال، يتلقى طلاب المعهد دروسًا لتعلم اللغة العربية وبعض العلوم الشرعية.

وبعد تخرجهم، يلتحق عدد من طلاب المدرسة بجامعات في دول منها السعودية، ومصر، والمغرب، والسودان، وتركيا، للحصول على شهادة جامعية في فروع عديدة، كالطب والهندسة والشريعة والاقتصاد.

ويسعى القائمون على المعهد إلى افتتاح مدراس ثانوية لتعليم العلوم الإسلامية فقط.

احتياجات المعهد

عن معهد “كوكي” قال مديره الشيخ أحمد مختار لوح، إن المعهد يعتبر أكبر دار لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة غربي أفريقيا.

وأضاف أن النسبة الأكبر من الطلاب هم من الأيتام والفقراء، مشددًا على حاجة المعهد إلى دعم تركيا وبقية العالم الإسلامي.

وأوضح أن نفقات المعهد تأتي من أموال الزكاة والصدقة، فضلًا عن تبرعات خريجي المدرسة أنفسهم.

ولفت إلى أن المعهد خرّج الكثير من الأسماء المهمة في السنغال، والكثير منهم تلقوا تعليمهم الجامعي في تركيا.

وأردف أن “المعهد لا يتلقى دعمًا ماليًا كافيًا من الحكومة السنغالية، إذ تدفع رواتب بعض المعلمين فقط، وتقدم وزارة الصحة ووزارة شؤون العائلة والأطفال إلينا بعض المساعدات البسيطة.

وتابع “المعهد يضم مركزًا صحيًا صغيرًا، وتكاليف العلاج تضغط على الميزانية، إذ نعاني نقصًا في الأدوية”.

وأوضح أن فواتير الكهرباء وحدها تبلغ حوالي ثلاثة آلاف دولار شهريًا، ونفقات المعهد الإجمالية من غذاء وتعليم وصحة وملابس تبلغ 80 ألف دولار شهريًا.

دعم غربي مرفوض

وقال أحمد الصغير، أمين عام معهد داكار الإسلامي، إنهم يبذلون ما بوسعهم لاستمرار معهد “كوكي”، الذي أسسه جده، ودعا العالم الإسلامي، وعلى رأسه تركيا، إلى تقديم الدعم اللازم للمعهد.

وتابع “العالم الغربي يحاول تقديم الدعم، لكننا لا نرغب في ذلك، إذ يخفي الغرب خلف الأمر مساعٍ لنشر المسيحية”.

المركز الصحي

ووفق معلمة اللغة الفرنسية في المعهد، أداما دياكانته، فإن متوسط عدد الطلاب في الصف الواحد يبلغ 60 طالبًا.

وبفضل حفظ الطلاب للقرآن الكريم، فإنهم “يتمتعون بذاكرة قوية، ومعدل درجاتهم 100% تقريبًا”، وفق قولها.

ونظرًا لظروف المعهد المالية ليس بالإمكان، بحسب الطبيب في المركز الصحي بالمعهد، محمد سال، تأمين كافة شروط النظافة المطلوبة في المركز، ما يؤدي إلى إصابة الطلاب بالأمراض بكثرة.

ولفت إلى ازدياد انتشار الأمراض المُعدية في أيام الحر والبرد الشديدين، ولا تسمح الميزانية بمكافحة هذه الأمراض.

بدوره، قال الطالب محمد لايه، إن المؤسسات الإغاثية التركية تقدم مساعدات للمعهد في بعض الأوقات. وأعرب عن أمله في أن يقدم الرئيس أردوغان والشعب التركي الدعم للمعهد.

المصدر : الأناضول